للجمال وجه آخر !!
************
قدر الزهور أن تلقى نحبها صغيرة ... كما العشاق !!
---------------------------------------------
حسام الدين بهي الدين ريشو
===============
كانت تجيد الرقص فوق أشلاء القلوب الدامية .
كم من قلوب تعلقت بين أهدابها .
بعدما انخلعت من بين الجوانح ؛ وقد سحرها نورها الذي يشع كضوء الفجر .
وقد رسم الجمال على محياها أروع لوحاته .
لم يتبين أحد أنها رملية المشاعر لا تحتفظ بشيء ؛ وانما تبتلع كل من يحوم حولها ؛ سوداوية المزاج ؛ أنانية الطباع .
مجنونة التصرفات !
وكان واحدا من هؤلاء !!
لم ير القلوب الا خضراء ؛ كما المشاعر خضراء
والليل أخضر
يُضيئه قنديل الشِعر الأخضر .
لذلك كان الحب يركض داخله ليلاحق حسه المرهف .
كان يمد جسورا من قلبه ليعبر عليها من أحب ... بينما الأشواق تلفح كيانه .
غاب عنه , أنه زمن القحط والجفاف والنرجسية
زمن الأيام البخيلة العارية !
فلا أجنحة الحمائم تظللها
ولا الفراشات الجميلة
أيام حُبْلى بالكلمات ذات الوجهين ؛ والوجوه ذات الاقنعة .
رآها نجما يشع نورا صافيا
تمناها فرحة عمره الذي لم يواته الفرح
وعندما تعلق قلبه بأهدابها وانخلع من مكامنه ... اصطبغت مشاعره بلون الشفق ؛ وتمايلت رأسه من فرط الحنين
تغلغل صوتها المميز كشعاع عسلي يشبه عينيها في روحه فأسكرت قلبه العذري !!
تساءل ...
لماذا لا ينعم العشاق بالعشاق ؛ كما الطير مفتونا بالطير
والنجم بالليل
والبحر بالشاطئ ؟
لماذا لا يخرج من بحر الأحزان طالما على السطح تتوهج شمس الأحبة .. التي لن تبخل عليه بدفئها .؟
مادامت مشاعره تنساب كنهر حالم يحث خريره الخُطى بين الجداول المتعلقة به ؟
لكنه بعدما انتزعت قلبه وضمته الى أشلاء القلوب التي تتراقص فوقها ... أدرك الحقيقة !!
وبين البداية الحالمة .. والنهاية اليائسة خر صريعا ... أحرقه شوقه الصادق ومشاعرها الكاذبة !!
قاوم العذاب بالكلمات .. لكنه كان مسجونا دائما بين عواطفه وأحزانه .
وكأنه النهر الفياض الذي حبسته الشطآن عن الخلاص مما به .
ود لو يغفو على كتفيها ويبكي
كان الحب المفقود في ساديتها يذبحه
ود لو تذوب فيه كما ذاب فيها !
لكن
كيف يأتي الحب والقلوب خواء في خواء ؟
أطفأ قنديل الأماني
وترك قلبه ليد الريح تمزقه
اسلم أوراقه للهيب الجوانح يحرقها
وخلَّفَ مشاعره للاعاصير تبعثرها .
وعندما أصبح بين الأشلاء .. انطفأت مصابيح الملتقى
تكسرت المرايا التي كثيرا ماخدعت .
ضاق البحر بالشاطئ
أرخت الزهور أجفانها
وأغلقت رياض العشاق أبوابها
وغفت الطيور ليلتها حزينة لما أصابه !
تلون صوته بالمرارة بعدما ضاقت به الاحلام التي حصدت عمره بدلا من أن يحصدها !
وقد تبين أن للجمال وجها ً آخر
وفي المحراب الذي يلجأ اليه دائما كلما ضاق بالحياة
او طالت غربته
أو تقاذفته المشاعر .
رأى القرنفل قائما يصلي في المحراب ... يُرتل بصوتٍ باكٍ :
قدر الزهور أن تلقى نحبها صغيرة كما العشاق !!