الموضوع: احترام الشعور
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-2012, 04:37 PM
المشاركة 6
حنان آدم
مداد فكر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

أحببت أن أضع نثرا ً أدبيا ً راقيا ً حمل هذه المعانى وهو لصاحب فلسفة الحب والجمال ..مصطفى صادق الرافعى :


" وقد يكون بعض العزاء عن المصيبة تفننا في المصيبة نفسها , كدمعة من يرثي لك عند النكبة يجيئك بها تعزية ولها على نفسك الأبية غمز مؤلم قد يكون أشد من ابتسامة العدو الذي يشمت بك , وما أعجب رحمة الله إذ تحيل كل هم في هذا الإنسان الضعيف إلى قوة تبعثه على التماس العطف والرقة من كل النواحي الإنسانية , كأن في النفس بجانب كل شيطان ملكا إن لم يستطع تحويل الشر إلى خير أخرج منه نزعة من نزعات الخير .واها لهذا القلب الذي أحمله فإنما هو عقل فيلسوف خلق على شكل القلوب فهو يأتيني من كل شيء بشيء غيره .... "

" قلب لا ادري أوهبني الله له أم وهبه لي فهو مثار الألم ومهبط الرحمة جميعا . ولقد ورد في أثر من الآثار أن العبد إذا دعا لإنسان اشتد بلاؤه فقال اللهم ارحمه , يقول الله كيف أرحمه من شيء به أرحمه . وكيف يرحمني الله من هذا القلب وقد رحمني به في ذات نفسي ؟ ..... "

" هذا القلب هو سر الحمال الإنساني لأن فيه بركة النفس وزينتها وسكنها , فالبركة تنبت من الخلق والطيب والزينة تخرج من الفكر الجميل والسكن يثبت بالإيمان واليقين , وما جمال النفس الإنسانية إلا خل وفكرة وفضيلة مؤمنة .ما زلت منذ وعيت كأنما أفرغ في قلبي هذا قلوب الناس بتوجعي لهم وحناني عليهم , وكأنما أعيش في هذه الأرض عيش من وضع رجلا في الدنيا ورجلا في الآخرة , أحفظ الله في خلقه لأني أحفظ في نفسي الرحمة لهم وإن كان فيهم من يشبه في التلفف على دواهيه بابا مقفلا على مغارة مظلمة في ليل دامس .. وأتقي طائلة قلوبهم , وألبسهم على تفصيلهم قصارا أو طوالا كما خرجوا من شقي المقص المجتمعين من الليل و النهار تحت مسمار الشمس , وأصدرهم من نفسي مصدرا واحدا لأني أعلم أن ميزان الله الذي يشيل ويرجح بالخفيف والثقيل ليس في دي فلا أستخف ولا أستثقل , وأعرف أن الفضيلة ليست شيئا في نفسها وإنما هي بالاعتقاد ........ "


" كأن ذلك الكمال الإنساني الذي لا يزال بعيدا عني يحاول أن يقتلعني من أساسي لاثب إليه في أقاصي علوه " ...


سوسنة الكنانة