الموضوع: رثاء القصيدة
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-11-2021, 10:27 PM
المشاركة 6
حمزه حسين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: رثاء القصيدة

ما عاد لي ظلٌّ
لتأوي المفرداتُ
إليَّ من لفحٍ
وتأنسَ بعد غربتها
وحرقتها
وما عاد القريضُ
يجودُ
يمَّم غيثُه شطرَ الغيابْ
وبراعمُ الأفكار شاحبةٌ
على أغصان ذاكرتي
ذوتْ
وعبيرُها رهنُ اغترابْ
كانت تزيّن روض ذاكرتي
ويسألها الشذا
بعضًا من الأنفاسِ
كي يروي الظما
***
في محبسٍ
سِربُ الحروفِ
مُصفَّدٌ
ولَكَمْ ترومُ قوافلُ الكلمات في البيد المنى
وبريقَ ماءٍ تقتفي آثاره
وظلال قافيةٍ حَنونْ
هيهاتَ
لا تجني سوى خيباتها
يُخزي أمانيها السرابْ
***
ويغطُّ في خجلٍ عَميقٍ
صمتُ شعري
يستحي
من نظرة المرآة وهْي تجولُ في عينيه
يقبضه السكونْ
***
ومِـدادُ أحلامي
تجمَّدَ
في عروقِ قصيدةٍ
تأبى الولادةَ
والبحور تبخّرت
والأبجدية مقفرةْ
وعلى دروب الشعر
أوزاني
خُطاها اثَّاقلتْ
قد هدّها عِبءُ الكلام ِ
ترنَّحتْ متعثّرةْ
***
ويفرُّ شيطانُ القصيدِ معاندًا
متمرِّدًا
ينأى بعيدًا
خلف أمواج الضباب
فلا أرى أثرًا لهُ
وأصيحُ لا يرتدُّ لي
إلا الصدى
متصبِّبًا خجلًا
وشيطان القصيدِ مكابرٌ
يأبى الإيابْ
***
وأنا
على الأطلالِ
أنبشُ في ركام الأمسِ
أبحثُ عن تميمةِ لفظةٍ
كانت تبسَّمُ
في سريرِ دلالِها
يوماً
وأمست تحت رسمٍ ثاويةْ
وأنا
على الأطلال
رهنُ الصمتِ
أرتجلُ المخاوفَ
أستبيحُ
حكايةً ذبلتْ
على شفةِ الزمانِ
وفي مهبِّ الموت روحُ الراويةْ
***
أبكي على الشعرِ القتيلِ
وأرتدي
ليلَ الحداد
وأرفع النّصبَ المضمَّخ بالدموعِ
وفي مخادعها
على وقع النواحِ
تحاوُل الكلماتُ
ترتيلَ الرثاءِ
لذاتها الثكلى
ولكنْ
لا حياةَ لمن تغمّدهُ الوجومْ !!
وتاه في ليلِ العذابِ
يلمُّ أنقاضَ الخرابْ
***
رغم انكساراتي
وشهقة لهفتي
وغياب بدرِ الشعر عن عيني
سأقترف المحاولة الجديدةَ
أيْنَهُ شيطانُ شعري المُرتَجَى؟!
بيدي ودمعي
سوف أكتبُ كي أواسي
خاطري المفجوعَ
بضعة أحرفٍ
ذكرى لكل العابرين هنا
سأكتبُ
فوق شاهدة العذابْ:
هذا مقامُ قصيدةٍ
لم يكتمل بنيانها

اسمحي لي أن أختلف قليلا معك شاعرتنا المحلقة
بل كثيرا ...
وكثيرا جدا أيضا

فهذه ملحمة شعرية جذابة خلابة
أي مداد تجمد ؟.... وأنا أرى بحرا متلاطم المعاني والجمال
وأي قصيدة تأبى الولادة؟.... وهذه التحفة قد أطلت مياسة ... سامقة
مترنحة...
فاقع جمالها..... تسر الناظرين

أشرق بدر الشعر شاعرتنا ... بل ولم يغب بهذه الفريدة الساطعة

لم يكتمل بنيانها؟ .. بل مكتلمة البنيان رصينة الأعمدة
سبك وحرفية واضحان يا ياسمين الشعر

تفعيلة فعلت فعلتها فعلا

تقديري الكبير
والتحيات