عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-2013, 10:42 PM
المشاركة 6
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
ما رأيت فكرة، في هذا المنبر الجميل المتسع الصدر و الذي يشرف عليه أناس يهمهم البحث والتنقيب و صياغة أفكار جميلة راقية يمكن أن تكون توطئة للتفكير السليم بمنهج علمي وبحوث خلاقة تفضي الى استطلاع طرق النهضة والتقدم ، أقول ما رأيت فكرة تعرضت لكثير من النقد وبعض الانتقاد ، إن لم أقل الرفض الحقيقي مثل فكرة كاتب المقال حول الماركسية .
من الغريب استغفال الإنسانية إلى هذه الدرجة ، هل ماركس أتى بجديد ، طبعا الجواب هو نعم ، هل أتى بالمفيد ، نعم أتى به ، هل هو إله ونبي بالطبع لا . إن تجييش الشعوب و الفعل الثوري لا يمكن صناعته باللاشيء إن لم تكن أفكارك حاملة لمشروع قوي و أفكار جديدة ، وعلاجات للأزمات الموجودة ، فإن كانت الاشتراكية توغلت في العالم *ليس بفعل إنكارها للدين والتدين بل لكونها تحمل مشوع العدل والمساواة و غيرها من القيم التي يحتاجها الإنسان ، حتى الذي يقول بنهاية الشيوعية فهذا أيضا تحليل خاطئ ، فالصين لا تزال حاملة لشعار المطرقة والمنجل أضف إلى ذلك دول أمريكا اللاتينية ، أما الاشتراكية فما زالت تتواجد في أوربا والأحزاب الاشتراكية واليمينية تتناوب على السلطة في كل من فرنسا وانجلترا واسبانيا ، فالقول بأن ماركس لم ياتي بجديد نافع فهذا ضرب من العصبية التي لا تفيد في قراءة التاريخ ولا تفيد في خلق نمط تفكير محايد قارئ للتفاعلات المجتمعية .
فاتح ماي من كل سنة عيد عمالي لم يكن ليرى النور لولا الماركسية ، النقابات المهنية لم تكن لتؤثر لولا الماركسية ، حقوق العمال لم تكن لتزدهر في البلدان الرأسمالية لولا الماركسية ، القراءة الطبقية و تأثير الاوضاع الأجتماعية على الأفكار كفلسفة ، لم تكن لترى النور لولا الماركسية ، والماركسية لم تكن نتاج ماركس لوحده بل ارهاصات الفكر الماركسي سادت منذ الثورة الصناعية فقط ماركس جمع هذه الأفكار وحاول أن يقولبها إديولوجيا ، لتعرية الإديولوجية الرأسمالية .
هل الماركسية وحدها من قتلت وذبحت و عصفت بالمخالفين وزجت بهم في السجون ، هذه سلطة وليست فكرة ، السلطة والحكم في جميع البلدان حاليا تمارس ما مارسه الشيوعيون والنازيون ، لا توجد سلطة بدون دماء على مر التاريخ وخاصة في مرحلة البناء ، فالآلة الإعلامية الغربية مارست على طوال القرن العشرين حربا إعلامية على الشيوعية وخلقت رأيا عاما مناهضا لها ، فهؤلاء الليبراليون أنفسهم دمروا وقتلوا شعوبنا أكثر مما فعله الشيوعيون ، فعندما نصدح بالحقائق يجب الاعتراف بكل الأخطاء من الجانبين .
هل تستطيع الماركسية الصمود والبقاء ؟ في انتظار مشروع فكري جديد قوي ومتماسك ستظل الماركسية المشروع الوحيد الواقف أمام الإمبرياية ، لكن بطبيعة الحال إذا استمر الاشتراكيون والشيوعين في تجديد خطابهم وعدم غلقه في القرن التاسع عشر كما تفعل بعض الفصائل الماركسية المتطرفة ، فكل فكر لا يتطور ولا يتجدد فمصيره الفناء .
روح الماركسية تبقى مفيدة كما روح باقي النظريات سواء أكانت التحليل النفسي أو نسبية انشطاين ، لكن عدو النظريات هو التعميم المفرط ، لأنها في الأخير أفكار إنسانية . أما التدين فهو لله وهو يجزي به ، والحمد لله أن الإسلام لم يحجر علينا التفكير بل دلنا إلى أخذ الحكمة أنا وجدناها فنحن أحق بها .
والسلام عليكم ورحمة الله