عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
11

المشاهدات
2347
 
موسى المحمود
كاتب فلسطيني مميز

اوسمتي


موسى المحمود is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
670

+التقييم
0.66

تاريخ التسجيل
Aug 2021

الاقامة
الأردن

رقم العضوية
16809
02-03-2022, 03:06 PM
المشاركة 1
02-03-2022, 03:06 PM
المشاركة 1
افتراضي ظِلالُ التّغريبةِ الفلسطينيّةِ
(1)

وأنتَ تتابعُ مسلسل التغريبة الفلسطينية، تجد نفسكَ تصعد مع بدايات القصّة التي يسردها وليد سيف، وكأنه يحملك فوق ظهر كلماته من واقعك المرّ إلى تاريخنا السامي قبل النكبة، تجد نفسك كمن يُسحَبُ من الموت إلى الحياة، أو كمن يعرجُ من الأرض إلى السماء، وكأنها رحلة معراج مباركة، تقابل في رحلتك هذه وجوه من تنتمي إليهم ولو برمزيّة الرّاوي المترفة.

تجد نفسك تارةً تختنق من غصّة الحنين، وتارة تضحك كالمجانين من فرط التصوير الرّقيق لأدق التفاصيل، تختلط الدموع بالابتسامات، وتخنقك العبرات كلّما مررت بموقف يذكِّرك بشخصٍ عزيز تحبه، رحلة طويلة قصيرة، طويلة بالمعاناة التي يصوّرها وليد سيف في التغريبة، وقصيرة بعذوبة الصور الرشيقة التي تتنقل أمام عينيك بكل خفّة وبراءة وصدق.

ثمّ وفي منتصف هذه الرّحلة، يمنحك وليد سيف ومضة نضاليّة تضيء لك سبيلاً إلى التحرّر وتجد نفسك تغرق في حلم التحرير، بين بندقية أبو صالح وذلّ الطمّاع الجشع أبو عايد، تشعر بأنّك تنتصر كلّما انتصر أبو صالح في مواجهة مع الإحتلال البريطاني أو مع عصابات الصهيونية، تثمر فيك عناقيد العنب المتدلّية من بساتين الإبداع لدى حاتم علي، تقطف الحبّ والحنين والتين والزيتون والعزّة والكرامة من كروم حاتم عليّ البطل اللامع في هذه الملحمة الدراميّة،

وما أن تبدأ النكبة، حتى تشعر بضيق الطريق، وطول المسافة إلى نهايةٍ أنت تعرفها، تحفظها عن ظهر قلب، نهاية رسمت بخيام اللجوء وعبثية القدر الذي عاث في أحلامنا ظلماً وقهراً وخراباً.

هنا .. هنا فقط .. تغلق التلفاز، وتترجّل عن ظهر الكلمات، وتشعر أنّك استُشهِدتْ..استُشْهِدْتَ للتوّ فقط…

تخرجُ من أحلامك مطروداً، لتدخل الواقع منزوع الإرادة، تنظرُ للحظةٍ في عينيّ طفلك اليافع، فتصحو على كلمات الفدائيّ : "يعني الثّورة ما انتهت"


#فلسطين
#جنين
#دير_ابو_ضعيف
موسى المحمود