عرض مشاركة واحدة
قديم 03-28-2013, 04:02 PM
المشاركة 957
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع.........والان مع عناصر القوة في رواية -20- مدارات الشرقنبيل سليمانسوريا
- لقد اكتفىصاحب «ثلج الصّيف» بالإشارة إلى الهزيمة، في كلمة الإهداء «إلى 5 حزيران عرفاناًبالجميل». ثم أتبعها بـ «هزائم مبكّرة» (1985)، التي تروي مسلسل الهزائم الذي لايغفل عن بطولات هنا وهناك ويقاربها روائياً «اقتراناً بهزائم على المستوى الشخصيالرّوحي.
»
-يتّضح التّنوع الثّقافي في شخصيّات رواياته، فمصدره التنقّلالمبكّر بين الأمكنة: إنه مولود في صافيتا سنة 1945، ودرس الأدب العربي في جامعةدمشق وتخرج سنة 1967. وكان يسافر مراهقاً مع والده ليعيش فترات بين عامودا البلدةالكردية في منطقة الجزيرة، ثم عاش في قرية شركسيّة في عين صاف، إلى أن انتقل إلىالدريكيش. وعن ذلك يقول: «هذا الخليط جبلني تعددياً، وانفتاحياً وحوارياً». هكذا هيعوالم رواياته المتعدّدة والجدليّة.

-وقد بات معروفاً أنّمشروع نبيل سليمان الأكبر هو روايته «مدارات الشّرق»، التي يقول عنها: «صرت أصدّقأنّ في حياة كلّ كاتب مشروع العمر الذي يُكتَب مرّة واحدة ولا يتكرر».

-جاءت هذهالرواية بعد عمله «قيس يبكي»، فشرع في كتابة كتلة من أكثر من ألف صفحة كانت نتاجاًلعمل 15 ساعة يوميّاً صيفاً وشتاءً، حتّى أنجز «الكتلة الأولى»، بعد ستّة شهور، ثمّتابع العمل حتّى بلغ 2400 صفحة.

-تهيمن على معظمأعماله الروائية وأبحاثه النقدية الدراسات المضمونية والسوسيولوجية، وتطغى عليهاالانطباعات الشّخصية، والأحكام الذّاتية، وتكتفي بتلخيص مضمون الرواية، في محاولةلتأكيد أحكام القيمة المستمدّة من العرض السّريع للمضمون.

-بنية النّص عند نبيل سليمان، بنية مفتوحة على الحقول الدلالية،والثقافية والأيديولوجية والاجتماعية. ومن هنا نزوعها إلى تجاوز الدراساتالسوسيولوجية التي تقف عند حدود المؤثرات، إلى التفاعل النّصي والتناص، وينفتح النصالأدبي على مستويات أعلى من الوعي والإدراك، ويتحوّل إلى «رؤية» للعالم، ذات دلالةاجتماعية، تنظّم فضاءه.

-ومع اعتبار المبدع واضعاً للصياغة الفنّية المناسبة للوعيالجماعي الذي يعتمل في ضمير مجتمعه، كما يقول ميشيل بوتور: «ليس الرّوائي هو الذييصنع الرّواية، بل الرّواية هي التي تصنع نفسها بنفسها».

-يعكس الروائي نبيل سليمان الواقع الاجتماعي في تماسكه وتناقضاته وظاهره، لا انعكاساً بسيطاً ومباشراً، بل تعبيراً عنالطّموحات التي ينزع إليها وعي الجماعة التي يتحدّث الأديب باسمها.

-تعالج رواياتنبيل سليمان، تاريخ سورية الحديث والمعاصر، منذ العهدالعثماني وحتى اليوم.

-لقد غطّى نبيل سليمان بإنتاجه الرّوائيقرابة ثلاثة أرباع القرن العشرين. وكان الطّابع العام لهذا الإنتاج هي التاريخية،والاجتماعية، معيداً الحق لأصحابه البسطاء العاديين الذين أهملهم التاريخ الرسمي،فجاء الفن الرّوائي ليصوّر بطولاتهم المنسيّة.

-في هذه الرواية وبحسب الكاتب نفسه، ثمةتجربة خاصة في بناء الزمان الممتد عبر 65 سنة، بُني على شكل موجات. وهذا المقترحالجمالي في «مدارات الشرق»، هو إضافتها الأهم من محاولتها تصوير ما كان عليه أمرالنفط في الثلاثينيات في سورية والعراق، وما وصل إليه مع بدء الانقلابات العسكريةعام 1948.

-أمّا مشروعه كناشر، فتجلّى في «دارالحوار» التي أسسها سنة 1982، وانصرف إليها انصرافاً كاملاً بدل عمله في التدريس. يقول عنها منذر المصري: «أرادَ أن يخرج من حالة الهزائم المبكرة التي بدأ بها حياتهوجعلها عنوان إحدى رواياته، إلى حالة الانتصارات المتأخرة، ويكون صاحب مشروع ثقافي متكامل».