عرض مشاركة واحدة
قديم 12-27-2011, 07:26 PM
المشاركة 5
سناء محمد
كاتبــة الشمــس
  • غير موجود
افتراضي
الهجرة :

أصدر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أوامره الى أصحابه بأن يبدأوا هجرتهم, مختفين , متفرقين قدر الإمكان وذلك عندما اشتد الضر بالمسلمين وأصبحوا لا يأمنون على أنفسهم من البطش والتعذيب . أما هو -صلى الله عليه وسلم- فكان ينتظر تأمين هجرة أصحابه .. ثم يبدأ هو زمن يختارهم للبقاء معه , خطواته صوب المدينة .

ورغم أن الله قد أذن للنبي-صلى الله عليه وسلم- بالهجرة إلا أنه كان يدرك أن عليه أن يخطط جيداً مستخدماً كل ما لديه من إمكانات .
فجعل علي بن ابي طالب مكانه في فراشه ليؤدي مهمتين : الأولى هي إيهام الكفار وخداعهم , والثانية هي رد الأمانات .

أما أبوبكر فقد اختير ليكون صاحب النبي-صلى الله عليه وسلم- وأخاه في هجرته .. وتسلل الرسول -صلى الله عليه وسلم- في ضحى أحد الأيام على غير عادته في التردد على دار ابي بكر صباحاً أو مساءً ويخبر النبي أبابكر أن الله أذن له بالهجرة , فيرد عليه الصديق وهو يهتز فرحاً : "الصحبة يا رسول ؟"فيجيبه :"الصحبة" . وتقول عائشة :فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم , أن احداً يبكي من الفرح , حتى رأيت أبي يبكي يومئذ"!!

ومعاً استكملا الخطة , فتسللا في غفلة من قريش , وتوجها جنوباً على طريق اليمن في عكس اتجاه المدينة , ولجئا الى غار ثور حيث أوشك الكفار أن يمسكوا بهما وهنا خاف أبو بكر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فطمأنه بقوله "ما ظنك باثنين الله ثالثهما" وتوقفا عن المسير لمدة ثلاثة أيام ريثما تخف محاولات قريش في البحث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لينطلقا بعد ذلك صوب المدينة في طريق وعر يعينهما عليه دليل ماهر من المشركين وهو عبدالله بن أريقط ,واختير لكفاءته العالية كدليل ,وعلى أمانته .
أما أنباء تحركات قريش فكان يأتي بها إليهما عبدالله بن أبي بكر الصديق ,وكانت أسماء بنت أبي بكر مسئولة عن إحضار الطعام , وكان عامر بن فهيرة يريح الأغنام عند الغار يحتلبها المهاجران ويشربا لبنها وأما آثار الأقدام التي سيخلفها عبدالله بن أبي بكر لدى ذهابه وإياب بالاخبار , فإن راعي أغنام أبي بكر يعود على أعقاب عبد الله لكي تطمس حوافر الأغنام على خطوات الرجال.

كانت خطة محكمة .. لا يبقى بعدها إلا أن ينزل نصر الله على قادة استكملوا الأسباب التي منحهم الله إياها .

عناصر النجاح :

-الايمان بالفكرة: الإيمان بضرورة الهجرة وأنها الملاذ الوحيدللرسول -صلى الله عليه وسلم- وصحابته وللدين الجديد.

-التوقيت : أتى أبي بكر ضحى في وقت غير معهود.

- تكوين فريق العمل وتوزيع الأدوار :

*ابوبكر :الصاحب الذي يفتدي النبي بنفسه .
*علي بن أبي طالب: للإيهام ورد الأمانة .
*عبدالله بن أريقط:دليل ماهر بالطريق .
*عامر بن فهيرة : يرعى الغنم ليسقي المهاجرين وليطمس آثار فريق العمل.
*أسماء بنت أبي بكر:توفير الطعام.
*عبدالله بن أبي بكر:رصد المعلومات.

-العمل الصالح:التخطيط الجيد وإعداد الدواب للسفر واختيار المكان المناسب للهجرة.

-الصبر : على أخطار الطريق والمكوث في الغار ثلاثة أيام.

-التناصح: تذكير الرسول لأبي بكر بحماية الله لهما بقوله: "ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟"