عرض مشاركة واحدة
قديم 01-28-2012, 09:50 PM
المشاركة 19
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم
إليكم أستاذنا الفاضل حميد درويش عطية
نبذة عن حياة شاعر له قصيدةٌ واحدةٌ لم
يُعْرفْ له غيرها مع قصيدته العصماء

ابن زريق البغدادي
? - 420 هـ / ? - 1029 م
أبو الحسن علي (أبو عبد الله) بن زريق الكاتب البغدادي .
انتقل إلى الأندلس وقيل إنه توفي فيها .
وله قصيدة عينية أسماها (قمر في بغداد)




لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ = قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ
جاوَزتِ فِي لَومهُ حَدّاً أَضَرّ َبِهِ = مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ اللَومَ يَنفَعُهُ
فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً = مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ
قَد كانَ مُضطَلِعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ = فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ البَيْنِ أَضلُعُهُ
يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ = مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ
ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ = رَأيٌ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يُزمِعُهُ
كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ = مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ
إِنَّ الزَمانَ أَراهُ في الرَّحِيلِ غِنىً = وَلَو إِلى السِّند أَضحى وَهْوَ يَقطَعُهُ
تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه = للرزق كداً وكم ممن يودّعُهُ
وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ = رزقَاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ
قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُو = لَم يَخلُق اللهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ
لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى = مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ
وَالحِرصُ في الرِزاقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت = بَغِيٌ أَلَا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ
وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُهُ = إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ
أستَودِعُ اللهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً = بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ
وَدَّعتُهُ وَبِوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي = صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أُودعُهُ
وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً = وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٌ وَأَدمُعُهُ
لا أَكْذبُ اللهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ = مِنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أُرَقِّعُهُ
إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ = بِالبينِ عَنهُ وَجُرمي لا يُوَسِّعُهُ
رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ = وَكُلُّ مَن لا يَسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ
وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا = شُكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللهَ يَنزَعُهُ
اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ = كَأساً أُجَرَّعُ مِنها ما أُجَرَّعُهُ
كَم قائِلٍ لِيَ ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ = الذَنبُ وَاللهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ
هلّا أَقمتُ فَكانَ الرُّشدُ أَجمَعُهُ = لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُّشدُ أَتْبَعُهُ
إِنّي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأُنفِدُها = بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ
بِمَن إِذا هَجَعَ النُّوّامُ بِتُّ لَهُ = بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلي لَستُ أَهجَعُهُ
لا يَطمَئِنُّ لِجَنبي مَضجَعٌ وَكَذا = لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ
ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الدَّهرَ يَفجَعُنِي = بِهِ وَلا أَنَّ بِي الأَيّامَ تَفْجعُهُ
حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ = عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ
وكُنتُ مِن رَيبِ دَهرِي جازِعاً فَرِقاً = فَلَم أَوقَّ الَّذي قَد كُنتُ أَجزَعُهُ
بِاللهِ يا مَنزِلَ العَيشِ الَّذي دَرَست = آثارُهُ وَعَفَت مُذ بِنتُ أَربُعُهُ
هَلِ الزَمانُ مُعِيدٌ فِيكَ لَذَّتَنا = أَمِ الَّليالِي الَّتي أَمضَتهُ تُرجِعُهُ
فِي ذِمَّةِ اللهِ مِن أَصبَحَتَ مَنزلَهُ = وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ
مَن عِندَهُ لِيَ عَهدٌ لا يُضيّعُهُ = كَما لَهُ عَهدُ صِدقٍ لا أُضَيِّعُهُ
وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذا = جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ
لَأَصبِرَنَّ لِدَهرٍ لا يُمَتِّعُنِي = بِهِ وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ
عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُ فَرَجاً = فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ
عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَتْ بِفُرقَتِنا = جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ
وَإِن تَغُلْ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتُهُ = فَما الَّذي بِقَضاءِ اللهِ يَصنَعُهُ