عرض مشاركة واحدة
قديم 09-19-2015, 12:11 AM
المشاركة 4
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

هل تريد أن تحميَ بدنك و روحك و عقلك و نفسك من كلِّ مكروه؟
يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم في حديثٍ جامع ٍ مانع ٍ من نور الوحي و بركة النبوة :
( اللهم إني أعوذ بك من الهمِّ و الحزَنِ ، و العجزِ و الكسلِ ، و الجُبنِ و البُخلِ ، و ضَلَعِ الدَّينِ و غَلَبَةِ الرجالِ) *

(يَحْكي أنَسُ بنُ مالِك رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قالَ لأبي طَلْحةَ زَيْدِ بنِ سَهْل الأنْصاريِّ زَوجِ أُمِّ أنَس أن يُعيِّنَ له غلامًا يَخدِمه حَتَّى يَخرُج إِلى غَزْوةِ خَيْبَرَ. فَخَرَجَ أبو طَلْحةَ مُرْدِفًا لأُنْسِ خَلْفَه عَلى الدَّابَّةِ، وَهوَ غُلامٌ قَد قارَبَ البُلوغَ، فَكانَ يَخدِم رَسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم إِذا نَزَلَ، وَكانَ يَسمَعه كَثيرًا يَقولُ: اللَّهمَّ إِنِّي أَعوذ بِك مِن الهَمِّ والحَزَنِ والعَجْز، وَهوَ ضِدُّ القُدرةِ والكَسَلِ، وَهوَ التَّثاقُل عَن الشَّيءِ مَعَ وُجودِ القُدْرةِ عَليه، والبُخْل ضِدُّ الكَرَمِ، والجُبْن ضِدُّ الشَّجاعةِ وَضلَع الدَّيْن، أي: ثِقَله، وَغَلَبة الرِّجالِ، أي: قَهْرهم وَشِدَّة تَسَلُّطهم عَلَيه، والمُراد بِالرِّجالِ الظَّلَمةُ أو الدَّائِنونَ.) **

قلتٌ سمعتُ من شرحَ هذا الحديث بقوله:***

هذا حديث من معجزات النبوة فإن الله إذا كفى عبده الهمَّ و هو الخوف من قادم الأيام و القلق على المستقبل ، و الحَـزَن و هو االتحسر على الفائت و الندم على الماضي فقد استراحت نفسه مما يكدرها و يُذهب بها و قد جاء في القرآن الكريم ما يثبت أن الهـَمَّ و الحزن يتعبان النفس أشدَّ التعب بل و يتعدى أذاهما للجسد ، فقال الله عن حال نبيه يعقوب عليه و على نبينا الصلاة و السلام:
( وَتَوَلَّىظ° عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَىظ° عَلَىظ° يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ) يوسف آية 84.

و أمَّا العجز و الكسل:
فيذهبان بفرص الدنيا و الآخرة فالعاجز عن العمل بسبب مرض مقعد أو سجن مانع كالكسول المعافى الباهل الذي لا ينتفع بصحته بسبب خموله و فسالته فكلاهما محروم خيرات الدنيا و الآخرة.

و أما الجُبن و البخل :
فهما خلقان مانعان من تقدم الحياة الدينية و الدنيوية، فالبخيل الكَـزيز الشحيح لا ينفق فيما تجب فيه النفقة كإعالة الزوجة و الأولاد و الصدقة على المحتاجين من فقراء و مساكين و أبناء السبيل و لا يسهم في بناء المدارس و عمارة المساجد و حفر الآبار و غيرها من وجوه البذل و العطاء بل يكنزه و يمنع حق الله و حق العباد فتتعطل بهذه الصفة الذميمة مصالح الدنيا.
و الجبان كذلك لا ينتفع به فلن تجد جبانا يَصدع بحقٍ أو يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر أو يجاهد في سبيله و بهذا الخلق الذميم تتعطل مصالح الدين و يتسلط على أهل الإسلام الكفرة و المبتدعة و الفسقة و المفسدون في الأرض.

و أما غلبة الدين و قهر الرجال:
فالمدين ديناً فادح سببه الرسول صلى الله عليه و سلم بمن يضلع في مشيته أي يعرج فليس بمستوٍ في خلقته و هذا حق فالمديون يخرج عن سواء السبيل و يدخل في المحذورات كالكذب و الحلف الكاذب و إخلاف الوعود و غيرها مما لا يرضي الله، و كذلك المقهور من قبل الرجال كالحاكم الظالم أو من كثرت أعاديه فقد يأخذون ماله أو عرضه أو سلطانه فيصبح ذليلا بعد عز و العياذ بالله.


فداوِموا عبادَ اللهِ على هذا الحديث ثلاث َمراتٍ صباحَ مساء و اجعلوه من ضمن أذكاركم بالغدوِّ و الآصال.
_____________
* تخريج الحديث من موقع الدرر السنية:
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الأدب المفرد ، الصفحة أو الرقم: 615 | خلاصة حكم المحدث : صحيح .
** شرح الحديث المصدر السابق.
*** سمعتُ مفتياً من إذاعة القرآن التي تبث برامجها من الرياض بالسعودية يقول قريبا من هذا الكلام فجزاه الله خيرا.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا