عرض مشاركة واحدة
قديم 02-24-2011, 11:42 PM
المشاركة 5
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
القرن العشرون


يأتي القرن العشرون بأخيب فتحات الأدب الإيطالي إذ بحلوله تنتهي جميع القيم الأخلاقية وأفكار الإنسانية التي سادت القرن السابق, فامتداد الإستعمار الإيطالي لليبيا في الشمال الأفريقي ودول إفريقية أخرى قد وسّع من أزمات المجتمع الإيطالي يتصدى لهذا الانهيار الأدبي شاعر إيطاليا الشهير جيوفاني باسكولي Gidvanni Pascoli 31/12 1855 - 6/4/1912 م في قصيدته الشعرية بعنوان الأشعار الأولى Primi Poemetti ويحمّلها الموضوعات اليومية للناس وأمل العيش في مجتمع جديد آخر, ويضطر بأشعاره أن يقف في مواجهة إيطاليا التي كانت تتجه بسياستها سريعاً إلى الرأسمالية، لاجئاً في دراساته الأدبية إلى التأكيد على قيم الشعر التاريخي، كما في دراسته المعنونة تاريخ الشعر الغنائي اللاتيني الروماني حتى موت هوراتيوس.



Storia Della Poesia Lirica In Roma Find Alla Morte D. Orazio إلا أن فيليبو توماسو مارينيتي F. T. Marinetti يفجر مذهب المستقبلية Futurism، وهي حركة أدبية وفنية ظهرت في بدايات سنوات القرن العشرين تُمثل فن المواطنين الطبقة الوسطى انطلقت عام 1909 م في مجلة الحلاق Figaro الفرنسية، ممتدة بعد ذلك إلى فرنساعلى يد جيليوم أبولينير G. Apollinaire ، ثم في انجلترا بجهود بيرسي وندهام لويس P.W. Lewis، وفي أمريكا حقق مبادئها عزرا بوند E. Bound، وفي ألمانيا جماعة المستقبليين. Werkleute Auf Hans Nyland بقيادة فرشوفن، فينكلر، كنايبW.Vershofen, J. Winkler, J. Kneip تدخل الحركة إلى روسيا عام 1912 م على يد فلاجيمير ماياكوفسكي V.V. Mayakovski إلا أنها لم تحافظ على وحدة فنية تجمع خيوطها أو عناصرها في البلاد الأوروبية، بل هي سرعان ما تفصح عن تعارض آراء المستقبليين الإيطاليين أنفسهم إضافة إلى طريق غوغائي دهمائي Demagogic سار فيه مارينيتي باعث الحركة ومصدرها حين أعلن عن النعرة القومية وهو ما اعتبر عصبية في فن المستقبلية وتيارها مؤيداً لموسوليني والفاشية، وهو ما سجله كتابه في دراسة بعنوان المستقبلية والفاشية.




يتغير مسار الشعر الإيطالي بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، لشطب النموذج الأصلي للفاشية بجهود شعراء السّحر غير المتأثرين بالنفوذ الخارجي القادم من ألمانيا الهتلرية Hermitism يقف الشاعر جوزيبي أونجاريتيG. Ungaretti على رأس الحركة وهو الدارس على يد الفيلسوف هنري برجسون H. Bergson في جامعة السوربون، وصديق شعراء فرنسا من معاصريه أبولينير، أندريا جيد، بول فاليري، والفنانين التشكيليين بيكاسو وبراك يقف في مواجهة النازية بقصائده الميناء المنهار Il Portd Sepoltol، فرح غرق سفينة L. Allegria DI Naufragi، عِشق الزمن .Sentimento Del Tempo، أرض الوعد Terra Promessa.


أما مجلة سولاريا Solaria التي تصدر في فيرنزا فلم تكتف بهذه المواجهة، فاتخذت طريق الأدب الأمريكي منهجاً لأدبائها نثراً وشعراً بما حقق وجهاً جديداً وعصرياً لصورة الأدب الإيطالي، ومهّد الطريق إلى الواقعية الجديدة Neorealism التي انتشرت بعد الحرب العالمية الثانية في أشعار وقصص ودرامات وأفلام إيطاليا الجديدة, فبعد تحرر إيطاليا انفجرت إبداعات ونشاطات فكرية في كل مجالات الأدب والفن بما مثّل حرية واسعة للفكر الإنساني عامة.



لويجي بيراند يللو Luigi Pirandell 1867 1936 م الحائز على جائزة نوبل Nobel عام 1934 م يكتب القصص والروايات والدرامات والشعر, قصائده الشعرية الحُزن الضاحك Mal Gicondo حياتان لماتيا باسكال IL Fu Mattia Pascal دراسته الفلسفية الفُكاهةUmorismo تبحث في الأحاسيس المتناقضة عند البشرSentimento Del Contrario والتي يصل في نتائجها إلى أن الحقيقة نسبية, إذ من المستحيل على الإنسان مهما بلغت قدرة معرفته ووعيه أن يعرف سر الحياة, فكل ما يصل إليه ما هو إلا تغييرات في الأحاسيس أو تكوينات طارئة لها، بحكم أن الوجود هو في كل ما نفعله ونتصرف به.




وفي الروايات يبدو إنتاجه منها ما بين سنوات 1922 ، 1927 م رائعاً, يتبع فيها مفاهيم الروسي أنطون تشيكوف والفرنسي جي دي موباسان Chekov, Maupassant, فروايته روايات لسنة واحدة Novelle Per Un Anno تدور أحداثها في بلده موطن رأسه صقلية، وسط حياة بسيطة ضامرة، وبين مواطنين جنوبيين تُعساء وفلاحين جَوعى، يخلطون في عبقرية من الكتابة بين الألم والفكاهة, وما كان يعني بيرانديللو بهذا الخليط الإنساني واللا إنساني أيضاً إلا التعبير بالروايات عن حالة السقوط العميق في المجتمع الصقلي الأوروبي في تلك الفترة, قصته شيوخ وشباب I Vecchi E I GIOVANI تعالج مُقدمات ونهايات هبة فلاحي صقلية سنتي 1893، 1894 م من أجل الحصول على لقمة العيش, صقلية هذه الجزيرة التي كان يُنظر إلى مواطنيها على اعتبارهم من جنس البربر، رغم أنهم إيطاليون أوروبيون, إلا أن إنتاجه القصصي في آخر العُمر ينتمي إلى الوجه الأخلاقي والشرف الرجل ذو الألف وجه Und, Nessund, Cento Mila.




ثم القصصي والروائي ألبرتو مورافيا A. Moraviaالمحرر في المجلة المعارضة Gazetta Del Popoloتُصادر قصته الحفلة التنكرية عام 1941م فيُنشئ مجلة النقد الأدبي Nuovi Argomenti عام 1953م وينشر قصص الرغبة الخاطئة، La Ambizioni، العاشق الحزين L, Amante Infelice، الملل Lanoiaia, وكلها قصص نفسية تضع الحقيقة الموضوعية في مواجهة الواقع المؤلم الحي.




ومع ظهور الأدب الواقعي الجديد في ستينيات القرن العشرين، وتكوين جماعة الرُّواد الطليعيين Neoavant Garde مجموعة 63 Gruppo 63 الذين كونوا بإنتاجهم الأدبي موقفاً دفاعياً واقياً لآداب إيطاليا وثقافتها وفنونها، ظهر جلياً في الدرامات وأفلام السينما والدوريات والمجلات الأدبية والثقافية وعدّل من كفّة الميزان مُنحازاً لصالح ثقافة الجماهير المعاصرة، استطاع الأدب الإيطالي العودة مرة ثانية إلى حضن الأدب العالمي.

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)