عرض مشاركة واحدة
قديم 10-14-2014, 12:53 PM
المشاركة 1214
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع...والان مع العناصر التي صنعت الروعة في الرواية رقم 62- السقا مات يوسف السباعي مصر

- تعتبر رواية «السقا مات» للكاتب يوسف السباعي والتي صدرت لاول مرة عام 1952 من أهم اعماله الادبية، ومن روائع الادب المصري المعاصر لما تتميز به من عمق في التفكير، واصالة في التعبير.

- ويرى العديد من النقاد ان اهمية هذه الرواية في «واقعيتها» وانها بهذه «الواقعية» تختلف عن اغلب روايات يوسف السباعي الاخرى التي يعتبرونها «رومانسية» وفي تقديري ان «السقا مات» رواية «رومانسية» هي الاخرى، وهذا لا يقلل من قيمتها، بل يساعدنا على اكتشاف مصادر الجمال فيها على نحو أكمل وادق.

- وقد وجد أبو سيف في رواية «السقا مات» الحارة الرومانسية التي طالما قدمها من قبل في افلامه، والتي يسكنها مجموعة من الملائكة، ولكنه حاول ان يتجاوز رومانسية الرواية الى تلك الواقعية التي تميز بها، وخاصة في النهاية عندما جعل السقا يعيش ويصبح شيخ السقايين بدلا من دنجل، وهذه النهاية تعبر عن صلاح ابو سيف بقدر ما تعبر نهاية الرواية عن يوسف السباعي ولا معنى للمفاصلة بين النهايتين لان كلا منهما تتسق تماما مع فكر صاحبها.

- والواقع ان الفيلم «السقا مات» الذي يعتبر احسن فيلم مصري طويل عرض في مصر عام 1977 لا يستمد قيمته من تصوير هذه الحارة الرومانسية، ولا من محاولة مخرجه تجاوز رومانسية الرواية الى الواقعية كما يعبر عنها، وانما من كونه اكثر افلامه «شخصية» واعني بالشخصية هنا الاصالة في التعبير عن عالم الفنان الداخلي، وعلاقته بالحياة والمجتمع.

- وتبدو موهبة الكاتب في ادراكه الناضج للعلاقة بين الأدب والسينما، وهو الامر الذي يتضح من خلال الاختلافات بين الرواية والفيلم، فالرواية كلها تدور في الماضي من وجهة نظر الابن سيد، ولكن طالما ان الأب لا يموت في الفيلم، فقد جعل محسن زايد الاحداث كلها تدور في الحاضر.

- وبنفس المفهوم الدراسي الذي لا يتقيد بالواقعية، ولا يبالغ في التعبيرية صور محمود سابو الفيلم بالألوان. واستطاع ان يفرق بين الحاضر والماضي، وبين الواقع والأحلام بالاضاءة والألوان، ببساطة واتقان. فنرى الماضي في صورة ضبابية تغلب عليها الألوان المتشابهة «درجات الابيض للتعبير عن الحب ودرجات البني للتعبير عن الموت»، ونرى أحلام شحاتة الجنسية في صورة يغلب عليها درجات اللون الاحمر والالوان الحسية.