عرض مشاركة واحدة
قديم 02-20-2021, 10:41 PM
المشاركة 3
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: كيف تصبح ديكتاتورا؟

أصبح أحد الأطفال فجأة عجوزا، ليس في الشكل و لكن في التفكير، ليس التفكير الإيجابي طبعا و لكن في الجانب الآخر...

هناك شخص، بل هم أشخاص كثر، لم تعجبهم صرخته الأولى في هذه الدنيا، أرادوا إطفاءه بكل السبل، زعزعوا نفسيته، هدموا كل شيء جميل فيه، عاقبوه بشدة، هل رأيتم طفلا معاقب على الدوام؟ لا ؟ إذن هذا الطفل الوحيد كان معاقبا على الدوام، كان قدره مختلفا، الأطفال يحاطون عادة بالحب و الحنان، لكنه أحيط بالكثير و الكثير من الحقد...

من سمح لك بالبكاء؟ كان عندما يضرب لا يسمح له بالبكاء مثل كل أطفال الدنيا، و عندما يضحك، كذلك يضرب، أصلا من سمح لك بالضحك؟ و على من تضحك؟ علينا أم على حالك؟

أصبح ذلك العجوز معقدا، مشكلة ليس لها حل، و الشيء المدهش فعلا هو أنه أصبح مطيعا، مطيعا جدا، لا يعرف كلمة "لا" أبدا، في البيت، في المدرسة، في العمل، في كل شيء، هو يتقبل الأوامر حتى و لو كانت مسيئة لشخصه، كان قد تمكن منه أعداء الطفولة، زرعوا بذور الانتقام، و نالوا مرادهم...

يمشي، تائه الروح، مثقل الخاطر، غريب الإحساس، مشتت التفكير، لا يهتدي في مشيته تلك إلى الدروب السالكة، لم يبقَ عنده إلا درب واحد، أصبح الأنا، لا العليا و لا السفلى، أصبح العجوز فجأة يدافع عن نفسه، بل صار يهاجم الآخرين، بشراسة لا نظير لها، يرد بقسوة قاهرة، سيندم ندما شديدا من يعبث معه، لم يعد يعرف العجوز كيف يصنف نفسه، هل هو من زمرة الخيرين أم الشريرين؟ تائه هو، أتعبه الأمر، أصبح عصبيا جراء ذلك، أعصابه تحترق على أبسط الأمور، كلمته هي التي يجب أن تمر، الآخرون غير موجودين في نظره، أصبح ديكتاتورا...
أزعجتني جداً طريقة التعامل مع هذا الطفل ( المخطئ ) بهذه الطريقة العوجاء
ولم يكن غريباً أن يتحوّل من طفل مطيع إلى طفل شرس ، فهي نهاية طبيعية كردة فعل على طريقة التعامل معه .

أعجبتني
رغم أنها تميل إلى مقالة للنقاش ، أكثر منها قصة ، بل فيها طرح لقضية غاية في الأهمية لتصحيح مسار المربين من الآباء والأمهات
أشكرك
ولكن أرجو تصحيح ما أشرت إليه باللون الأسود في الاقتباس لما ورد من خطأ
أرجو أن تتقبلني مع الاحترام
تحية ... ناريمان