عرض مشاركة واحدة
قديم 09-18-2010, 09:25 PM
المشاركة 368
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الشيخ القرعاوي

الشيخ عبد الله القرعاوي، الذي أخرج الله به أقواماً من الظلمات إلى النور ومن الشرك إلى التوحيد ومن الخرافات الجاهلية إلى الحقائق الإسلامية في منطقة جازان ففتح الله به القلوب ونور به البصائر وكان رحمة من الله تمكن حبه في القلوب وتمكنت دعوته في النفوس ولا تزال أبداً إن شاء الله قوة راسخة. وهو العالم العلاّمة المحدث الفقيه عبد الله بن محمد بن حمد بن محمد بن عثمان بن علي بن محمد بن نجيد القرعاوي المصلوخي العنزي، فهو من آل القرعاوي، عشيرة من آل نجيد من المصاليخ الذين هم بطن كبير من قبيلة عنزة الوائلية فهي قبيلة من ربيعة عدنانية.

ولد الشيخ عبد الله بن محمد بن حمد القرعاوي سنة 1315هـ وقد توفي والده قبل ولادته بشهرين فنشأ في كنف عمه عبد العزيز بن حمد القرعاوي أحد أعيان مدينة عنيزة.

صفاته: كان عالما حليما متافني في الدعوة إلى الله وكريما فلم يبخل يوما بجهده وماله وجاهه في خدمة الدعوة. ورغم وعورة المنطقة التي أسس دعوته فيها لم يقل عزمه وصبره فكان يلقي دروسا أول النهار في قرية، ثم يذهب على حمارة إلى قرية أخرى ليلقي الدروس هناك وفي بعض المرات يذهب مشيا على الأقدام. ومما ذكر عنه أنه يقوم ببناء المساجد بيده بمساعدة طلابه وإن مر بمسجد يحتاج إلى ترميم، قام بما يلزم إصلاحه بيديه. كان ربعة بين الرجال عريض المنكبين، قوي البنية، أصفر اللون، مستطيل الوجه، أقني الأنف، كث اللحية، خفيف العارضين، ناتئ الجبهة، أزج الحاجبين أقرنهما، ضيق العينين، ولم يكن حاد البصر لرمد أصابه وأحدث في عينيه بياضاً، جهوري الصوت، وقوراً، مهيباً له هيبة في المجالس، وكان ذكياً حاضر البديهة، بعيد النظر. له فراسة قوية. اشتغل بالتجارة مع عمه وهو في الثالثة عشر من عمره, ثم انفصل عن عمه واعتمد على نفسه فكان يسافر إلى مصر, الشام, العراق, الكويت والأحساء. سافر في طلب العلم لمكة المكرمة والمدينة المنورة ثم إلى مصر والشام والعراق والأحساء وقطر ثم إلى الهند عام 1344هـ والتحق بالمدرسة الرحمانية في دلهي ثم عاد إلى نجد وأكمل دراسته على يد كثيرا من المشائخ في ذلك الوقت. رحل إلي بلاد الهند في طلب العلم على علمائها وأخذ الإجازة عنهم بالأسانيد المتصلة إلي الرسول e وكانت أولى رحلتيه عام 1344 هـ. والتحق بالمدرسة الرحمانية وهي مدرسة سلفية مشهورة حينذاك. ولكنه اضطر للعودة إلي عنيزة لوصول رسالة من والدته تطلبه العودة إليها لمرضها فقفل راجعاً ولكنه فوجئ بخبر وفاتها قبل وصوله. وعاد مرةً أخرى مدينة دلهي في الهند في عام 1354 هـ. وكان رجوعه الأخير من الهند في 22 من رمضان سنة 1357 هـ. وهؤلاء أبرز شيوخه الذين تلقى عليهم العلم 1- الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ. 2- الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ. 3- الشيخ عبد الله بن مانع. 4- الشيخ عبد الله بن سليم. 5- الشيخ عمر بن سليم. 6- الشيخ عبد العزيز بن بشر. 7- الشيخ محمد بن مانع. 8- الشيخ عبد الله العنقري. 9- شيوخه في الهند وعلى رأسهم الشيخ أحمد الله بن أمير القرشي مدير المدرسة الرحمانية السلفية في دلهي في الهند وعنه أخذ الإجازة في الحديث. ومن أبرز تلاميذه 1- الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي 2- الشيخ عبد الله البسام. رئيس محاكم مكة المكرمة 3- الشيخ عبد الله بن عقيل. رئيس مجلس القضاء الأعلى سابقاً 4- الشيخ محمد بن عبد الله بن عودة. رئيس تعليم البنات سابقاً 5- الشيخ أحمد النجمي محدث الجنوب. 6- الشيخ إبراهيم عبد الله زكري وغيرهم كثير إذ بلغت عدد المدارس التي أنشأها ما يُقارب ((2250)) مدرسة ممتدة من بريدة حتى داخل اليمن إلي لواء إب في اليمن ويُقدّر عدد تلا ميذها بأكثر من خمسة وسبعون ألف دارس كما ذكر ذلك الشيخ محمد بن جبير رئيس مجلس الشورى السابق حينما رأس اللجنة المكلفة للنظر في مدارس الشيخ القرعاوي حيث ذكر ذلك في مذكراته التي نشرتها صحيفة الوطن السعودية في أعدادها الأولى. وهذه رسالة يذكر فيها الشيخ مبتدأ رحلته العلمية والدعوية إلي جازان. وهي بقلم: الشيخ عبد الله القرعاوي -رحمه الله-، يتحدث فيها عن رحلته اليمانية، وسير المدارس فيها وما يتعلق بذلك: يقول الشيخ: () لما كان آخر ذي القعدة 1357هـ توجهت إلى مكة- شرفها الله- للحج بعد أن استخرت الله -تعالى- واستشرت شيخي () في التوجه إلى جهة "جازان" للدعوة والإرشاد، فأشار علي بذلك واستحسنه، وأوصاني بتقوى الله-تعالى- وودعته ودعا لي ثم حججت. وفي عام 1358 هـ عرضت علي إدارة مدرسة المجمعة، وإدارة مدرسة بريدة، وعرض علي أن أكون معلماً في عنيزة، وفي دار الحديث بمكة، ومطوعاً فلم أرغب في شيء من ذلك، وتوجهت لجازان، واشتريت بضاعة أخذتها معي وتوجهت بعدها لسامطة، ثم تجولت بجهات سامطة ونـزلت دكاناً في سامطة نفسها، ووضعت فيه البضاعة التي معي، وأول أمر بدأت به وأنا في الدكان تعليم القرآن، وثلاثة الأصول، والأربعين، والتجويد، والفرائض، وآداب المشي إلى الصلاة...، وكان هذا الدكان أول مدرسة فتحتها في تهامة، وفي آخر جمادى الأولى من هذه السنة توجهت إلى فرسان، وفتحت فيها مدرسة، ومنها توجهت إلى مزهرة قرية لحكميين "الحكامية" ففتحت فيها مدرسة في أول رجب، وأصلحت مسجدها، وهو أول مسجد أصلحت بتهامة، وفي غرة شعبان توجهت إلى سامطة، ففتحت المدرسة بها ثانياً، في بيت (ناصر خلوفة)؛ لأنه لا يستطيع المشي وهو من خيار الطلبة وأكبرهم، فأردت ألا يتكلف، وفيها استقر بي المقام الآن.. ويقول الشيخ: () ودخلت سنة 1364 هـ، وجاء الشيخ محمد بن محمد السديري أميراً لجازان، وسلك خطة أخيه الشيخ خالد في مساعدة الدعوة.... وفتحت مدرسة في ضمد لدى الشيخ ابراهيم عبد الله زكري وتزوج من اخت الشيخ في ضمد وانجبت له الأبناء وتعلم على يديه الصغير والكبير وفي الحدث بالمركز، ومدرسة دهوان، ومدرسة العارضة بالمركز، ومدرسة الشيخ، ومدرسة الشقيق بالمركز، ومدرسة القحمة بالمركز، ومدرسة بالبرك، عند ابن حميد، ومدرسة في بيش، ومدرسة في هروب، ومدرسة في الدرب عند الشيخ، ومدرسة في اللحا ومدرسة في أبي العقائد، ومدرسة في الجارة، ومدرسة في صبيا ,وفي العقدة وفي مناب، وفي ميزاب بالمركز، ومدرسة عند الشيخ، وفي الدغارير، ومدرسة في ححجا، وفي الدرعية، وفي الطوال، وفي شعب الدري، وفي المجتة، وفي وعلان، وفي الحفلة، وفي مجعر، وفي الركـوبة، وفي المرابي، وتجولت في الحبائط والجبال لملاحظة المدارس. ويقول الشيخ: () "وطلب منا أهل كل مخلاف من القبائل أن نتجول في جهاتهم فكنا نشتغل بالدروس حتى إذا كان آخر يوم الخميس خرجنا وكبار الطلبة إلى جهة من الجهات نعظ ونرشد، ونأمر بالمعروف وننهي عن المنكر، والطلبة يقومون بذلك، وأنا معهم أبين لهم الطريقة في التيسير والتبشـير والرفق واللين والبصـيرة، والبعد عن العنف والشدة والتعسير والتنفير، وألقى في الليل درساً في التفسير والحديث والتوحيد؛ لأن أكثر اجتماع الناس كان في الليل، ونرجع صبح السبت". ويتحدث الشيخ عن حوادث سنة 1361 هـ، فيقول: "وفي هذه السنة تأخر خريف تهامة، فأوجب الحال انتقال أهل تهامة لاتباع مساقط الأمطار في الوديان والحبائط، وكان الطلبة مع أهليهم، وفي انتقالهم معهم بث للدعوة فيما ينتقلون إليه من البلاد، فوقـع لذلك أثر عظيم، فكان بعضهم يفتح مدرسة ويعلم فيها، وبعضهم يبني مسجداً ويؤذن فيه، ويدعو الناس للصلاة، وصاروا يأمرون الناس بالمعروف وينهون عن المنكر، ويطاردون المشعوذين والدجالين. ويقول الشيخ القرعاوي:: "وكان التلاميذ في أبها يقرؤون على الشيخ ابن يوسف () فأشرت عليه أن يفـرقهم في القبائل ليفتحوا المدارس، فوافق على ذلك ففرقتهم، ثم تجولت أيضاً فرأيت الناس -ولله الحمد- مقبلين على الخير، والمعلمين مجتهدين، عسى الله أن يجعل الأعمال خالصة لوجهه..." انتهى. وقد جاء الشيخ إلى جازان وفيها شركيات كما يتحدث مشايخها، وتحولت بعد ذلك إلى المنهج السلفي على يده، ثم على يد تلاميذه من بعده، ومن أبرزهم حافظ بن أحمد الحكمي -رحمه الله-.