عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2011, 04:43 AM
المشاركة 240
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
-3 حُكمُ آخِرِ الفِعلِ المُؤَكَّد بهما: إذا أُكِّدَ الفِعلُ بأحدِ النُّوَْينِ، فإنْ كَانَ مُسْنَداً إلى اسمٍ ظَاهِرٍ أو إلى ضَمِير الوَاحدِ المُذَكَّرِ، فُِحَ آخرُه لِمُباشَرةِ النُونِ لَه، ولم يُحْذَفْ منه شَيءٌ سَواءٌ أكَانَ صَحِيحَاً أمْ مُعْتَلاً نحو: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} (الآية "40" من سورة الحج "22" )
و "ليخْشَيَنَّ وليَدْعُونَّ ولَيَرْمِيَنَّ" بردِّ لامِ الفِعلِ إلى أصْلِها المُعْتَلّ، وكذلكَ الحُكْمُ في المُسْنَد إلى ألِفِ الاثْنَيْنِ، غيرَ أنَّ نُونَ الرَّفع تُحْذَفُ للجازم أو للنَّاصِبِ وإذا كان مرفُوعاً تحُذف لِتَوالي الأمْثَال، وتُكْسَرُ نُونُ التَّوكيدِ تَشبيهاً بنونِ الرَّفعِ، نحو "لتُنْصَرْانِّ ولَتَدعُوانِّ ولَتَسْعَيانِّ ولَتَرِمِيانِّ".
وإذا أُسْنِد الفِعْلُ المُؤَكدُ لِنُونِ الإِنَاثِ زيدَ "أَلِفٌ" بَينَهُما وبينَ نونِ التَّوكيد نحو "لتَنْصُرْنَانِّ يا نِسْوَةُ" و "لَتَرْمِينَانِّ ولَتَسْعَينَانِّ" بكسر "نُونِ التَّوكيد" فِيها لِوُقُوعِها بَعْدَ الألِفِ.
وإذا أُسْنِدَ الفِعْلُ المُؤَكَّدُ إلى "وَاوِ الجَمَاعَةِ" أو "يَاءِ المُخَاطَبَةِ" فإمَّا أنْ يكونَ صَحِيحاً أو مُعْتَلاً. فإنْ كانَ صَحِيحاً حُذِفَتْ "وَاوُ الجماعةِ" أو "ياءُ المخاطَبَةِ" لالتقاءِ السَّاكِنين، نحو "لتَنْصُرُنَّ ياقَوْمُ" و "لَتَجلِسِنَّ يا هِنْدُ".
وإنْ كانَ نَاقصاً، وكانتْ عَيْنُ المُضَارِعِ مَضمُومَةً أو مَكْسُورَةً حُذِفَتْ لاَمُ الفِعْلِ زِيَادةًِ على ما تَقَدَّم، وحُرِكَ مَا قَبلَ النُّونِ بِحَرَكَةٍ تَدُلُّ على المَحْذُوف نحو "لَتَرْمُنَّ يا قَوْمُ" و "لَتَدْعُنَّ" و "لَتَرمِنَّ يا دَعْدُ" و "لَتَدْعِنَّ".
أمَّا إذا كانَتْ عَيْنُهُ مَفْتُوحةً فَتُحْذَفُ لامُ الفِعلِ فَقط، ويبقى ما قَبْلَها مَفْتُوحَاً، وتُحَرَّكُ "واوُ الجماعَة" بالضَّمَّةِ، و "ياءُ المُخاطبَةِ" بالكَسْرة نحو "لَتُبْلَوُنَّ" و "لَتَسْعُونَّ" و "لَتُبْلَيِنَّ" و "لتَسْعَيِنَّ".
والأمرُ كالمُضارعِ في جَمِيع ما تَقَدَّمَ، نحو "انصُرنَّ يا محمَّدُ" و "ادعُوَنَّ" و "اسْعَيَنَّ" ونحو "انصرانِّ يا محمَّدان" و "ارْمِيَانِّ" و "ادْعُوانِّ" و "اسْعَيانِّ" ونحو "انصُرُنَّ يا قَوْمُ" و "ارْمُنَّ" و "ادْعُنَّ" ونحو "اخْشَوُنَّ" و "اسْعَوُنَّ".
وهذهِ الأحكامُ عامَّةٌ في الخَفِيفَةِ والثَّقيلَةِ.
-4 تنفردُ الخَفِيفَةُ عن الثقيلَةِ بأحكامٍ أرْبَعَةٍ:
(أحدُها) أنَّها لا تقعُ بعد "الألِفِ الفَارِقَةِ" بينها وبينَ نُونِ الإناثِ لالَتِقَاءِ السَّاكِنين على غَيرِ حَدِّه، فلا تَقولُ "اسْعَيْنَانْ".
أمَّا الثقيلة فتقع بعد الألفِ اتِّفَاقاً.
(الثاني) أنها لا تقَعُ بعد "الِفِ الاثنين" لالْتِقَاءِ السَّاكِنَين أيضاً.
(الثالث) أنها تُحذَفُ إذا وَليها ساكنٌ كقولِ الأضبطِ بنِ قُرَيع:
لاَتُهِينَ الفَقِيرَ عَلَّكَ أنْ * تَرْكَعَ يَوْمَاً والدَّهرُ قَدْ رَفَعه
(الرابع) أنَّها تُعْطَى في الوَقْفِ حُكْمَ التَّنْوين، فإنْ وَقَعَتْ بعد فتحة قُلِبَتْ ألفاً نحو: {لَنَسْفَعَاً} (الآية "5" من سورة العلق "96") و{لَيَكُوناً} (الآية "32" من سورة يوسف "12" )
وقول الأعشى:
وإيّاكَ والمِيْتَاتِ لا تَقْرَبَنَّها * ولا تَعْبُدِ الشيطانَ واللهَ فاعبُدَا
والأصلُ فيهن: لَنَسْفَعَنْ. وليكُونَنْ، فاعْبُدَنْ.
إنْ وقَعتْ بعد ضَمَّةٍ أو كسْرةٍ حُذِفَتْ وردَّ ما حذفَ في الوَصْلِ من وَاوٍ أو ياءٍ لأجْلِها. تقولُ في الوَصلِ: "انصُرُنْ يا قَومُ" و "انصُرِنْ يا دَعْدُ" والأصلُ "انصُرُونْ" و "انصُرِينْ" بسكون النونِ فيهما، فإذا وقفتَ عليها حذفت النونِ لشبَهِهَا بالتَّنوين، فترجِع الوَاوُ والياءُ لزوالِ التقاءِ السَّاكنين فتقول: "انصُرُوا" و "انصِرِي".
نُونُ جمع المُذَكَّر:
(=جَمع المُذَكَّرِ السّالم 9)
نونُ المُثَنَّى: (= المثنى 7).
نونُ الوِقَايَة:
(1) نونُ الوِقَاية لا تَصْحَبُ مِنَ الضَّمائِر إلا ياءَ المتكلِم، ويَاءُ المتكلم من الضّمائر المُشترَكةِ بيَن مَحلَّي النَّصْب والجَرِّ، فتَنصبُ بواحدٍ من ثلاثةٍ:
فِعْلٍ، اسمِ فعلٍ، وحرفٍ. وتُخْفَضُ بواحدٍ من اثنين: حرفٍ، واسمٍ.
وهذه العواملُ على قسمين:
(1) ما تمنعُ معَهُ نُونُ الوقايَةِ.
(2) وما تلحَقُه.
فالذي تَلْحَقُه نونُ الوقَايَةِ على أَرْبَعَةِ أحْوال:
وجوبٍ، وجوازٍ بتساوٍ، ورجحانِ الثبوت، ورجحان التَّرْك.
(2) وجُوبُ نونِ الوِقَاية:
تَجِبُ نُونُ الوِقَايَةِ قَبْلَ يَاءِ المُتَكَلِّم إذا نَصَبَهَا"فِعْلٌ، أو اسمُ فعلٍ، أو لَيْتَ" فأمَّا الفعلُ فنحو "دعَاني" في المَاضِي، و "يُكرِمُني" في المضارع و "اهْدِنِي" في الأمر، وتقول: "ذَهَبَ القوْمُ مَا خَلانِي، أوْ مَا عَدَاني، أوْ مَا حَشَاني" بنونِ الوِقَاية، إنْ قدَّرتَهنَّ أَفْعَالاً، فإنْ قَدَّرتَهُنَّ أحرفَ جرّ، و "ما" زائدة أَسْقَطتَ النون، وتقدير الفعليةِ هو الراجِحُ إلاَّ في حَاشَا فتثبتُ النُّون (الأرجح في حاشا أنها حرف دون "ما خلاني" و "ما عداني" إذ أن "ما" فيهما مصدرية لا زائدة و "ما" المصدرية لا يليها إلا الفعل)، قال الشاعر:
تُمَلُّ النَّدامَى مَا عَدَاني فإنَّني * بكُلِّ الذي يَهْوَى نَدِيمي مُوْلَعُ
وتقولُ: "مَا أَفْقَرَني إلى عَفْوِ اللهِ" " و مَا أحْسَنَنِي إن إتَّقَيْتُ اللهَ". وهَذَانِ المِثَالاَن لفعلِ التَّعَجُّبِ، والأصَحُّ أنه فعل، وتقول "عَلَيْه رَجُلاً لَيْسَني" (حكاه سيبويه عن يعض العرب، وفي قوله "عليه" إغراء الغائب وهو شاذ، فأسماء الأفعال لا تكون نائبة عن الفعل مقرون بحرف الأمر)، أي لِيَلْزَمْ رَجْلاً غيري والأصحُّ في ليس أنها فِعل وأمَّا قولُ رُؤبة:
عَدَدْتُ قَوْمي كَعَديدِ الطَّيْسِ * إذْ ذَهَبَ القَوْمُ الكرامُ ليْسي
("العديد": العدد؛ الطيس، الرمل الكثير) فضرورة.
وأمَّا نحو: {تَأمُرُونِّي} (الآية "64" من سورة الزمر "39" )، و{أتُحاجُّونِي} (الآية "80" من سورة الأنعام "6" ) بتَخْفِيف النونِ في قِرَاءَةِ نَافع، فالمحذُوفُ نُونُ الرًّفْعِ وقيلَ نُونُ الوقَايَةِ (وهو مذهب الأخشف والمبرد وأكثر المتأخرين).
وأمَّا اسْمُ الفعلِ فنحو "دَرَاكَني" بمعنىأدْرِكني و "تراكِني " بمعنى اتْرُكَنِي، و "علَيَكَنِي" بمعنى الزَمْني، وأمَّا "لَيْتَ" فَقَدْ وَجبتْ فيها نُونُ الوِقَايَةِ أيضاً لِقُوَّةِ شَبَهِهَا بالفعلِ، نحو: {يَقُولُ يا لَيْتَني قَدَّمتُ لِحَيَاتي} (الآية "80"من سورة الأنعام "6" ). وشذَّ قولُ وَرَقَةَ بنِ نَوْفَل:
فَيا لَيْتي إذا مَا كانَ ذَاكُم * وَلَجْتُ وكُنْتُ أوَّلَهم وُلُوجَا
بإسْقَاطِ النُونِ مِنْ "لَيْتي" وهو ضَرورَةٌ عِنْد سِيبويه، وأجازَ الفَرَّاءُ اخْتياراً "ليتَني ولَيْتي". وممّا تَجِبُ به نُونُ الوقاية حَرفا الَجر "مِن وعَن" إذا جَرَّا ياء المتكلم إلا في الضَّرُورة كقولِ الشَّاعر:
أَيُّها السّائلُ عنهُمْ وعَني * لَسْتُ من قَيْسِ ولا قَيْسُ مِني
وإن كانَ غيرُ هذين الحرفين امْتنعتْ النُّونُ نحو "ليَ" (مما هو على حرف واحد).
و "فيَّ" (بتشديد الياء مما هو على حرفين).
و "خلاي وعَدايَ" و "حَاشَايَ" (مما هو على ثلاثة أحرف فأكثر).
قال الأُقَيْشر الأسدي:
في فَتْيَةٍ جَعَلوا الصَّلِيبَ إِلهَهُم * حَاشَايَ إني مُسلِمٌ مَعْذُورُ
(مَعْذور بعين مهملة مَقْطوع العُذرة أي القلفة وهو المختون).
(3) جوازُ نُونِ الوِقَايةِ بِتَساوٍ:
يجُوزُ إِثْباتُ نُونِ الوِقَايَةِ وحَذْفُها فيما عَدَا "لَيْتَ ولَعَلَّ" من أخَواتِ إنَّ وهي:
"إنَّ، وأنَّ، ولَكِنَّ، وكأنَّ" وذلك لما فيها مِنَ النُّونِ المشدَّدةِ فإنْ وَضَعْنَا نونَ الوقَايةِ فهي الأصل، وإن لم نَضَعْها فللتَّخْفِيف من كَثْرةِ النونات. كقول قَيْس بنِ الملَوِّح:
وإنِّي على لَيْلَى لَزَارٍ وَإنَّني * عَلى ذَاكَ فيما بَيْنَنَا مُستديمُها
(4) رُجْحان ثُبوتِ نُونِ الوقَايةِ:
الغَالِبُ إثْبَاتُ نُونِ الوقَايةِ إذا كانتْ ياءُ المتكلِّم مُضَافَةً إلى "لَدُنْ أو قَطْ أوْ قَدْ" (لدن: بمعنى عند، وقط وقد: بمعنى حسب)، و يجوزُ حَذْفُ النُّونِ فيه قَلِيلاً، ولا يخْتَصُّ بالضَّرُورَةِ خِلافاً لسيبويه، مِثالُ الحذف والإِثبات قولُه تعالى: {قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرَا} (الآية "76" من سورة الكهف "18" ) قرأ أكْثَرُ السَّبْعَةِ بِتَشْدِيدِ
النُّونِ من "لَدُنِّي" وقَرَأَ نَافِعٌ وأَبُو بَكر بتَخْفِيف النُّونِ، وحَدِيثُ البخاري في صِفَةِ النَّار (قَطْني قَطْني) و "قطِي قَطِي" بنُونِ الوقَايَةِ وحَذْفِهَا، والنونُ أشْهر.
وقالَ حُميدُ بنُ مَالك الأَرْقَط:
قَدْني مِنْ نَصْرِ الخُبَيْبَيِنِ قَدِي * لَيْسَ الإِمامُ بالشَّحِيحِ الملْحِد
(الخبيبين: تثنية خبيب، وأراد بهما عبد الله بن الزبير المكنى بأبي خبيب وأخاه مصعباً على التغليب).
بإثباتِ نون الوقايةِ في الأوَّلِ، وحَذفِها في الثاني، وإنْ كانَ المضَافُ غيَر مَا ذُكِر امتَنَعَتِ النُّونُ نحو "أبي وأَخِي".
(5) رُجْحَانُ تَركِ نُونِ الوِقَايَة: في "لَعَلَّ" إذا نَصَبَتْ ياءَ المتَكَلِّم، فحذفُ نونِ الوقَايةِ أكثر نحو: {لَعَلِّي أَبْلُغُ الأسْبَابَ} (الآية "36" من سورة غافر "40" )
وشَاهِدُ إثْباتِها قَوْلُ عَدِيّ بنِ حَاتِم يُخَاطِبُ إمْرَأَتَه وقد عَذَلَتْهُ عَلى إنْفَاقِ مَالِه:
أَرِيني جَوَاداً مَاتَ هَزْلاً لَعَلَّني * أَرَى مَا تَرَيْنَ أو بَخِيلاً مُخَلَّداً
* النَّيِّف: من الواحِدِ إلى الثلاثَة، فإذا جَاوَزَ ذلك التسعِ فهو البِضع،
ولا يُقال: نَيِّف إلا بَعْدَ عَقْد يُقال: "عشرةٌ ونَيّف، ومائةٌ ونَيِّف، وألفٌ ونَيِّف".




هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني