عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2011, 04:42 AM
المشاركة 239
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
-2 مَا يُؤَكَّدَانِ من الَأفْعَالِ وما لاَ يُؤَكَّدان:
يؤكِّدانِ الأَمْرَ مُطلَقاً نحو: "أَكْرِمَنَّ جَارَكَ" ومِثْلُهُ الدُّعاءُ كقوله: "فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَينَا "، ولا يُؤَكِّدَان المَاضِيَ مُطْلَقاً (لأنهما يخلصان مدخولهما للاستقبال، وذلك ينافي الماضي)، أمَّا المُضارعُ فَلَهُ بالنسبةِ لتَوكِيديهما ستُ حالات:
(الأولى) أنْ يكونَ توكيدُهُ بهما واجِبَاً، وذلك: إذا كانَ مُثْبَتَاً مُسْتَقْبلاً، جَواباً
لِقَسَمٍ غيرِ مَفْصُول مِن لاَمِهِ بفاصل، نحو "وَاللهِ لأُجَهِدَنَّ غَداً ".
(الثانية) أنْ يَكُونَ توكيدُهُ بهما قَرِيباً من الوَاجبِ، وذَلِكَ إذا كانَ شَرْطاً لـ "إنْ "المُؤَكدَة بـ "مَا" الزَّائدة، نحو: {وإمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خيَانَةً} (الآية "58"من سورة الأنفال "8" )، {فإمَّا نَذْهَبنَّ بِكَ} (الآية "41" من سورة الزخرف"43")، {فإمَّا تَرَيِنَّ مِنَ البَشَرِ أَحَداً} (الآية "26" من سورة مريم "19" ). وتَرْكُ التَّوْكِيدِ - في هذه الحالة - قليلٌ في النَّثْر، وورَدَ في الشعر كقوله:
يا صَاحِ إمَّا تَجِدنِّي غيرَ ذِي جِدَةٍ * فَمَا التَّخَلِّي عن الخِلاَّنِ من شِيَمِي
(الثالثة) أنْ يكونَ تَوكِيدُهُ بهما كثيراً، وذلك إذا وَقَعَ بَعْدَ أدَاةِ طَلَبٍ: نَهْيٍ، أوْ دُعَاءٍ أو عَرْضٍ أوتَمَنٍّ، أو اسْتِفْهامٍ، فالأوَّلُ: كقَولِه تعالى: {ولاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالمُونَ} (الآية "42" من سورة إبراهيم "14" )، والثاني: كقَولِ الخِرْنقِ بنت هَفَّان:
لا يَبْعُدَن قَوْمي الَّذينَ هُمُ * سُمُّ العُداةِ وآفةُ الجُزْرِ
والثالث: كقولِ الشَّاعرِ يُخَاطِبُ امرأةً:
هَلاَّ تَمُنَنَّ بوَعْدٍ غَيرَ مُخْلِفَةٍ * كمَا عَهِدتُك في أيَّام ذِي سَلَمِ
(أصلعا"تمنينن" بنون التوكيد الخفيفة، حذفت نون الرفع لتوالي النونان حملاً على حذفها مع الثقيلة، ثم حذفت الياء لالتقاء الساكنين)
والرَّابعُ: كَقول آخرَ يُخَاطِبُ امْرَأَةً:
فَلَيْتَك يَوْمَ المُلْتَقَى تَرَينَّني * لِكَيْ تَعْلَمي أنِّي امْرُؤٌ بكِ هَائِمُ
والخَامِس: نحو قولِه: "أَفَبَعَدَ كِنْدَةَ تَمْدِحنَّ قَبيلا"
(الرابعة) أنْ يَكُونَ توكيدُهُ بهما قليلاً، وذلكَ بَعْدَ "لا النَّافِية " أو "ما" الزَّائِدةِ التي لم تُسْبَقُ بـ "إن" الشَّرطية، فالأول كقوله تعالى: {واتَّقُوا فِتْنَةً لاَتُصِيبَنَّ الَّذِيْنَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} (الآية "25" من سورة الأنفال "8" ) فأكَّدَ الفِعْلُ بعدَ "لا" النَّافِيَةِ تَشْبِيهاً لها بالنَّاهيةِ صُورةٌ، والثَّاني كقوله:
إذا مَاتَ مِنْهُمْ سَيِّدٌ سُرِقَ ابنُه * ومِنْ عِضَةٍ ما يَنْبُتَنَّ شَكيُرها
(العِضة: شجرة، وشكريها: ما ينبت في أصلها من الفروع والشطر الثاني: مثل يضرب لمن نشأ كأصله. المعنى: إذا مات الأب أشبه ابنه في جميع صفاته، فمن رأى هذا، فكأنه مسروق)
وقولِ حَاتم الطَّائي:
قَلِيلاًبه ما يَحْمَدُنَّكَ وارِثٌ * إذا نَالَ ممَّا كُنتَ تَجمعُ مَغْمَا
(الخامسة) أنْ يكونَ التوكيدُ بهما أقلَّ، وذلك بعدَ "لمْ" وبعدَ"أداةِ جَزاءٍ" غيرِ "أما" فالأوَّلُ كقول أبي حَيَّان الفَقْعَسي يَصفُ وَطْبَ لَبَنْ:
يَحْسَبُه الجَاهِلُ مَالمْ يَعْلَمَا * شَيْخاً على كرْسِيِّهِ مُعَمَّما
أرَادَ الذِي لم "يَعْلَمَنْ" بنون التوكيد الخَفِيفة المَقْلُوبَةِ في الوَقْف أَلِفاً، والثاني كقوله:
مَنْ تَثْقَفَنْ مِنْهمْ فليس بآئِبٍ * أَبدَاً وقَتْلُ بَني قُتَيْبَةَ شَافي
وتوكيدُ الشَرطِ بهما كَثير، أمَّا الجَوابُ فَقَدْ تَوَكَّدَ بهما عَلى قِلَّةٍ كقولِ الكُمَيْت بنِ ثَعْلَبَةَ الفَقْعَسي:
فَمَهْمَا تَشَأْمِنْهُ فَزَارَةُ تُعطِكم * ومَهْمَا تَشَأمِنْهُ فزَارَةُ تَمْنَعَا
(الضمير في "منه" يعود إلى العقل وهو الدية)
أي: تَمْنَعَنْ، ولا يؤكَّدَ بإحدى النُّونَين في غير ذلك إلاَّ ضرورُةً كقول الشاعر وهو خُذَيمَة الأبرش:
رُبمَّا أُوْفَيتُ في عَلَمٍ * تَرْفَعَنْ ثَوْبي شَمَالاَتُ
(أوفيت: نزلت، العلم: الجبل، وشمالات: ريح الشمال)
(السادسة) امْتنِاع توكيدِه بهما، إذاكان مَنْفيّاً لفظاً أو تَقْديراً نحو "واللهِ لا أَقُومُ" {تَاللهِ تَفْتَأُ تذْكُرُ يُوسُفَ} (الآية "85" من سورة يوسف "12" )، أو كانَ المُضارعُ للحالِ كقراءةِ ابن كثير {لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القِيَامَةِ} (الآية "1" من سورة القيامة "75").
وقولِ الشَّاعرِ:
يَمِيناً لأُبْغِضُ كلُ امرِئٍ * يُزَخْرفُ قَوْلاً ولا يَفْعَلُ
أو كانَ مَفْصُولاً مِنَ اللامِ بِمَعْمُولِه نحو: {ولَئِنْ مُتُّم أو قُتِلْتُمْ لإَلِى اللهِ تحُشَرون} (الآية "158" من سورة آل عمران "3" ).
أو بحرفِ تَنْفِيس نحو: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيْكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} (الآية "5" من سورة الضحى "93").




هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني