عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2011, 04:41 AM
المشاركة 237
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
(الثاني) ضَميرٌ مُسْتَترٌ وُجُوباً مُمَيَّزٌ إمَّا بلفظ "مَا" بمعنى شيءٍ ("ما" الواقعة بعد "نعم" على ثلاثة أقسام: "أ" مُفَردة أي غيرُ مَتْلُوَّةٍ بشىء، نحو دققتُه دَقَّاً نِعمَّاً، وهي مَعْرِفةٌ تامةٌ فَاعِل، والمَخْصُوص مَحْذُوف، أي نِعْم الشيءُ الدَّقُّ. "ب" مَتْلُوَّة بمفْرد نحو "فَنِعمَّا هِي" و "بِئْسَما تَزْوِيجٌ ولا مَهْر" وهي مَعْرفة تامَّة فاعل، ومَا بعدَهَا هو المَخْصُوصُ، أي نعم الشيءُ هو، وبئس هذا الشيءُ تزويجٌ ولا مَهْر.
"ج" متلوة بجملة فعلية نحو (نِعْمَّا يعظكم به) و (بئسما اشْتروا به أنفسهم) فـ "ما" نكِرة في مَوضِع نصب على التَّمْييز مَوْصُوفة بالفِعل بعدَها، والمخصوصُ مَحْذوف أي نِعْم شيئاً يَعِظكم به ذلك القول)، أو "مَنْ" بمعنى شخص، نحو: {فَنِعِمَّا هي} (الآية "271" من سورة البقرة "2" ) أي نعم شيئاً هي، وقوله "ونِعْمَ مَنْ هُوَ في سِرٍّ و إعْلانِ" أي شخصاً. وإمَّا مُمَيَّزٌ بنكرةٍ عَامَّةٍ واجِبَةِ الذِّكْرِ و التَّأخيِر عن الفعلِ، و التَّقَدُّيِم على المَخْصُوصِ، قَابلةٍ لـ "أل" مُطَابِقَةٍ للمَخْصُوص نحو "نعمَ رَجُلاً عَلِىٌّ" "نِعْمَ امْرَأَتَيْن الهِنْدان" ومنه قول زهير:
نِعْمَ امْرأً هَرِمٌ لم تَعْرُ نَائِبَةٌ * إلاَّ وكانَ لمُرْتَاعِ بها وَزَرا
وقول الشاعر:
نِعْمَ امْرَأَيْنِ حَاتِمٌ وكَعْبُ * كِلاَهُمَا غَيْثٌ وسَيْفٌ غَضْبُ
وإذا كانَ فاعلُ هذا البابِ اسْماً ظَاهِراً فلا يُؤْتى بالتَّمييز غَالباً لأنَّهُ لِرَفْعِ الإبْهَامِ، ولا إبْهَامَ مَع الظاهر، وقدْ يُؤْتَى به لِمُجَرَّدِ التَّوكيدِ كقولِهِ:
نِعْمَ الفَتَاةُ فَتَاةً هندُ لَوْ بَذَلَتْ * رَدَّ التَّحِيَّةِ نُطْقاً أو بايماءِ
فَقَدْ جَاء التَّمييز حَيث لا إبْهامَ لِمُجَرَّدِ التَّوكيدِ كما جاءَ في غيرِ هذا البَابِ كقولِ أبي طالب:
ولَقَدْ عَلِمتُ بأنَّ دينَ محمَّدٍ * مِنْ َخيِر أَدْيَانِ البَرِيَّةِ دِينا
-3 المَخْصُوص بالذَّمِّ و المَدْحِ:
يُذْكَرُ المَخْصُوصُ المَقْصُودُ بالمَدْحِ أو الذَّمِّ بعدَ فَاعِل "نِعْمَ وبِئس" فيقال "نِعْمَ الخَلِيفَةُ عُثْمانُ"
و "بِئْسَ الرَّجلُ أبُو جَهْلٍ" وهذا المَخْصُوصُ مُبْتَدَأ، و الجملةُ قَبْلَهُ خَبَرٌ، ويَجُوزُ أنْ يَكونَ خَبَراً لِمُبْتَدَأ واجِبِ الحَذْفِ، أي المَمْدُوحُ: عُثْمانُ، والمَذْمُومُ: أبُو جهل.
وقد يَتَقَدَّمُ المخصُوصُ على الفعلِ فيَتَعيَّنُ كونُه مُبْتَدأ، وما بعدَه خبر نحو "العِلْمُ نِعْمَ الذُّخْرُ".
وقد يحذفُ إذا دَلَّ عليه دَليلٌ مِمَّا تقَدَّمَهُ نحو: {إنَّا وَجَدْنَاهُ صابراً نِعْمَ العَبْدُ} (الآية "44" من سورة ص "38" ) أي أَيُّوب. وجوازِ حذفِ المخصُوص أو تقديمُه إنما هُو في مَخْصُوصِ الفَاعِلِ الظَّاهر، دُون مَخْصُوصِ الضَّمير.
-4 يُسْتَعْمَلُ وَزْن "فَعُل" استِعْمَالَ "نِعْمَ وبِئْسَ":
كلُّ فِعْلٍ ثُلاثِيّ صالحٍ للتَّعَجُّبِ منه (أي يستوفي شروطه المذكورة في التعجب) يجوزُ استِعْمَالُه على "فَعُل" بضم العين، إمَّا بالأَصالَةِ: كـ "ظَرُفَ وشَرُفَ" أو بالتَّحويلِ كـ "فَهُمَ" و "ضَرُبَ" لإفَادَةِ الَمْدحِ أو الذَّمِّ، فيَجْري حينئذٍ مجرى "نِعْمَ وبِئس" في حُكمِ الفاعِلِ و المَخْصُوص، تقولُ في المَدْحِ "فَهُم الرجلُ عليٌّ" وفي الذَّمِّ "خَبُثَ الرجلُ عَمرٌو" فإن كانَ الفعل مُعْتَلَّ العين بَقِيَتْ على قَلْبِها أَلِفَاً مع تَقْدِير تحويله إلى"فُعُل" بالضم نحو "نال الرَّجُلُ عليٌّ"، {سَاءَتْ مُرْتَفَقاً} (الآية "29" من سورة الكهف "18" ) أي ما أَقْوَلَه وما أَسْوَأَهَا أي النّار. وإنْ كانَ مُعْتَلَّ الاَّم رُدَّتِ الوَاوُ إلى أصْلِها إنْ كانَ واوِياً، وقُلِبَتِ الباءُ وَاوَاً إنْ كانَ يَائيَّاً فَتقولُ في غَزَا ورَمَى: غَزَوا ورَمَوا.
وهذه الأفعال المُحَوَّلةُ تُخَالِفُ نِعْمَ وبِئس في سِتَّة أشْياء: اثْنَانِ في مَعْناها: وهُمَا إفَادَتُها التَّعَجُّبَ، وكَوْنُها للمدحِ الخَاصّ واثْنَان في فَاعِلِها المُضْمَر، وهما جَوازُ عَوْدِه، ومُطَابَقَتُهُ لِمَا قَبْلَه، بخلافِ "نِعْمَ" فإنَّه يَتَعَيَّنُ في فَاعِلها المُضْمَر عَوْدُه على التَّمْيِيز بَعْدَه، ولُزُومُهُ حَالةً وَاحِدةً، فنَحو "محمَّدُ كَرُمَ رَجُلاً" يجوزُ فيه عودُ ضمير"كَرُمَ" إلى محمَّدٍ، وإلى رَجُلٍ، فعلى الأوَّل تقولُ: "المحمَّدُونَ كَرُمُوا رِجَالاً "، وعلى الثّاني "المحمَّدُونَ كَرُمَ رِجَالاً " واثنانِ في فَاعِلها الظَّاهر، وهما جَواز خُلُوِّه من "ألْ" نحو: {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقا} (الآية "69" من سورة النساء "4" ) وكَثْرَةُ جَرِّهِ بالباءِ الزّائِدَةِ، تَشْبِيهاً بـ "أَسْمِع بهم" نحو:
حَبَّ بالزَّوْرِ الذِي لا يُرى * مِنْهُ إلاَّ صَفْحَةٌ أو لِمَامُ
(الزَّور: الزائر، ويكون للواحد والجمع مذكراً أو مؤنثاً وصفحة: جانب، واللِّمَامُ: جمع لِمَّة، وهو الشعر يجاوز شحمة الأذن، المعنى: ما أجمل الزائرسَرِيع الترحُّل)
نَعَمْ: حَرْفُ جَوابٍ للتَّصْديقِ، والوَعْد، والإِعْلام.
فالأول: بعد الخبر كـ "قَدِمَ خالدٌ" أو "لم يأتِ عليٌّ".
والثاني: بعد "افْعَلُ" و "لا تَفْعَلْ" وما في مَعْناهما نحو "هلاَّ تَفْعَلُ "و "هلا لم تفعل". والثالث: بعدَ الاسْتِفْهام في نحو: {فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقَّاً قالوا: نَعَمْ} (الآية "44" من سورة الأعراف "7" ).
نعِمّا هِي: (=نعم وبئس وما في معناهما 3).
نَفْيُ الفِعْل: إذا قال: فَعَلَ. فإن نَفْيَه لم يَفْعَلْ، وإذا قال: قَدْ فَعَلَ فإنَّ نَفْيَه لَمَّا يَفْعَلْ. وإذا قال: لقَد فَعَل فإن نَفْيَه ما فَعَلَ. لأنَّه كأنه قال: واللِه لقَدْ فَعَلَ فقال: والله ما فَعَلَ.
وإذا قال: هو يَفْعَلُ، أي هو في حالِ فِعْل، فإنَّ نَفْيَه ما يَفْعَلُ. وإذا قال: هو يَفْعَلُ ولم يَكنِ الفعلُ واقعاً فنفيُه: لا يفعلُ. وإذا قال: لَيَفْعَلنَّ فنَفْيُه لا يَفْعَلُ، كأنه قال: والله لَيَفْعَلَنّ، فَقلت: والله لا يَفْعَلُ. وإذا قال: سوفَ يَفعَلُ فإن نفيَه لن يَفْعَلَ.




هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني