عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
2694
 
داما احمد
من آل منابر ثقافية

داما احمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
18

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Mar 2020

الاقامة
في قلب الكلمات

رقم العضوية
16068
04-29-2020, 01:02 AM
المشاركة 1
04-29-2020, 01:02 AM
المشاركة 1
افتراضي القسمة والنصيب (قصة قصيرة)
اليوم قررتُ السفر إلى أكثر مكان أثار حيرتي.
جلستُ على الكنبة, أغمضتُ عينيّ وأقلعت في مخيلتي إلى ذلك المكان حيث بدأ فيه لقاؤنا الأول.

والدتي ووالدتكِ رسمتا خطة لقائنا منذ البداية. لمْ أدرك أنها خطة محكمة الأطراف من عصابة عائلية تأمل أن أتنازل عن فكري الصارم بالعزف المُطلق عن الزواج.

داخل المقهى أمام بيتنا بدأنا نتبادل أطراف الصمت المسكون بأمواج من الكلمات المتراصة لا تعرف لها ترتيب, كيف سأبدأ أولى كلماتي وأحسست بك تختنق مثلي بموج الحروف.

كل شيء حولي بدا حينها صامتاً, حتى الألوان حولي تلاشتْ, هل يعقل أني أصبت بعمى ألوان؟
يداي ترتجفان. نظراتي مشتتة. أين قوتي وصلابتي ؟
أصبحتُ مثل النعجة التي تنتظرُ دورها للذبح.

أشحت بوجهي بعيداً عن ملامح وجهكَ الجدية, المرتبكة في آن.
ماذا دهاك؟ انطق قل أي شيء, أنا أنثى والخجلُ طبع متأصل في شخصيتي!
تمنيتُ حينها أن يمضي الوقتُ سريعاً من شدة الارتباك.

- أتشعرين بالبرد؟

أخيراً نطقتْ.

أخذتُ نفساً عميقاً. أمعنتُ النظر إليك. حباتُ العرق تتراقصُ فوق وجنتيك..
هل ترتجفُ برداً أم حياء !

أمسكتُ حقيبتي أتحين الفرصة للهروب من براثن نظراتكْ.
الساعة أصبحت دهراً وارتباكك أصابني بالعدوى.

- أتقبلين الزواج مني؟

- زواج؟

زادتْ حيرتي وتضاعف ارتباكي. فكرة الزواج تثير رعبي.

أشعرُ بالغضب الشديد. أشعرُ بالكراهية والخوف. لماذا قلتَ زواج؟
قل شيئاً آخر يا رجل!

اهدئي يا نفسي, جملة بسيطة ( مالك عنا نصيب ). سأقولها وأرحل.

بسرعة وبدون تفكير, لملمتُ شتات فكري واستجمعتُ ما تبقى من قوتي, أخذتُ نفساً عميقاً وقررتُ صفعك بالرفض القاطع.

نهضتُ من مكاني. جهزت صفعتي و...


- لمَ أنتِ نائمة على الكنبة؟
- لمْ أكنْ نائمة ... سهوتُ قليلاً.

(( كنتُ أتذكرُ لقاءنا الأول))!