عرض مشاركة واحدة
قديم 03-27-2014, 03:11 PM
المشاركة 24
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
دموع على نهر العاصى
فدوى مرة أخرى
ارتفعت حرارتى بشدة وقد حاول نادر إبداء بعض التعاطف لكنى فقدت الأمل فيه منذ زمن بعيد فنادر الطيب الحنون قد ضاع منذ سنوات روحه مقبورة هناك فى ظلمات القبور مع آلاف الضحايا ليلة المجزرة وما هذا إلا شبح انسان يتمسك بالحياة لأجل لاشئ فلم أكن أعنى له سوى هما ولم يظهر لى أى تعاطفا فى يوما ما حتى أن النقود التى صرفها علينا أنا وبسام على دراستنا فى القاهرة اعتبرها دينا رده بسام منذ أعوام قليلة وتقبلها دون أدنى تردد وحتى زواجى المرتقب من بسام نظر إليه باستخفاف وسخرية
يومها اشحت ببصرى وأنا أمسح عبرات دفينة تحرق عينى كيف لم تسأل يوما يا نادر كيف بدلت موقفى من بسام
هل تتخيل يا نادر أن الشقيق يصير حبيبا ألا تعرف إيها الشقى أنه محال
صارت الحمى شديدة وأنا أغوص فى ظلام وثمة وجه حبيب يضئ لى ..يمسك يدى عبر المروج يوما كنا فى نزهة على شاطئ العاصى
كان يصرخ بجنون وفرح
أحبك فدوى أحبك فدوى
وأنا أضحك بمرح وأبكى فى نفس الوقت من السعادة .. ليتنى ما بكيت فقد كان نذير شؤم
مازالت كلماته تدق فى قلبى
يا صاحبة السمو ... هل تقبلين زواجى وهو ينحنى وقد زاد خجلى ووووووو
ثمة أصوات حولى ....
حرارتها مرتفعة ...شئ بارد على جبينى
أغوص مرة آخرى فى ظلام لا نهائى ... خيل لى أنى أرى شادن وهى تربت على وجنتى
حينما أتى الصباح .... كان هناك مستلقى وقد نمت لحيته يبدو أنه لم يذق النوم منذ ليالى
نظرت إليه غير مصدقة ... ماذا يفعل فى حجرتى هتفت بصوت ضعيف:-
إيها التعس اذهب.. اغمضت عينى فى رجاء أن يكون حلماً .. وهماً.. جنوناً
إلا أنى جفلت وصوت بسام الحنون وهو يمسح جبينى
وأنا أفتح عينى فى خمول وعينيه تتراقص فرحا وهو يقول
استيقظ يا دكتور كارم استقيظ لقد افاقت فدوى
تسارعت نبضات قلبى وهو يضع سماعته الطبيه ثم يقيس درجة حرارتى مغمضا عينيه
ثم اشاح ببصره لبسام
اطمئن .. تجاوزنا مرحلة الخطر.. اقترب بسام منى وهو يمسك بيدى
شكرا لك يا كارم .. لن انس أبدا جميلك لقد تركت كل شئ ومكثت بجانبها ثلاثة أيام لم تذق خلالها النوم
ربت كارم على كتفه إنه واجبى لا شئ يذكر نحمد الله أنها اتصلت بى فقد كانت حالتها متدهورة للغاية
ارتعت وبسام يدير ظهره وهو يقول
كان أولى بنادر أن يفعل.. لقد اتصلت أنت بى بدورك .. لا أحد يتابع مرضاه هكذا ..عن جد لن انس جميلك
أومأ برأسه وهو يقول لاجميل بين الأصدقاء ثم أكمل سأتى فى الغد بعد الظهيرة ثم اعطى لبسام ورقة بها
عدة تعليمات وقد دخلت شادن تلك اللحظة لتنير وجهها ابتسامة وضاءة .. وهى تربت على جبينى وتقول
ساتابع فدوى .. إن بسام متعب ولم ينم عدة ليال .. لفظة بسام دون ألقاب أقلقتنى إلا أن قلقى ضاع فى نظرة الحزن التى ملأت عينى كارم وهو يلقى على نظرة أخيرة لم يستطع منعها قبل أن يغادر
إنى متعبة وقد ترك بسام الغرفة ليوصل كارم لسيارته وقد جلست شادن جانبى ولم يفتنى نضارة وجهها المليح وهدوئها ونظرة الفرح فى عينيها التى ارجعتها لسفر خورى وخشيت أن أرجعها لسبب آخر
شادن تكمل
لقد تجاوزت فدوى مرحلة الخطر ....لم أنس صراخ بسام عند البوابة وهو برفقة دكتور كارم ... وقد أمسك بتلابيب نادر..الذى ألجمه منظر شقيقته وقد شارفت على الهلاك وكأنهم لايسكنون نفس البيت .. تبادل بسام مع الدكتور على مدى ثلاثة أيام رعايتها وكنت أزورهم بين الحين والآخر أحضر لهم بعض الطعام الذى تعده خديجة وتناولوا اليسير منه .... لقد ذكرنى رعايته لها وخوفه عليه بأبى كثيرا ولا أنكر أننى تسللت خلسة وبهدوء كي لا أزعج فدوى فوجدته يغفو على الكرسى أمام سريرها وقد نمت ذقنه مما أكسبه ملاحة فوق وسامته وثمة خصلة نافرة سوداء نافرة على جبينه وقد اغمض عينيه فى سكون مما أتاح لى أن أنظر مليا لوجهه بأنفه المستقيمة ووجنته المرتفعة ووووو
لم أنتبه لصوت خطوات نادر يقف فوق رأسى يراقب المشهد بفتور
ارتبكت تحت نظراته الصقرية وقلت وأنا أمسك بترمس الشاى وبعض الشطائر وقبل أن أتفوه بكلمة استدار على عقبيه وصفق الباب
استيقظ بسام على وجهى المحمر وأنا أرتعش .. ذهل لوهلة ثم أمسك الشاى والشطائر من يدى وهو يرقب عبر النافذة نادر يمضى فى عصبية واضحة
اخرجنى صوته من خوفى وهو يهمس:-
اجلسى شادن
قلت بارتباك :-
بعض الشاى والشطائر صنعتهم خديجة .. كيف هى؟
قال وهو يرتشف قليلا من الشاى ... لست أدرى شادن لست أدرى كان وجهه متألماً ودكتور كارم يدلف عبر الباب ويتفقد المريضة الغالية .. سكبت له كوب من الشاى ... تناوله وهو يقول لبسام اذهب لتريض جسدك قليلا يا صديقى سأبقى أنا معها .. اعترض بسام لكن كارم قاطعه .. بالله عليك ليس لى القدرةعلى عيادة مريضين عزيزين فى وقت واحد وربت على ظهره ولكن كان ينظر عبر النافذة لظهر نادر الذى وقف مراقبا كالصقر يستمع لأقل همسة... حسم أمره بسرعة وهو يضع كوب الشاى متجاهلا الشطائر
شادن تعالى لى معك بعض الحديث