عرض مشاركة واحدة
قديم 11-14-2011, 11:59 AM
المشاركة 1098
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نبوءة العراق العظيم

هذه النبوءة ليست وحيا أو هذيانا، ولكنها مقاربة، ورؤيا، واستشراف، للمستقبل بناء على معطيات الماضي وتجاربه ووقائعه...
هي توقع وتصور لما سيكون عليه الحال في عراق المستقبل اعتمادا على ما كان، وفي ضوء القراءة المعمقة لحركة التاريخ الذي يحركه الأيتام دائما.

وتقوم هذه النبوءة تحديدا على الفهم العميق لأثر اليتم في صناعة العظماء الذين يصنعون بدورهم الأحداث والتاريخ، ويفرضون بقوة حضورهم، وعبقرياتهم، وقيادتهم الفذة الاستثنائية، وعزيمتهم التي لا تلين وربما جنونهم، وجنوحهم وقسوتهم، وإجرامهم، ما سيكون عليه الحال في عراق المستقبل.

يمكننا أن نستشف من تجارب الماضي بأن العراق العظيم، الذي علم الناس الكتابة، والتشريع، وكان مهدا للحضارة، فمنه مثلا جاء قانون العين بالعين والسن بالسن، وكان رائد البشرية في أشياء أخرى كثيرة، إلى حد انه القطر الوحيد الذي كانت له حدائقه الفريدة من نوعها (الحدائق المعلقة)، وفي ذلك طبعا ما يشير إلى الغنى الحضاري الذي تمتعت به بلاد الرافدين عبر العصور.

لذلك ظل العراق دائما عصيا على الاحتلال، أي احتلال أو نفوذ أجنبي، حتى وحينما سقطت بغداد، واستبيحت وأحرقت، ودمرت، كما حدث عندما اجتاحها المغول...عادت لتستقل من جديد.

وعليه فان استقلال العراق وحريته أمر محسوم لا جدال فيه، وسوف ينتفض دائما أهل العراق لطرد الغزاة أين كان لونهم، أو شكلهم، أو جنسهم، أو قوتهم، وجبروتهم.

وسوف ينهض العراق من بين الركام دائما ليعود عظيما، وستشرق شمسه من جديد.
ذلك إن تحدثنا بشكل عام ...

لكننا حينما نتحدث عن عراق الحاضر الذي يحتضن في بيوته، وأزقته، وحاراته، وشوارعه هذه الأيام أعلى نسبة من الأيتام...قد تصل أعدادهم إلى الملايين. الكثير منهم يفترش الأرض، والأرصفة، ويلتحف السماء. والكثير منهم يقتات على بقايا الطعام، ومن حاويات النفايات...نعرف أن هذا العراق الذي يعاني الكثير من أبناءه الأيتام الآن من شديد الألم، والإهمال، ويُصهرون في بوتقة البؤس والحرمان...ذلك البؤس الذي طالما صنع رجال قلبوهم من حديد...أو اشد قسوة...سيكون مرتعا لأشد حالات التطرف السلبي...والإبداع الاستثنائي.

سيظهر في عراق المستقبل العديد من الأفذاذ العباقرة، المبدعين، الاستثنائيين في كل المجالات فذلك أمر مسلم به، وربما شعراء على شاكلة المتنبي وأبو نواس والجواهري وبدر شارك السياب ومظفر النواب.. لكن وفي تزامن مع أرقى حالة إبداعية في كل الحقول، سوف يعيش هذا العراق سنوات عديدة قادمة شديدة ألقتامه، يكثر فيها القتل والدمار، والإجرام، والانتقام...حيث سيظهر من بين هؤلاء الأيتام المهملين، المهمشين، وخلال السنوات القليلة القادمة جيل من الأشداء الذين سيمتهنون القتل، ويحترفونه، بكافة أشكاله.

وقد يبرز من بينهم من يبدع في القتل الجماعي...رجال ستالينين قلوبهم من الفولاذ أو اشد قسوة من ستالين. وسوف يستمر الوضع في غاية الصعوبة خلال السنوات القليلة القادمة، لكن الأمور سوف تشتد قسوة مع مرور بضعة سنوات أخرى وسوف يصل القتل إلى ذروته ما بين الأعوام 2017 و 2019 وقد يمتد إلى ما بعد ذلك لبضعة سنين بدرجات متفاوتة، لكن الأمور تبدأ في التحسن التدريجي بعد ذلك إلى أن يبرز في العام 2033 قائد تاريخي نادر في قدراته القيادية، يكون شخصية كرزمية فريدة، صنعتها المعاناة والألم من اليتم المبكر، فهو على الأغلب سيكون من بين الأيتام الذين قتل أباهم العسكريين قبل الولادة.

وسيكون له الكثير من صفات صدام حسين، إن لم يكن نسخة طبق ألأصل عنه، حتى ليظن البعض انه تناسخ روحه، ذلك لان هذا اليتيم صدام حسين خرج من هذه الدنيا بهالة أسطورية جعلت موته مقدسا، فلذلك سيظل قدوة حسنة مؤثره يقتدي بها الأيتام في كل مكان لأجيال طويلة قادمة.

وسيعمل هذا القائد اليتيم على تحرير العراق من كل اثر للاستعمار والتدخل الخارجي، ويوحد الأقاليم، ويُخضع الجميع لسلطته المطلقة، وسوف يشهد العراق في عهده ازدهارا وتطورا قل نظيره، وقد يمتد نفوذه إلى مناطق جديدة وتتوسع بلاده، حيث سينتصر في كل معاركه إلى أن يخونه من حوله.

وقد يكون بروز مثل ذلك القائد العظيم أبكر من ذلك التاريخ بكثير نظرا للوفرة الهائلة في أعداد الأيتام الذين سقط آبائهم في موت مقدس في الحروب العديدة المتعاقبة منذ مطلع الثمانينيات...وذلك إذا ما توفرت بعض الظروف التي تجعل من بروز ذلك القائد ممكنا قبل الأوان.