عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-2011, 11:28 PM
المشاركة 8
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هيلوييز، برسيفونا، ماريّا


أظهري وجهك أخيراً كي أرى


صورتي الحقيقيّة، صورة الآخر


صورتي صورة النحن جميعاً أبداً


صورة الشجرة والخبّاز


السائق والغيمة والنوتيّ


صورة الشمس والنهر وپيار وپول


صورة الفرد الجماعي


استيقظي، ها أنا أولد:


الحياة والموت


يتحالفان فيك، سيدةَ الليل


برجَ الضياء، ملكةَ الفجر


عذراءَ القمر أمَّ الماء - الأمّ


جسدَ العالم، بيتَ الموت


منذ ولادتي أسقط بلا نهاية


أسقط في ذاتي من دون أن ألمس قاعي


التقطيني بعينيك، اجمعي الغبار


المبعثر، وفّقي بين أرمدتي


ضمّي عظامي المنفصلة، انفخي


على كينونتي، ادفنيني في ترابك


ليعطِ صمتك السلامَ للفكر


المثار على ذاته


افتحي اليد


سيّدةَ البزور النهارات


النهار خالدُ، يطلع، ينمو


يولد ولا ينتهي أبداً


كلّ نهارٍ ولادة، وولادةٌ


كلّ فجر، وأستيقظ


ونستيقظ جميعنا، نبزغ


الشمس بوجه الشمس وينهض


جان بوجه جان، وجهِ الجميع



….



بابَ الكينونة، أيقظتني، كن الصباح


دعني أشهد وجه هذا النهار


دعني أشهد وجه هذه الليلة


الكلّ يتواصل، يتجلّى


قوسَ دم، جسرَ نبضات


خذني إلى الجهة الأخرى من هذه الليلة


حيث أنا أنت، حيث نحن الآخرون


في مملكة الأسماء المتشابكة



….



باب الكينونة: افتح كينونتك، استيقظْ


تعلّمْ أن تكون أيضاً، انحتْ وجهك


صُغْ ملامحك، احصلْ على عينين


لتنظر وجهي وأنظرك


لأنظر الحياة حتى الموت


وجهَ البحر، الخبزِ، الصخرِ، والينبوعِ


الينبوعِ الذي يصهر وجوهنا


في الوجه البلا اسم، الكينونةِ البلا وجه


في حضور لا يوصف لكل حضور



….



أريد أن أستمر، أن أمضي إلى أبعد، ولكن لا أستطيع:


اللحظة تندفع في أخرى وأخرى


لقد غفوتُ بأحلام حجرٍ لا يحلم


وفي غضون سنوات أشبه بحجارة


سمعتُ دمي يغنّي حبيساً


والبحر كان يغنّي بصحب ضياء


وكانت الأسوار تهوي واحداً واحداً


وكلّ الأبواب كانت تنهار


والشمس كانت تسرع إلى النهب في جبيني


وتفتح أجفاني المطبقة


وتُخرج كينونتي من غلافها


وتقتلعني من ذاتي، وتفصلني


عن سُباتي القاسي لأجيالٍ حجريّة


وكان سحر مراياها يُنعش


صفصافةً بلّور، حورة ماء


نافورةَ ماء عاليةً تحنيها الريح


شجرةً صلبة، وإن تكن مرتعشة


مجرى نهر يتقوّس


يتقدّم، يتراجع، ينعطف


ويصل دائماً






ترجمة: هنري فريد صعب


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)