عرض مشاركة واحدة
قديم 05-18-2012, 02:29 PM
المشاركة 587
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

وعن حرب تشرين نشرت رواية مسلسلة في جريدة تشرين بعنوان (حب وحرب) طبعت فيما بعد في كتاب، وفيها خواطر تنبؤية بأن الحل لن يكون إلا شاملاً لخارطة الوطن العربي كله وليس لفلسطين بالتحديد. كما أن لي مشاهد تمثيلية من حرب تشرين واقتحام جبل الشيخ بعنوان (عواء الذئب)، وأنا افتخر بها جداً لأنها أيضاً تنبؤية بحيث أجعل المعركة فيها رهاناً بين الإنسان وبين الآلة، بين ما تملك إسرائيل من أسلحة متطورة وبين ما نفتقده نحن رغم بسالة جنودنا من أسلحة ومعدات وتقنيات.‏ إذن فهذه كلها رؤية شمولية أكثر منها تنبؤية وهي سبر للأحداث التي تجري مع نظرة‏ أبعد الى ما يمكن أن يجري.‏
أما عن رواية (بستان الكرز) وأعني به لبنان فقد كنت ملتصقة به الى حد كبير أسروياً واجتماعياً ومن خلال الإنتاج الأدبي أيضاً، فكان لدي من الاستشفاف والتنبؤ بأن المحرض الأساسي لهذه الحرب هي الطائفية وليس وجود الفلسطينيين فيه الذين لم يكونوا في يوم من الأيام إلا ضيوفاً على البلدان العربية لا يحركون سياساتها، ولا يتحكمون في مصائرها. وهكذا انشطر لبنان عندي من خلال البطلتين في الرواية (سونيا)، و(ناديا) الى (لبنانيين): لبنان الذي يسير في الركب العربي، والآخر الذي يريد الابتعاد عنه. وأنهيت هذه الرواية التي صدرت عام 76 بدخول الجيش السوري الى لبنان منقذاً ومنهياً لهذه الحرب، ورمزت للبنان بالطفل الصغير الذي عثرت عليه البطلة أثناء الحرب وكان معافى موفور الصحة لكنه لا يستطيع المشي، ويحتاج الى من يساعده.‏ ولعل هذه التنبؤات أو هذا الاستشفاف كان وارداً في كثير من قصصي القصيرة ومن رواياتي أيضاً، واذكر أنني في عام 1965 كتبت في صحيفة مغربية بعنوان عريض: "الحل في يد الشعب الفلسطيني"، وكأنني أقول منذ ذلك الحين أن بؤرة الحدث، وتفجر المقاومة يجب أن تبدأ في فلسطين ذاتها مهما كانت المساعدات وربما الإغاثات من البلاد العربية جميعاً.‏ ولدي أيضاً قصة قصيرة بعنوان (اللعبة الخطرة) استوحيتها من حادثة جرت في القدس، إذ تآمر الأطفال على الجنود الإسرائيليين الذين يعتقلون بعض الفلسطينيين بأن رموا مياه الصابون في طريقهم كما أطلقوا أصواتاً غريبة لإفزاعهم كما يعتقد الصغار، وكأنني أقول إن الإسرائيليين لو بدؤوا يلعبون مع هؤلاء الأطفال فإنها لعبة خطرة ستؤدي كما حدث الى رميهم بالحجارة ومقاومتهم، وكما حدث في الانتفاضتين