عرض مشاركة واحدة
قديم 05-18-2012, 02:24 PM
المشاركة 583
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مع قمر كيلاني
حوار : اديب قزاز

قمر كيلاني أديبة عاشت حياتها بين الكتب دراسةً وتدريساً، فكانت هي مثالها في الحياة لهذا عملت على محاكاتها بعد ما عرفت أنها ثمرة العقول والإبداع. تلبثت طويلاً في عوالم جبران خليل جبران، وإيليا أبي ماضي، ونزار قباني، وأحمد شوقي، وتراثيات الأدب العربي، وعوالم القصة العربية الحديثة في مصر، وسورية، والعراق.. وراقبت بعينيها الرائية المشهد الإبداعي العربي، وكان أن بدأت بكتابة القصة القصيرة وسط مناخ ثقافي حار يشكل أساتذتها (شاكر مصطفى) و(بديع حقي) و(شكري فيصل) جزءاً مهماً منه.‏ وقد كان اقتحامها مجال الكتابة الإبداعية إضافة نوعية لدور المرأة وحضورها في المجتمع، فقد كانت كتابتها ولا تزال ركناً أساسياً في أركان الكتابة النسوية في سورية اجتماعاً مع كوليت خوري، وغادة السمان، وسلمى الحفار الكزبري، وإلفة الإدلبي.. ليس باعتبارها كتابةً صادرة عن ذات أنثوية وإنما باعتبارها الإبداعي والاجتماعي في آن واحد. فكتابات قمر كيلاني تشكل مدونة إبداعية ـ اجتماعية عن حياة الناس في سورية طوال العقود الأربعة الماضية من القرن العشرين، كما تشكل مدونة للوعي الوطني والقومي حين تحسست بأدبها آلام الشعب العربي الفلسطيني وفداحة المأساة التي تعرض لها.
واليوم، حين نقرأ تجربة قمر كيلاني الأدبية، نعي جيداً أن كتابتها ليست أصداء أو حوارات مع الأحداث أو الحادثات وإنما هي إبداع ارتوى من خميرة الزمن، وتشبع بروح المجتمع، وحبّر نوازع النفس وهواجسها، وأعلى شأن القيم السامية.‏ عن قراءة ما كتبته قمر كيلاني قراءة واعية تؤكد كم كابدت وعانت في محراب الفن لتأتي بنصوصها المصقولة كقطع الرخام، الصافية كماء الينابيع، والحارة.. كالأشواق.‏
* أودّ بداية أن أفتتح هذا الحوار بالسؤال عن العتبات الأولى، والرغبات الأولى التي أخذت الأديبة قمر كيلاني إلى عالم القصة والرواية؟!‏
** كانت المطالعة أولاً، فقد أولعت بالقراءة منذ سن مبكرة جداً، أي في العاشرة من عمري. وكنت كلما قرأت عبارة جميلة أو بيتاً من الشعر أنسخه على دفاتري المدرسية لأعيد قراءته قبل أن أعيد الكتاب الى المكتبة التي نستعير منها الكتب، وحتى الشعر كنت أنسخه أيضاً. وأذكر أنني في صف الشهادة الابتدائية الفرنسية التقطت أول قصيدة كتبها (نزار قباني) في رثاء إحدى معلماتنا التي توفيت وهي تضع طفلها، وكانت السيدة (سلمى رويحة) والدة (غادة السمان).‏
أما نوعية الكتب فهي التي كانت بين أيدينا في ذلك الحين: كالمنفلوطي، وجبران خليل جبران، والقصص المترجمة عن الفرنسية. والمؤثر فيّ حينذاك كان (جبران) بالتحديد وشعراء المهجر مثل (إيليا أبو ماضي) وغيره. ولم أكن أجد مجالاً لمحاكاة ما أقرأ سوى دروس اللغة العربية ومادة الإنشاء أو التعبير. وبما أن حصص اللغة العربية كانت محدودة بساعات معينة فقد كنت أعير دفاتري الصغيرة هذه المفعمة بالعبارات الجميلة وبالشعر الى رفيقاتي ليأخذن منها ما يساعدهن على كتابة وظائفهن في التعبير. أما المناسبات المدرسية فكان قلبي يخفق لها كلما حانت الفرصة لذلك، ولفت هذا نظر أساتذتي في ذلك الحين: الدكتور (بديع حقي)، والأستاذ (زهير دجاني)، وغيرهما، فترصعت دفاتري المدرسية بعبارات الثناء والإعجاب، وبالعلامات التامة فكان هذا أكبر تشجيع لي، فبدأت أقلد ما أقرأ حتى أنني كتبت مذكراتي وأنا في الحادية عشرة من عمري، ولا أزال احتفظ بها حتى الآن