عرض مشاركة واحدة
قديم 01-24-2015, 01:36 AM
المشاركة 44
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قلتم سيدي : " قلت : يعني غياب القدرة على حسن التصرف يعني غياب العقل ؟!.. العقل الذي هو مناط التكليف .. قلت لو غابت واحدة
فقد غاب العقل .. يرجى التوضيح .. "

ـ العقل يسقط بفعل الجنون ، الذي هو عدم قدرة على حسن التصرف ، فهل يستطيع المجنون أن يتصرف بشكل سوي ، فالمجنون يعرف النار مثلا ، يعرف اللغة و لا ينساها ، يعرف أشياء كثيرة ، لكنه فقد القدرة على تحريك المعرفة و إعادة تنظيمها فيختار المناسبة للحظة الفعل أو القول. فالله تعالى رحمة به يرفع عنه القلم لأنه فقد عقله ما لم يتعاف فيرجع التكليف .

الخطأ هو عدم قدرة على تطبيق المعرفة ، وهذا يقع لكل الناس من السائق الذي يسرع فلا يستحضر عاقبة السرعة و قانون السير في تلك اللحظة ، و الطفل الذي لا يستطيع توظيف ما تعلمه في الامتحان ، و الإنسان الذي يقترف جريمة فهو لا يستحضر القانون فلا يحسن التصرف . لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني وهو مؤمن ، يعني أنه لم يستطع استحضار ربه في ذلك الوقت بعقله ، فهو في تلك اللحظة حيوان بالكامل في توظيفه للعقل يعني كأنه لا يملكه بل أضل لأنه يملكه و لم يوظفه .


ورد في ردكم :
( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ) أي : أسوأ حالا من الأنعام السارحة ، فإن تلك تعقل
ما خلقت له ، وهؤلاء خلقوا لعبادة الله وحده لا شريك له ، وهم يعبدون غيره ويشركون به ، مع قيام الحجة عليهم ، وإرسال الرسل إليهم .

هذا تفسير واجتهاد لا بن كثير عظم الله أجره ، غير مقترن بإثبات فهو استنباط واجتهاد .

الذي يملك الشيء و لا يوظفه كالذي لا يملكه ، تملك المال فتبخل و لا تنفق لا على نفسك ولا على عيالك والناس ، ستعيش عيش الفقير المعدم ، هكذا الإنسان الذي أعطاه الله عقلا ولا يوظفه فهو كمن لا يملكه . نأخذ هذه الجملة

لا ينفق البخيل المال كما المعدم ، فالمعدم لا يملك ما ينفقه فهو غير مدان أخلاقيا ، لكن البخيل يملك فلا ينفق فهو مدان أخلاقيا .

فحسب فهمي المتواضع أجد أن التشبيه هنا في الآية يتعلق بالعقل فوجه الشباه بين الكافر و الحيوان هو عدم التعقل الذي هو ظرفي للكافر و مطلق للحيوان فالإشارة إلى تدني الإنسان إلى مرتبة الحيوان هي في العقل لا في العقيدة .
لأنه لوكانت المفاضلة في العقيدة ، لكانت ظرفية للإنسان ككل عدا الأنبياء و المخلَصين بصيغة اسم المفعول
ومطلقة بالنسبة للحيوان . و هذا لا يستقيم مع تركيب جملة الآية .

هذا ما فهمته والله أعلم