الموضوع: خداع بصري ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-14-2011, 11:09 AM
المشاركة 6
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عندما أستحضر الماضي القريب او البعيد و أننا جيل مخضرم عاصر ما قبل الثورة الرقمية و ما بعدها .. الثورة الإعلامية أجدنا فعلا قد دخلنا في عوالم غريبة .. هذا لن يشعر به أبنائنا الذين ولدوا في عصر المعلومات ... نحن عاصرنا ما نسميه الزمن الجميل حيث الأمور تمشي بهدوء لا يستعجلها شيء بالمرة تستمتع بكل لحظة تمر بك .. أذكر من طفولتي أنهم في الشام عندما كانوا يعدون لنزهة و نسميها في الشام " سيران" كانوا يقضون أياما يعدون للسيران : ماذا سنفعل ؟ ماذا سنطبخ ؟ بماذا سنتسلى ؟ و يقضون أياما بعد السيران ليستعيدوا الالتذاذ بنكهة السيران و أحداثه .. لم يكونوا يدركون ان هناك عالما يقع خارج حدود دمشق إلا بشكل مبهم و إذا سافر أحدهم لقضاء فريضة الحج يعتبرونه كمن سافر إلى مجرة اخرى و كأنه لن يعود ... هذا في الوقت الحاضر يعد ترفا لا غفران له في عصر يأتيك الخبر العاجل تباعا على جوالك أو عبر الشبكة العنكبوتية ..
هذا الجيل لا يقدر ما نتحدث عنه لأنه أصلا لم يعشه و لم يلتذ به كما أنه لا يرى أن هناك انحدارا لأن القيم و المفاهيم تغيرت و ما كان محرما في وقت ما صار الآن ضمن الدارج أو أقل ما يقال عنه : مسكوت عنه
و لعلنا جميعا كيف يستطيع هذا الجيل أن يغير واقعه و بأدوات عصره تماما كما حدث في الثورة المصرية الجديدة و استخدام الشباب لموقع الفيس بوك استخداما رائعا و كيف استطاعت قناة الجزيرة أن تساهم في حماية الثورة بتغطيتها المستمرة خصوصا في الليلة الأخطر التي تعرض فيها المعتصمون للقنابل الحارقة و إطلاق الرصاص الحي
و بالرغم من إدانتنا لهذا التسارع في نبض الإعلام لكننا الآن لا نملك البرء منه .. صار جزءا من حياتنا
كنت في بيروت وصلني خبر عاجل من شبكة الجزيرة بتنحي الرئيس مبارك فما كان منا إلا أن قطعنا المحاضرة لتبادل التهاني .. كان الجميع مشغولون حقا بما يدور في مصر مع أننا في أرض يفصلها عن مصر البحر
أنا مثلك أحن للزمن الجميل و تؤرقني الانتهاكات للثوابت و القيم التي نعيشها في زمننا و التي يسهم الاعلام بها كثيرا _طبعا أخاف على أبنائي أولا و أبناء أمتي أيضا من مستقبل مجهول الهوية_و لكن أعتقد أنه ليس المسؤول الوحيد عن هذا الانحدار علينا أن نتوجه بالسؤال إلى عدة مؤسسات أخرى كمؤسسة الأسرة .. المؤسسة الاجتماعية .. منظومة التربية و التعليم و اذا أردنا البدء بالحل فسيكون بإعادة هيكلة هذه المؤسسات جميعها للبدء بنهضة شاملة للأمة سيكون الإعلام أحد أدواتها المهمة جدا
أعتقد أنني ثرثرت كثيرا ..
صباحك ورد أخي عمر مسلط