عرض مشاركة واحدة
قديم 11-30-2014, 02:38 PM
المشاركة 3
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أخيرا عاد ساركوزي إلى اللعبة السياسية هذا ما أسفرعنه تصويت أعضاء حزبه اليميني الاتحاد من أجل حركة شعبية ، البارحة " 29 نونبر 2014 " فإذا كان الرجل توارى عن الأنظار لعامين متوالين ، كفترة استراحة وفترة تأملية ، فستتة أشهر من العمل كانت كافية ليتربع على رأس الحزب الدغولي ، رغم ما ميز هذه الفترة منذ انهزامه في رئاسيات فرنسا من محاصرة قضائية و شغب ملفات فساد حملاته الانتخابة . ساركوزي أصبح رسميا رئيس أكبر قوة سياسية فرنسية في الوقت الراهن ، نظرا للمتاعب التي يواجهها الحزب الاشتراكي الحاكم من تدني شعبية رئيسه هولاند وانهزامه في الانتخابات البلدية الأخيرة .
لن يكون طريق ساركوزي هذه المرة نحو الإليزيه مفروشا بالورود فتفاعلات التهم الوجهة إليه لاتزال مربكة ، وكذا سطوع نجم الحزب اليميني المتطرف بزعامة لوبين ، وكذا أيضا الانقسامات التي تعتري حزبه ، فاستطلاعات الرأي تعطي الرئاسة الفرنسية المقبلة للدبلوماسي المخضرم ألان جوبيه ، لذلك فالعامين القادمين المتبقيين في فترة هولاند سيكونان حاسمين في مصير منافس هولاند على كرسي الرئاسة ، إذا استطاع ساركوزي تذويب انقسامات حزبه و تمكن من التوفيق بين رؤى المعتدلين الذين يتقدمهم جوبيه و فرانسوا فليو و جناحه اليميني القريب من توجهات اليمين المتطرف فربما عاد إلى كرسي الرئاسة في ماي 2017 .

خلاصة القول أن فرنسا لم تستطع الخروج من شرنقة الإفلاس السياسي الذي يعيشه العالم حاليا ، فساركوزي سبق أن هزم رويال "زوجة "هولاند السابقة في الدور الثاني ليحظى برئاسيات فرنسا ، وعاد لينهزم أمام هولاند في الانتخابات الأخيرة ثم رجع به حزبه ليناور به مرة أخرى في الانتخابات القادمة . هذا يدل على أن المؤسسة الحزبية باتت في الغرب أيضا غير قادرة إنتاج البديل السياسي و تبقى رهينة استنساخ نفس التجارب و نفس البرامج و نفس الأشخاص .