عرض مشاركة واحدة
قديم 11-16-2011, 07:52 PM
المشاركة 52
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأخت الفاضلة سناء ..
تقولين ..



ثم كيف تقول ان الآيات صريحة في ذم التعدد .. حاشا أن يشرع الله أمراً مذموماً وهذه سقطة من قلمك تراجع عليها ..
تسعدنى مراجعتك فيما أخطئ فيه , وأسأل الله أن يجعلنا دوما من الرجاعين للحق
ولكن عجبا
أولم يبلغك أن الله شرع الطلاق ومع ذلك ذمه إلا للضرورة القصوى ..
واعتبره التشريع آخر ما يلجأ إليه المرء بعد التحكيم والمصالحة والهجر وخلافه .. رغم أنه مشروع ..

و ليتك تلتزمين بقولك فى وجوب الرجوع إلى العلماء والأهم تلتزمين بخط النقاش دون جدل وتجيبي على ما سألناه بشكل محدد
وأصل الخلاف يقع فى أنك اعتبرت التعدد فى الزواج سنة ,
وقلنا لك إنه رخصة وليس سنة , رخصة وليست عزيمة
ولم نر فى مشاركاتك قولا واحد لأحد العلماء ـ الذين تطالبين الرجوع إليهم ـ يقول بخلاف ذلك أو يفتى بأن الزواج سنة ممدوحة يؤجر فاعله أكثر مما يؤجر صاحب الواحدة ,
فأين ما دللت عنه بأقوال العلماء ..
أنت تقولين أن التعدد السنة , وهذا معناه أنه عزيمة ـ ولست ادرى ما هو الصعب فى إدراك ذلك ـ بينما نقول أنه رخصة ,
فلو كان عزيمة ـ مثل إعفاء اللحية مثلا , فبلا شك أن فاعله يؤجر ولا يؤثم تاركه ولكن للفاعل عليه درجة أليس كذلك ..
أريد منك أن تأتى لى بقول واحد لعالم واحد معتبر أو حديث واحد صريح صحيح يرغب الناس فى الزواج المتعدد ـ وليس الزواج فى حد ذاته ـ
فمن أين أتيت أنه سنة ولا يصح فى التعدد حديث واحد يرغب فيه
نريد دليلا على أنه سنة مرغوب فيها يعزم الشرع على الناس فعلها وليست رخصة منحها الله بشروط ,
قولا واحدا لأحد العلماء ـ يا صاحبة الدعوة للرجوع إلى العلماء بلا مكابرة ـ قولا واحدا يقول بقولك أن التعدد سنة
فقط يقول ( التعدد سنة أو عزيمة وليس رخصة )
بينما إذا عدنا إلى أقوال علماء التفسير فى تلك الآية سنجد أنهم يستخدمون لفظ ( يجوز ولا يجوز ) فى معالجة تلك المسألة وهذه الأحكام إنما تكون للمباحات لا الفروض , للرخص لا العزائم
وأى دارس لعلم الأصول يعلم أن استخدام ألفاظ الجواز وعدم الجواز والحلال والحرام لا يتم استخدامها فى الفرائض والسنن ..
مثال ذلك إذا سأل سائل : هل إعفاء اللحية حرام أم حلال أو يجوز أو لا يجوز ؟
نقول له سؤالك خاطئ فى الصياغة ..
فالسؤال عن السنن والفرائض إنما هو من العزائم لا الرخص فيكون السؤال
هل اعفاء اللحية واجب أو أم سنة مستحبة أم غير ذلك ..
مع ملاحظة أننا نتحدث عن التعدد ـ، فى إطار عدم وجود العذر الشرعي الذى قد يغير حكمه إلى بقية صنوف الأحكام من الواجب حتى المستحب ــ

أتمنى أن يكون الفارق قد اتضح
وقد ورد فى تفسير هذه الآية عند البغوى مثلا قوله ( ويجوز للرجل أن يجمع بين أربع حلائل أحرار )
فهل الصياغة الفقهية لهذا الحكم تتناسب مع عزيمة أم رخصة ؟!

وبالمناسبة ..
لم تأت لنا بجوابك فى مسألة على بن أبي طالب رضي الله عنه حيث أنك لم تجيبي على صلب السؤال ..
لأنك قلت أن عليا عدد الأزواج بعد فاطمة
وليست هذه إجابة ما سألت عنه ..
فسؤالى ..
لو كان التعدد عزيمة وليست رخصة , فماذا لم ينفذ علىّ السنة بحياة فاطمة رضي الله عنها ويستبدل بابنة أبي جهل واحدة أخرى من نساء المسلمين وينفذ التعدد فى حياة فاطمة طالما أنه سنة ..
أظن أن السؤال واضح كالشمس ..
ولماذا لم يفعلها بقية الصحابة من القادرين ومنهم كثير اكتفي بواحدة ولم يعدد
كذلك شيوخ أهل السنة كالشافعى وبن حنبل .. لماذا لم يأخذوا بالتعدد طالما أنه سنة وعزيمة .. ؟!
بل لماذا لم ينفذ النبي نفسه عليه الصلاة والسلام سنة التعدد فى حياة خديجة رضي الله عنها ؟!!
وقد توفيت خديجة رضي الله عنها وهى عند رسول الله بمفردها ..
وهل يمكنك أن تأتى بإجابة تبرر ذلك إلا بالقول الذى قلناه أن التعدد رخصة وليس وجوبيا .. أو سنة مرغبة ..
وليس معنى ذلك أن تلغي منفعة أو رفع ضرر يؤثر على مصلحة مجتمع بأكمله .. ومثال هذا عندما سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- : يا رسول الله من أحب النساء إلى قلبك ؟ قال : عائشة . قالوا : ومن الرجال ؟ قال : أبوها .. ثم أن النبي-صلى الله عليه وسلم- كان يقول لما يقسم النفقة بين زوجاته : (اللهم هذه قسمتي فيما أملك فلا تؤاخذني فيما لا أملك )

ولو اعتبرنا كلامك الأخذ بالرخصة للزواج هل سيقيم العدل المعنوي وهو (قلبه معلق بمن) هذه المشاعر لا يملك أحد أن يتحكم بها فالقلوب بين اصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ..
ارجعى إلى مشاركتك السابقة إذا سمحت
والتزمى بمحور النقاش ..
فأنت قصرت القدرة على الزواج والعدل بين الزوجات فى موضوع النفقة وحدها ..
عودى لمشاركتك ..
وسألتك هل العدل المقصود به هو النفقة وحدها وهل إذا كان كذاك يجوز للرجل أن يهجر بيته ويؤدى حق المال لأزواجه ويختار محظية بينهن يخصها بالتردد عليها وفقط ؟!
هذه كانت نقطة الخلاف ولم أتحدث عن الحب القلبي الذى لا يتصور فيه العدل وما تحدثت عن هذا من قريب أو بعيد ..
والنبي عليه الصلاة والسلام لم يكن يعد فى النفقة وحدها بل كان يعدل فى المعاشرة والمودة والرحمة ويبيت ليلة عند كل واحدة من زوجاته بالتوالى
هذا ما كنت أقصده وتكلمت فيه ..

أرجوا قبل أن تطلقوا احكامكم الرجوع إلى علماء الدين في ذلك ..
نسأل الله ذلك ..
لنا ولكم ..
ولست أدرى كيف دار بخلدك أننا نأتى بالأحكام من بيوتنا !!
والتزمى بنقطة الخلاف بلا تشعيب إذا سمحت ..