عرض مشاركة واحدة
قديم 12-17-2013, 09:16 PM
المشاركة 18
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ احمد ابراهيم
اسعدني مرورك:

فتقول " في اعتقادي ان الحديث الذي ورد على قلم الأخ صابر صحيح ، لكنه ليس الكلمة الاخيرة لمستقبل و تطلعات البشرية على هذا الكوكب الحائر .. ما خطه قلم الأخ صابر هو قراءة لتاريخ او قل ان شئت لماضي البشرية .. و هو فى ظنى نفس الخطأ الذي وقع فيه ماركس ، عندما ظن ان مستقبل البشرية ما هو الا امتداد لماضيها ، فقام بسحب الماضي على المستقبل فيما اسماه المادية التاريخية ..".

- استاذ احمد ماركس يقول ان الصراع الطبقي هو المحرك للتطور الاجتماعي لكنني من ناحيتي اقول بأن الحرب والموت هو ما فطر عليه الناس وهو الضامن لاستمرار الحياة...فما دامت الحروب قائمة ما دامت الحياة مستمرة بعنفوان ويظل الابداع والعبقرية هما السمتان الاساسيتان في المجتع. ولكن بغياب الحرب وحلول السلام تؤدي الى خبل في العقول ويغيب الابداع والعبقرية..فالحروب ضرورة لاستمرار الحياة.
ومن هنا قلنا بأن الدول التي كانت تخوض حروب ظلت تشهد فورة ابداعية ونهوض غير مسبوق مثل شجرة الزيتون التي تقوم على تشذيبها سستجد انها تؤتي اوكلها في العام التالي واما تلك التي لا تقوم على تشذيبها يكون نتاجها هزيلا.

وتقول " نعم ، لقد قرا ماركس التاريخ جيدا و فسره بمنتهى العقلانية و الموضوعية .. لكن فات عليه ان هنالك قوى من المستقبل هي التى توجه و تحفز سير البشرية .. هذه القوي لا يتوفر على تقريرها الا الدين ."
- الدين جعل رأس سنام الاسملا الجهاد . اي الحروب المقدسة والتي تؤدي الى الموت المقدس ولو انك عدت لاعظم الناس لوجدت انهم دائما ايتام .

وتقول " لذلك يبدو لى ان الأخ الطيطي قد صوب سهمه و حلمه بالسلام على هذا الكوكب نحو الوجهه الصحيحة ، فلو ذهب نحو حوادث التاريخ فلن يتمكن من ان يستدعى هذا الحلم الجميل ، فالتاريخ كله قام على الصراع و الحروبات ، و هو امر كان لا بد له ان يكون .. قد تبدو هذه العبارة غريبة بعض الشئ ، لكنه شر جنينا من وراءه خيرا كثيرا ..".
- اشكرك هذا ما اقوله. وسوف يستمر هذا المنطق لانه الضمان لاستمرار الحياة. وسوف يظل الحلم بالسلام حلما لان ذلم يتنافى مع منطق الاشياء.

وتقول "كما ذكر الأخ صابر ، انه لو لا هذه الصراعات و الحروب و الدماء لما جنينا ثمار هذا التطور العلمى و التكنولوجي .. هل ترون يد العناية الإلهية وراء ما حدث ؟ ."
- اشكرك مرة اخرى...الكون ولد كنتيجة لانفجار كبير افنى المادة الا القليل فصارت الحياة والحروب قد تفني الكثير من الناس لكنها هي الضمانة لاستمرارية الحياة.

تقول " نعم ان الذي تم إنجازه قد كان ضخما ، لقد اصبح الانسان الان سيد الطبيعة ، و امتلك من المعرفة و الأدوات ما جعله يسخرها لخدمته .. لكن اذا نظر الى نفسه سيجد انه انحدر كثيرا ، اذا لم اقل انه فقدها ، هذا الانحدار هو الذي يقف حائلا بينه و بين ما أنجزه ليستمتع به .. "
- اتصور ان القول بانحدار الانسان افتراض غير صحيح بل هو متجه نحو الانسان السوبرمان...وسوف يؤدي مزيد من الحروب الى تسريع وتيرة الوصول الى الانسان السوبرمان.

وتقول " نعم لقد فشلنا فى تحقيق السعادة و هى هى الغاية المنشودة ليس فقط من وراء هذا التطور بكل مستوياته ، إنما هي الغاية من وجودنا نفسه .".
- من قال ان السعادة هي الغاية المنشودة؟ ومن قال ان السلام يؤدي الى الشعور بالسعادة؟ المجتمعات التي لا تعاني من اي تهديد او حروب تجدها تعاني من عدة امراض منها الخمول والتخمة والملل وبالتالي السكري والكآبة الخ من الامراض النفسية.

وتقول "هذا البؤس قد طال الجميع بلا استثناء ، طال الامم المتقدمة و المتأخرة و ان اختلفت أشكاله و مستوياته .. المدهش فى الامر ان هذا الانحدار أيضاً كان لا بد منه ، فلولا انه انحدر لما حارب ، و لو لم يحارب لما وصل الى ما هو عليه اليوم ، يمكن ان نشبه هذا الانحدار بسير الموجة ، فالموجة عندما تهبط فان هبوطها ليس انحطاطا ، فبهبوطها كأنها تستجمع قوتها لترتفع من جديد .
- الحروب فيها حتما مآسي والم شديد ولا احد يحبذ الحرب كما تقول لكنها لا تؤدي الى انحدار بل الصعود الى مراتب عليا دائما. وقد اصبت في تشبيهك. هبوط الموجة ليس الا صعودا قادما وهكذا هي الحروب.

وتقول " ويبدو لى ان القفزة قد أوشكت و سوف تكون اكبر من سابقاتها بما لا يقاس .. هى قادمة لان العلم المادي التجريبي قد وصل الى نهاياته ، و اكبر دليل على ذلك هذه الوتائر المتسارعة فى التطور ، فهى من شدة سرعتها أفقدت الناس الدهشة بكل جديد ياتى به هذا التطور ..".
- القفزة صارت كبيرة لان القرن العشرين شهد حربين عالميتين ثم تفككت الاسرة وكثر الهرج اي الموت وازداد عدد الايتام والذين يعيشون بدون اب فصار الابداع في اعلى حالاته فتحققت القفزة لان العقول اصحبت تخترع وتبدع بوتيرة غير مسبوقة.

تقول " ثم انه اصبح تطورا يهدد الحياة على هذا الكوكب ، و هذا ما دعي الكثير من الجماعات و التنظيمات تنادى بوقف هذا التطور التقنى ، بعد ان وضحت اثاره الكارثية على البيئة من حولنا ، و على الانسان بحالة التشيؤ السلعى و الاغتراب الداخلى الذي أمسك بتلابيبه على الأفراد ، و كأنه يقول لهم تمهلوا الى اين تسيرون ؟
- الكوارث هي السبيل لمزيد من الابداع. في العام الذي تلى ضرب جزر اليابان بالنووي عاد المصور لرصد اثر الدمار فوجد الجزيرة وقد امتلات بازهار الجوري وكأنها تحتفل بالموت الذي كان.

وتقول " لقد فارقتم مفترق الطرق ، عليكم ان تعودوا لتاخذوا الطريق الصاعد نحو الانسانية و هى حالة السلام التى يتحدث عنها الأخ عبدالحليم.".
- السلام حلم من الاحلام والافضل ان يظل حلم..لان السلام يعني الموت فهذا هو القانون الطبيعي.

تقول "فالمجتمع البشري اليوم كأنما يعيش فى فترة مراهقته و أنى لأرجو من الله ان نكون الان فى أخرياتها .. و فترة المراهقة دائماً ما تتسم بالحيرة و القلق و الاضطراب و هو ما يسم عصرنا الحاضر بامتياز .. و لن تدخل بشرية اليوم عهد رجولتها او قل عهد إنسانيتها ، الا بالتخلص من الحيوان الرابض داخل النفس و ذلك بحل التناقضات وفقا للمنهج الذي يصحح العلاقة بين الفرد و الفرد ، الفرد و المجتمع ، و الفرد و البيئة .. كما أوردت فى بداية هذه المداخلة .
- هذا تفكير مثالي على شاكلة يوتوبيا ماركس. الصراع يظل قائم لا فكاك منه والحروب هي الضمان لاستمرار البشرية. ولن يتوقف الصراع الا اذا ما تقوفت الحياة.

تقول " بذلك فقط يدخل البشر عهد إنسانيتهم و لأول مرة فى التاريخ و يتحقق السلام الذى تنشده" .
- يتحقق السلام بمعناه السلبي اي الموت الشامل المطبق فقط في حالة واحدة وهي انتهاء الحياة على وجه الارض ولو ان الصراع يظل هو القوة المحركة للاشياء.