عرض مشاركة واحدة
قديم 12-13-2013, 01:07 AM
المشاركة 16
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بخصوص الآية ولولا دفع الناس .....هناك تفاسير كثيرة واجتهادات رغم ان الكلمات تحمل معنى واضح وهذا احد هذه التفاسير

" قوله تعالى: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض" أي لولا ما شرعه الله تعالى للأنبياء والمؤمنين من قتال الأعداء، لاستولى أهل الشرك وعطلوا ما بينته أرباب الديانات من مواضع العبادات، ولكنه دفع بأن أوجب القتال ليتفرغ أهل الدين للعبادة. فالجهاد أمر متقدم في الأمم، وبه صلحت الشرائع واجتمعت المتعبدات؛ فكأنه قال: أذن في القتال، فليقاتل المؤمنون. ثم قوي هذا الأمر في القتال بقوله: "ولولا دفع الله الناس" الآية؛ أي لولا القتال والجهاد لتغلب على الحق في كل أمة. فمن استبشع من النصارى والصابئين الجهاد فهو مناقض لمذهبه؛ إذ لولا القتال لما بقي الدين الذي يذب عنه. وأيضا هذه المواضع التي اتخذت قبل تحريفهم وتبديلهم وقبل نسخ تلك الملل بالإسلام إنما ذكرت لهذا المعنى؛ أي لولا هذا الدفع لهدم في زمن موسى الكنائس، وفي زمن عيسى الصوامع والبيع، وفي زمن محمد عليه السلام المساجد. "لهدمت" من هدمت البناء أي نقضته فانهدم. قال ابن عطية: هذا أصوب ما قيل في تأويل الآية. وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: ولولا دفع الله بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الكفار عن التابعين فمن بعدهم. وهذا وإن كان فيه دفع قوم بقوم إلا أن معنى القتال أليق".

وانا شخصيا ارى بان المقصود واضح وهو بان الحياة تستمر كنتيجة لصراع يستمر بين الناس بعضهم ببعض بغض النظر عن اين تقف هذه المجموعة او تلك لان الحياة تنتج عن ظروف الصراع والحروب والموت ينتج عن السلام والهدوء وهذا توصيف اعجازي لطبيعة هذا المحرك الذي يصنع الحياة والذي تحدث عنه العلماء والفلاسفة فيما بعد فمنهم من قال ان الحياة صراع بين الفرد والمجتمع وآخرون قالوا انه صراع طبقي ودارون قال انه صراع الاجناس من اجل البقاء وكل هذه النظريات تجمع على ان الصراع هو الذي يصنع الحياة. ولو ان المقصود هو حث المؤمنين على القتال كما يرى البعض لما ورد في النص كلمة ( الناس) فقد ورد مثل ذلك الحث في مواضع اخرى وكان المخاطب فيه المؤمنون حصرا .

.