عرض مشاركة واحدة
قديم 02-18-2013, 10:22 AM
المشاركة 919
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لا مكان للأدلجة في الإبداع
يعزو الكوني سبب مصادرة كتبه إلى أن "خطابي ليس سياسياً، ولست معنياً بالسياسة أساساً، لأني معاد للأدلجة، وللإيديولوجية في العمل الإبداعي".
ويوضح أن طريق هذا أوجد "فصولاً مجهولة من حياتي لا يعلمها أحد، وسيعرفها الكثيرون عندما انتهى قريباً من كتابة مذكراتي التي هي ليست مذكرات بالمعنى الحرفي لكنها محاولة للتعبير عن هذه التجربة وعن هذه الإشكالية إشكالية الهويات المتعددة المركبة في هوية هي الذات التي تستوعب العالم وتستوعب أيضاً هوية المكان".
ويرى الكوني أن هذه الغربة هي التي جعلت "حضور ذلك المكان الذي هو وطني وهو الصحراء الكبرى هو حضور ميتافزيقي موجود بقوة في رواياتي". مشدداً على أهمية الإستعارة ووجود "أدب إنساني إستعاري".
كما عبر عن أسفه "لسيطرة الخطاب الإيديولوجي على السرد العربي المعاصر"، معتبراً أن "ما دمر الأدب العربي المعاصر هو الخطاب السياسي، وهو خطاب خاوٍ وعاجز ولا أخلاقي يعالج مسألة لا أخلاقية". لافتاً إلى أنه "لا عمق في الإيديولوجيا، ولا في السياسة، فهي نظام اختلقه الإنسان لينظم عمل الجماعة وتحول لأخطبوط صادر روح الإنسان دون أن يدري" معتبراً أنه "عندما نستبدل الخطاب الإبداعي بالخطاب الإيديولوجي فإننا ننتصر للشيطان على حساب الربوبية".
"الورم".. نبوءة الربيع العربي
يرى الكوني أن "الخطاب السياسي والمباشر أو التناول الفج لن يغير الواقع بدليل أن الرواية التي لم يلتفت إليها نهائيا في العالم العربي منذ العام 2007 هي روايته "الورم" لكن عندما ترجمت إلى لغات العالم باتت الندوات تعقد حولها، واعتبروها نبوءة الربيع العربي. لكن هل هي رواية سياسية مباشرة؟ يطرح الكوني هذا السؤال ليؤكد بعده أنه عندما قرأها أحد النقاد قال "إنه فاوست العالم العرب".
ويوضح الكوني أن الرواية "ليست خطاباً سياسياً أو ايديولوجياً، هي ضمناً سياسية"، مستطرداً "تحت كلمة ضمناً أضع ألف خط أحمر، وهي ضمناً إيديولوجيا لأن هناك الخطاب المباشر الفج وهو ليس أدباً، وهناك الخطاب الاستعاري الضمني". كما استغرب فكرة أن "كل ما لا يؤدلج ليس أدباً ولا يقرأ" مبدياً أسفه لأن "هذه مأساة الثقافة العربية والعقلية العربية المعاصرة وبكل أسف هذا الجانب يطغى ويزداد طغياناً بدل أن يضمحل".