عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-2013, 02:25 PM
المشاركة 912
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
11- عناصر الجمال والتأثير في رواية 'المجوس: لإبراهيم الكوني:
- الكوني في روايته المجوس يصر على تحديد الزمان والمكان وما يتبعهما من تفصيلأخري.. كوصف الملابس، ورسم حركة الشخوص، بل وحتى تحديد أهمية المشهد، أو ما يعرفبحجم اللقطة، ويمكن أن نلمس ذلك بشكل واضح في رواية المجوس بجزأيها والتي سنستشهدبها في مواضع قليلة كأنموذج فقط.

- المشتغلون بكتابة السيناريو أكثر من يعانيقلق ترجمة النص، فالنص " الخام" سواء كان فكرة أو قصة أو رواية عادة ما يكون مليئاًبالصور اللفظية الجمالية، التي تصف الوجدانيات، والتي يصعب الإيحاء بها لذلك، فهيفقيرة إلى رسم الحركة، ووصف الزمان والمكان وتحديد لون ونمط "الإكسسوارات" فجملة فيأية رواية "تصف فتاة تنظر إلى القمر الشاحب شحوب وجهها" لا يمكن أن تبوح بأكثر منذلك ولا يمكن ترجمته بسهولة إلى مشهديه.

- للكوني مقدرة هائلة على إقحام كم كبير من التفاصيل الزمنية والمكانية دون التفطن إلى كونها مقصودة لسلامة السرد.

- يكرر الكوني وصف " الإكسسوارات" والأثاث ككاتب سيناريو أمين، ونحن نعلم من رواياته السابقة أنالخيمة في الصحراء لا تكون إلا من الجلد عادة، لكنه يصف لنا كل حركة بدقة متناهية.

- يمعن في الوصف والتصوير.

- كثيراً ما يربك الروائيون المتلقي بتواصل السرد من خلال إغراقه في مشاهد مملة تتراص فيها الجمل والصور بشكلإنشائي لأهدف له سوى الحفاظ على تقاليد الرواية شكلياً، غير أن الكوني تمتع بخاصيةتجاوزُ هذه العقبة وأجاد أسلوب القطع في مواضع القطع الصحيحة والتي تشابه أسلوبالنقل من مشهد إلى آخر مغاير تماماً في الخيالة ..
- كما أنه أتقن تبادل الحوار بينهوبين الراوي الذي يستلم منه مهمة السرد في الرواية.

- في الجلسة التي جَمَعتْشيخ القبيلة والرسول وبعض رجال القبيلة تتحول اللقطات إلى دوران متكرر لالتقاط نفسالوجوه، وحتى يكسَّر من حدة تتابع هذه اللقطات فأنة يدخل لقطةً اعتراضية" " "cutawayتتمثل في تركيز اهتمام القارئ على إصبع الرسول وهو تتابع المثلثات البيضاءفوق الكليمة التواتية.


-
ليس هناك من رسم مشهدي أكثر تفصيلاً من هذا السرد والذي يتعدى التزامات الروائي التقليدي تجاه المتلقي، إذ يمكن أن يؤدي هذا الإفراط الوصفي زماناً ومكاناً وحركة في إرباك النص فيتحول من قطعة لفظية جمالية إلى سيناريو متخن بالتفاصيل عندما يحملها الروائي أكثر مما تحتمل، غير أن الكوني بمواهبه الفطرية وارتكازه على خامات بنيوية غير متاحة لغيره " ميثالوجيا الصحراء" وقدرته على ابتكار الصور البلاغية كالمحسنات البديعية البعيدة عن البهرجة والمعاني المبهمة، واستطاع أن يوائم بين المتعة والوصف التوثيقي، ناهيك عن كون النص قطعة شعرية بامتياز.