عرض مشاركة واحدة
قديم 01-29-2011, 11:49 PM
المشاركة 2
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


وبمرور الزمن تعدّى الفكر العربي تلك المرحلة، وتبعاً لذلك وجب على الشاعر العربي أن يلتزم بقيم فكرية أخرى، فكانت الحكمة من أبرز وأفضل ما يستهوي العربي لعلاقة ذلك بحياته ومعاملاته مع الناس في المجتمع. فكان الشاعر لا يعد شاعراً ما لم يستهلّ قصيدته بحكمة قديمة أو جديدة ينتهي بها.


وإذ جاء الإسلام بعقيدته الدينيّة، صارت القيم الجديدة ملزمة للشعراء والعلماء أشدّ إلزاماً. ولقد امتد هذا الالتزام مع التطور الفكري للعرب في مجتمعهم الإسلامي حتى أينع في مجرى الأحداث الكبيرة التي تصدّت للتاريخ العربي الإسلامي.


ولقد صار الالتزام أكثر وضوحاً بعد الحادثة الموجعة والمفجعة باستشهاد الإمام الحسين بن علي(عليهم السلام)، فصار الشعراء أكثر التزاماً بهذه المأساة من أي وقت آخر. ونادراً ما نجد أن فكرة أو عقيدة وجدت أعواناً من الشعراء والمفكرين كما هي الحال في هذه المأساة حتى سمي هذا العدد العديد من الشعراء بشعراء آل البيت(رضي الله عنهم)/ وكان هدفهم الالتزام بكل ما جرّت إليه تلك المأساة الأليمة.


وإلى جانب الشعراء الذين التزموا الفكر والعقيدة، ظهرت طائفة جديدة متحدية ظلم الدول واستبدادها وإهمالها لشؤون شعوبها. فقد ظهر (في تلك المرحلة) شعراء وأدباء التزموا خطاً اجتماعياً ونادوا بما نادى به العالم متأخراً، نادوا بالعدل الاجتماعي للناس كافّة، لأن ذلك كان في صميم الرسالة الإسلامية التي حمل تراثها الفكر العربي المتطور في جميع عهوده.


لهذا، فإن العرب هم أول من عرفوا وعملوا بالالتزام الأدبي وسبقوا الغرب به قبل أن تطرأ مصطلحات النقد الحديث. والكاتب، ليس بإمكانه أن يكتب ملتزماً ما لم يكن هو نفسه ملتزماً مؤمناً بفكرة أو رأي أو عقيدة يرى فيها الصلاح والخير لمجتمعه وللبشرية. وهذه مهمة كل أديب أياً تكن عقيدته أو رأيه السياسي أو نظرته الاجتماعية.





المصدر: موسوعة المعارف العامة – الأدب


المركز الثقافي اللبناني- ندى جميل اسماعيل

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)