عرض مشاركة واحدة
قديم 04-23-2012, 08:23 PM
المشاركة 26
علي أحمد الحوراني
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ علي الحوراني

تقول "والفترة التي كنت فيها ناشطا في العمل الأسلامي كانت من أضعف الفترات لأنتاجي الأدبي قد يكون العمل المستمر وبعض النشاطات هي السبب وقد يكون الأديب مقيد ضمن منظومة محددة وان كل كلمة تصدر عنه يتحمل مسؤوليتها وأن الحرية من الالتزام تفتح آفاق الابداع لدى الأديب".

- كنت افكر ان اسألك هذا السؤال قبل ورود هذه الاجابة عندما عرفت انك كنت تعمل ضمن نشاطات العمل الاسلامي.
س - والسؤال هو كيف تصف لنا ذلك الصراع النفسي عند شخص يرى او يؤمن بأن الشعراء يتبعهم الغاوون وبين تلك الموهبة التي لا فككاك منها وتلح عليه بان يقول القصائد دائما؟

وهناك سؤال آخر خطر لي بعد أن قرأت اجابة سابقة بخصوص الحادث الذي اصاب عمك رحمه الله:
س- كم كان عمرك وقت وقوع الحادث؟
س- هل يمكنك ان تقارن لنا بين الرغبة في قول الشعر قبل الحادث وبعد الحادث؟ هل تعتقد بأن الحادث كان سببا اضافيا دفعك لقول الشعر؟ هل الرغبة في قول الشعر اصبح اكثر الحاحا؟



هناك معاناة كبيرة وصراع صعب يتملك الأديب عندما يكون موهبا ويحمل فكرة ولا سيماء دينية

تكون حائلا بينه وبين رسم الجمال الذي يتغلغل في اعماقه فلا مجال لدية في التفكير حتى في قصائد عذرية يعبّر فيها عن مكنون النفس والفكرة التي لدى الأديب ومصدرها كتاب الله أن الشعراء يتّبعهم الغاوون ليست بالصورة التي يتصورها البعض بأنها السبب في كبح جماح الأبداع لأن الأديب الواعي والمثقف يقرأ النص كاملا شاملا المعنى الذي يتحدث عن( الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) فلديه متسع ومندوحة يهيم فيها ضمن اطار الشرع والقول الحلال الذي لا كذب فيه أو يكون تزويرا للحقائق ومع ذلك يكون هذا الإطار ضابطا لحدود وأمكانيات الأبداع لدى الشعر وأنا منهم لكن عندما يتحرر الأديب من قيود المتابعة والمراقبة من الغير سوف يقدم ابداعا يتسوق ومكنونات النفس من العاطفة والخيال وما أقوله حقيقة فقصائدي سابقا معاني الفكرة التي أحملها ولا حقا تقرأ قصيدة أتجفوا ..أضاعت قلبها ..أو قصيدة غاليتي ووهي ايضا ضمن الحدود المسموحة
لي من تلقاء نفسي في ذات مرة في الثمانينيات وأنا أكتب قصيدة ضمنت قصيدتي غزلا وهذا اشارة لما في النفس من لواعج ومعاني قريبه من الفكرة التي تحدثت عنها ..وهذا مقطع منها مما أحفظه :
أمشي وفي عينيّ آثار انكسار
ظلمات عينيك انتحار
فوقفت ابحث عن فنار
لو كنت أملك ريشة
لرسمت قنديلا واشعلت النهار

تخلصت في هذا المقطع الموشى بالغزل فقلت : يا قدس فانتظري النهار

ومقارنة ذلك بقصيدة غاليتي نجد الفر واضحا بالتعبير والهيام ورسم الصور التي في نفس الأديبومنها:
يميناً ما سَلا قلبي
هي الشّهدُ الذي أسكرْ

ملاك في سما روحي
وقل ما شئت أو أكثرْ

تُعطّرني إذا حضرتْ
بأنواع من العنبرْ

لها في القلب خيمتها
فأصْلُ حبالها الأبهرْ

ونهرٌ دافق العزَمات
في شطآنه أسهرْ

أعدُّ فضائل الإحسان
والعرفان إذْ أفخرْ

رعتني منذ أن نَهَدتْ
بحبّ رائق المخبرْ

تناديني بلا صوت
وعندي الصوت لا يجهرْ

تمسُّ شِغاف أعماقي
كحلم مزدهي المنظرْ

أحبّ لقاءها دوما
فطعم حديثها سُكّرْ