عرض مشاركة واحدة
قديم 01-30-2014, 04:37 PM
المشاركة 17
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وتقول وفي إجابتك على سؤال : هل الرأسمالية سر التقدم المهول لدى الغرب ؟
" فتقدم الغرب جاء كطفرة في حياة الأمم ، و هو ظهور الآلة ،وتطورها من آلة ميكانيكية إلى إلكترونية ، وهو سبب التقدم ، فحتى الأدب والفلسفة وغيرها من الفنون فهي تكون فقط مصاحبة لتطور حركة رأس المال وامتلاك الأسواق."

- السؤال إذا ما أسباب حدوث هذه الطفرة؟ وتقول أن السبب هو ظهور الآلة....ثم تطورها إلى آلة الكترونية ؟ لكن ما هو سر ظهور هذه الآلات؟

طبعا ماركس يرى بأن سر ظهور الآلات هو سعي الإقطاعيين لتوسيع نفوذهم.. هذا من ناحية .

ومن ناحية أخرى لا بد أن السبب في حدوث الطفرة التي أوصلت إلى اختراع الآلة هو حالة الوعي التي نشأت في أوروبا من خلال تبنيها لنهج ابن رشد والفلاسفة الإسلاميين الأندلسيين تحديدا حيث تبنت جامعات أوروبا وكما تقول كتب التاريخ أطروحاتهم عن العقل واستخداماته وعملت في تزامن على التخلص من نفوذ رجال الدين ونفوذ الكنيسة والتفكير اللاهوتي فانطلق العقل الأوروبي يفكر ويبدع وينتج فحصلت الطفرة.

طبعا التخلص من سلطوية الكنيسة أدى إلى توسيع هاشم الحريات فتطورت العلوم والفنون وانعكس هذا التطور على شكل مزيد من التوسع في هاشم الحريات وبالتالي حققت أوروبا والغرب بشكل عام قفزات هائلة من التقدم ...

بينما في المقابل تزامن تبني الغرب للعقل واطروحات ابن رشد تزامن ذلك مع تبني الشرق للطريقة اللاهوتية في التفكير، ورفض العقل والتفكير الفلسفي والمنطقي، الذي جاء به فلاسفة مسلمين أصلا .

وتبنى الشرق بدلا من ذلك ما كانت أوروبا تسعى للتخلص منه وهو تحديدا النهج التكفيري الذي كفر مجموع الفلاسفة العقلانيين وعلى رأسهم بن رشد وقد بدأت هذه الحملة بصدور كتب الأمام الغزالي وخاصة كتابه تهافت الفلاسفة فسقط الشرق في ظلام العصور الوسطى وهو ما يزال لان الشرق ما يزال عاجز عن التخلص من التفكير اللاهوتي الذي يكفر كل من يستخدم عقله وعلى شاكلة ما كانت تفعل الكنيسة في العصور الوسطى.

وسوف يظل الشرق متخلفا عن الغرب ما دام الغرب يتبنى فكر الفلاسفة المسلمين العقلانيين بينما يتبنى الشرق الطريقة اللاهوتية في التفكير والتي كانت الكنيسة تتبناها في عصور الظلام المعروفة بالعصور الوسطى.

طبعا كل ذلك حدث في تبادل للأدوار كما يبدو. ففي عام 325 م وفي مؤتمر نيقية المشهورقامت الكنيسة بتحريم التفكير الفلسفي وقامت بإعدام مجموعة من الرهبان الذين تبنوا التفكير العقلاني.. وفرضت الكنيسة سلطتها ورفضت الفلسفة بل وأحرقتها وسيطرت على التعليم والمدارس ...وصارت الكنيسة ممثلة الله على الأرض.

ولما جاء الإسلام الذي احترم العقل والتفكير أعاد المسلمون الاعتبار للفلسفة بل واحيوا ما كاد يندثر منها وأضافوا عليها وظل العالم الإسلامي يسبق الغربي في كل شيء في تلك الحقبة الزمنية وظل الحال على ذلك إلى العام 1000 ميلادي تقريبا حينما حدث التحول وبدأ العالم الغربي يتبنى أفكار ابن رشد ومجموع الفلاسفة المسلمين في جامعات ايطاليا وفرنسا تحديدا، وهذه حقائق تاريخة معروفة ، بنما نصبت المشانق وأحرقت كتب الفلاسفة الإسلاميين الذين حاولوا ردع سيطرة التفكير اللاهوتي والاستمرار في إعطاء العقل مكانته التي جاء بها الإسلام..فسقط الشرق في ظلام العصور الحديثة بينما تخلص الغرب من ظلام العصور الوسطى ودخل فيما يعرف بعصر النهضة والذي اوصل الغرب الى ما وصل اليه من تقدم مهول.