عرض مشاركة واحدة
قديم 01-30-2014, 02:04 AM
المشاركة 13
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هل الانحلال الاسري وارتفاع اعداد الايتام والايتام الاجتماعيين والناتج عن الطلاق والام العزباء ثم وما الى ذلك من امور هو سر العبقرية والتقدم في المجتمعات العربية؟


الانحلال الأسري ، ليس أكثر من من التشبع بالفكر الأناني الرأسمالي ، فالرأسمالية بوسائل الدعاية هي من انتهجت أسلوب التفتيت ، والتفريق ، فتجزيء الدول إلى دويلات كمفهوم للمجتمع الكبير ، و تهييج الطائفية و الجماعات الصغرى ، و تفتيت الأسرة ككيان مقاوم ، لأنه كلما كان الفرد وحيدا أحس بوحشة كبرى ، و سهل برمجته و احتواؤه ، لأنه أصلا يحب الحياة الجماعية ، لكن الدعاية تحاول على الدوام أن تحسسه أنه الأقوى في اختياراته الفردية ، لكي تستغل حنينه إلى الجماعة ، وتعويض تلك الحاجات بأشياء أخرى استهلاكية بالأساس ، فيصبح التلفاز صديقه أو الأنترنيت أو رمز من رمز الدعاية ، وهذا ما يسمى بالإستلاب ، أي الانخراط في عالم لا يؤسس فيه الإنسان الهدف ، فالأسرة تعاني من تلك الأنانيات المختلفة وتتفتت و يضمحل عقدها الأسري .
اليتم للشخص ربما كان محفزا على الفعل و ربما كان مدمرا ، الأمر يتعلق بالظروف التي صاحبت اليتيم أثناء التنشئة ، عندما نرجع إلى أوربا بعد الحرب العالمية الثانية التي راح فيها العدد الأكبر من الرجال و النساء و فيها عدد لا متناهي من الأيتام ، فلا أعتقد أن أوربا استطاعت أن ترجع إلى رتبتها العالمية التي انسحبت منها بفعل الحرب ، فالامبراطورية الانجليزية لا تزال تتقلص إلى اليوم ، وكذا الامبراطورية الفرنسية ، أضف إليها حتى الألمانية . فأوربا مجتمعة لم تستطع على مدى الستين سنة أن تنافس أمريكا .
فاليتم ربما له علاقة قوية بالعبقرية الفردية ، واستنهاض قدرات خاصة عند الفرد يستطيع من خلالها رؤية الحياة بشكل آخر ، وبنظرة مغايرة للآخر . لكن التقدم بمعنى أخذ المقدمة بين الشعوب ، لا يمكن اكتسابه من غير مشروع مجدد ، فيه ابتكار . و استغلال فترة فتور حضارة معينة لأخذ مكانها .
الأم العزباء نتاج علاقة حميمية ليست مبنية على الاتزام الأسري ، فالفرد وصل إلى درجة لا يستحلي فيها أن يشترك مع الآخر في حياته ، و عندما يقع الحمل تتعرض المرأة لتغيرات هرمونية تؤثر بنسبة ما على توازنها النفسي ، وهناك تطفح غريزة الأمومة فتحافظ على طفلها ، فالأمر هنا ليس اختيار في الغالب ، بل واقع تحاول النساء التعايش معه .