الموضوع
:
لماذا تقدم الغرب وتأخر الشرق؟
عرض مشاركة واحدة
01-30-2014, 02:04 AM
المشاركة
13
ياسر علي
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 3
تاريخ الإنضمام :
Dec 2012
رقم العضوية :
11770
المشاركات:
1,595
هل الانحلال الاسري وارتفاع اعداد الايتام والايتام الاجتماعيين والناتج عن الطلاق والام العزباء ثم وما الى ذلك من امور هو سر العبقرية والتقدم في المجتمعات العربية؟
الانحلال الأسري ، ليس أكثر من من التشبع بالفكر الأناني الرأسمالي ، فالرأسمالية بوسائل الدعاية هي من انتهجت أسلوب التفتيت ، والتفريق ، فتجزيء الدول إلى دويلات كمفهوم للمجتمع الكبير ، و تهييج الطائفية و الجماعات الصغرى ، و تفتيت الأسرة ككيان مقاوم ، لأنه كلما كان الفرد وحيدا أحس بوحشة كبرى ، و سهل برمجته و احتواؤه ، لأنه أصلا يحب الحياة الجماعية ، لكن الدعاية تحاول على الدوام أن تحسسه أنه الأقوى في اختياراته الفردية ، لكي تستغل حنينه إلى الجماعة ، وتعويض تلك الحاجات بأشياء أخرى استهلاكية بالأساس ، فيصبح التلفاز صديقه أو الأنترنيت أو رمز من رمز الدعاية ، وهذا ما يسمى بالإستلاب ، أي الانخراط في عالم لا يؤسس فيه الإنسان الهدف ، فالأسرة تعاني من تلك الأنانيات المختلفة وتتفتت و يضمحل عقدها الأسري .
اليتم للشخص ربما كان محفزا على الفعل و ربما كان مدمرا ، الأمر يتعلق بالظروف التي صاحبت اليتيم أثناء التنشئة ، عندما نرجع إلى أوربا بعد الحرب العالمية الثانية التي راح فيها العدد الأكبر من الرجال و النساء و فيها عدد لا متناهي من الأيتام ، فلا أعتقد أن أوربا استطاعت أن ترجع إلى رتبتها العالمية التي انسحبت منها بفعل الحرب ، فالامبراطورية الانجليزية لا تزال تتقلص إلى اليوم ، وكذا الامبراطورية الفرنسية ، أضف إليها حتى الألمانية . فأوربا مجتمعة لم تستطع على مدى الستين سنة أن تنافس أمريكا .
فاليتم ربما له علاقة قوية بالعبقرية الفردية ، واستنهاض قدرات خاصة عند الفرد يستطيع من خلالها رؤية الحياة بشكل آخر ، وبنظرة مغايرة للآخر . لكن التقدم بمعنى أخذ المقدمة بين الشعوب ، لا يمكن اكتسابه من غير مشروع مجدد ، فيه ابتكار . و استغلال فترة فتور حضارة معينة لأخذ مكانها .
الأم العزباء نتاج علاقة حميمية ليست مبنية على الاتزام الأسري ، فالفرد وصل إلى درجة لا يستحلي فيها أن يشترك مع الآخر في حياته ، و عندما يقع الحمل تتعرض المرأة لتغيرات هرمونية تؤثر بنسبة ما على توازنها النفسي ، وهناك تطفح غريزة الأمومة فتحافظ على طفلها ، فالأمر هنا ليس اختيار في الغالب ، بل واقع تحاول النساء التعايش معه .
رد مع الإقتباس