عرض مشاركة واحدة
قديم 02-13-2011, 11:33 PM
المشاركة 695
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
محب الدين الخطيب
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

هو محب الدين بن أبي الفتح بن عبد القادر بن صالح بن عبد الرحيم بن محمد الخطيب، أصل أسرته من بغداد من ذرية الشيخ عبد القادر الجيلاني. هاجرت أسرته إلى حماة في بلاد الشام، ونزح فرع منها إلى قرية "عذراء" وفريق إلى دمشق .
ولادته وأسرته
ولد العلامة محب الدين الخطيب في حي القيمريّة بدمشق في الشهر السابع من سنة 1303 هـ / 1886م.
والده
أبوه الشيخ أبو الفتح الخطيب من رجالات دمشق، كان أمين دار الكتب الظاهرية ، تولّى التدريس والوعظ في الجامع الاموي ، له عدّة مصنفات: "مختصر تاريخ ابن عساكر" و"مختصر تيسير الطالب"، و"شرح للعوامل".
أمّه
السيدة آسيا بنت محمد الجلاد، والدها من ملاكي الأراضي الزراعيّة بدمشق.
نشأ ته
أسرة ذات دين، وخلق، وعلم، فقد كانت أمه صالحة ذات فضل، توفيت -رحمها الله- في الفلاة بين مكة والمدينة بريح السموم، وهي راجعة من فريضة الحج في ركب المحمل الشامي، وكان محب الدين صغيراً في حجرها ساعة موتها. كفله والده ليعوضه حنان الأم، وعند رجوعه إلى دمشق من رحلة الحج ألحقه والده وهو في السابعة بمدرسة الترقي النموذجيّة، وحصل منها على شهادة إتمام المرحلة الابتدائيّة بدرجة جيد جداً، ثمّ التحق بمدرسة مكتب عنبر، وبعد سنة توفي والده.

نشأته وطلبه للعلم
رأت أسرته أن يترك المدرسة، فتركها ولازم العلماء، وكان في هذه الفترة الشيخ طاهر الجزائري مشرفاً على المكتبات والمدارس في بلاد الشام غائباً عن دمشق، فلمّا عاد -وكانت بينه وبين أبي الفتح الخطيب صلة ومودة وإخاء-، فلمّا علم بموت والد محب الدين احتواه، وعطف عليه، ووجهه نحو العلم لينهل منه، ويتضلّع من مشاربه، وغرس فيه:
1- حب قراءة التراث العربي الإسلامي.
2- بث فيه حب الدعوة إلى الله.
3- حرّضه على إيقاظ العرب ليقووا على حمل رسالة الإسلام، فهم مادة الإسلام.
ولذلك كان يقول العلامة محب الدين الخطيب: «من هذا الشيخ عرفت إسلامي وعروبتي». وسعى شيخه الجزائري ليخلف محب الدين أباه في دار الكتب الظاهريّة على أن ينوب عنه من يقوم بها حتى يبلغ سن الرشد، وفي فترة الانتظار كان:
1- ينتقي لتلميذه محب الدين الخطيب مخطوطات من تأليف شيخ الإسلام ابن تيمية وأضرابه فيكلّفه بنسخها.

وانتفع محب الدين بهذا العمل من ناحيتين:
  • توسعت ثقافته العلميّة، وترسخ في العلم وبخاصّة انتفاعه بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية ومدرسته السلفيّة، فاستفاد بذلك اطلاعاً على الإسلام المصفّى من البدع والخرافات والأوهام.
  • أشغل وقته وانتفع بأجرة النسخ.
2- وجه الشيخ الجزائري تلميذه للالتحاق مرة ثانية بمكتب عنبر.
3- أوصاه بالتردد على العلماء: أحمد النويلاتي، وجمال الدين القاسمي، ومحمد علي مسلم، حيث كانت لهم غرف في مدرسة عبد الله باشا العظم في هذه الفترة المبكرة تفتحت آفاق التفكير العلمي عند محب الدين الخطيب، وانتفع بما تلقاه في المدرسة من علوم كونيّة، وأضاف إليها مطالعاته المتواصلة في دار الكتب الظاهريّة، واطلاعه على المجلات الكبرى في عصره: المقتطف، الهلال، الضياء. في هذه الفترة كان يبث أفكار شيخه الجزائري، ويكتب المقالات العلميّة والقطع الأدبيّة التي يعربها من التركيّة، ويرسل بها إلى صحيفة ثمرات الزمان في بيروت.
رحلاته العلميّة والدعويّة
بعد أن أنهى الخطيب دراسته الثانويّة عام 1906م في بيروت، انتقل إلى عاصمة الخلافة: إسلامبول المعروفة يومئذٍ بـ«الأستانة»، وهي «القسطنطينيّة» والتحق بكليتي الآداب والحقوق. نزل هناك في حي يكثر فيه أبناء العرب وطلاب العلم، ورأى هناك أمراً عجباً: الطلاب العرب يجهلون قواعد لغتهم، وإملاءها، وآدابها، ويتكلّمون بينهم برطانة الترك، فانتخب الشيخ محب الدين الخطيب من الشباب العرب طائفة أقنعها بوجوب تعلّم لسان العرب، واتفق مع صديقه الأمير عارف الشهابي أن يقوما على تعليم هؤلاء الشباب العرب لغتهم، وبعد فترة أسسوا «جمعية النهضة العربيّة»، وكان صديقه العلامة الأستاذ محمد كرد علي يرسل إليهم الصحف بالبريد.


جهوده وجهاده وآثاره العلميّة
ضد المبشرين البروتستانت
نشر في مجلة المؤيد كثيراً من أعمال المبشرين البروتستانت نقلاً عن مجلتهم «مجلة العالم الإسلامي» الفرنسيّة، وفضح ما يراد بالمسلمين من حشر على أيديهم وعقولهم الملوثة، فكان من نتاج ذلك «الغارة على العالم الإسلامي» الذي كان له دوي في العالم الإسلامي.
ضد الصهيونيّة
كان الشيخ من أوائل العلماء الذين تنبّهوا لأخطار الصهيونيّة، وحذروا منها، وكشفوا الغطاء عن حقائقها وأسرارها، ومحاولة اليهود في الوصول إلى فلسطين عام 1844م ومطالبتهم لمحمد علي باشابفلسطين، وما كان بينهم وبين السلطان عبد الحميد سنة 1902م، ومقالاته في الفتح شاهد صدق على ذلك.
ضد المستعمر الفرنسي
كان الشيخ محب الدين الخطيب مشرف اللجان التي تشكلت لجمع المال من أجل المجاهدين الذين يستعدون لملاقاة الفرنسيين الغزاة في ميسلون قرب دمشق.
ضد المذهب الشيعى الاثنا عشرى
استطاع احد العلماء الشيعه وهوالشيخ «محمد القمي» في عام١٣٦٨هجرى الموافق ١٩٤٧ميلادى بالقدوم إلى مصر لإنشاء داراالتقريب وأصدر مجلة"رسالة الإسلام" واستأجر شقة في الزمالك حيث كان الغرض من ذلك ان يتم التواصل بين المذاهب الإسلامية المختلفه، والتعارف بينها.
كان الشيخ محب الدين الخطيب من المتعصبين ضد هذه الفكره حيث قال: «انفض المسلمون جميعاً من حول دار التخريب التي كانت تسمى دار التقريب ومضى عليها زمن طويل والرياح تصفر في غرفها الخالية تنعى من استأجرها»، ثم يذكر أنه لم يبق متعلقاً بعضويتها إلا بعض المنتفعين مادياً في ولاء انتمائهم إلى هذه الدار، وأن العلماء المخلصين من أهل السنة انكشف لهم المستور من حقيقة دين الرافضة، ودعوة التقريب التي يريدها الرافضة، فانفضوا عن الدار وعن الألاعيب التي يراد إشراكهم في تمثيلها، ثم يقول: فلم يبق موضع عجب إلا استمرار النشر الخادع في تلك المجلة ولعل القائمين يضعون لها حداً. وهذه المجلة رسالة الإسلام توقفت في 17 رمضان1392 هـ وهو العدد(60).
كذلك تم أنشاء داراً للتعريف بمذهب اهل البيت (المذهب الشيعى الجعفرى)في مصر وهي تمارس نشاطها تحت اسم جمعية أهل البيت. وقد صنف الشيخ محب الدين الخطيب كتابه : الخطوط العريضة للمذهب الإثنى عشري وقدهاجم فيه الشيعه واتهمهم بالكذب على الله وعلى رسوله وعلى كتابه وعلى آل البيت الطاهرين. ولا يزال هذا الكتاب يتم استخدامه من قبل المتطرفين والمتعصبين من الوهابيه لمهاجمة مذهب الشيعة الإثني عشرية

جهوده في نشر عقيدة اهل السنة والجماعه
  • نشر كتب شيخ الإسلام ابن تيمية.
  • دفاعه عن الصحابة ورد الشبهات عنهم ويتجلى ذلك في نشره كتاب« العواصم من القواصم» هذا الكتاب الذي حاول فيه تكذيب الروايات التي تتحدث عن ما حصل بين الصحابة من فتن وانشقاق.
  • نشره كتاب فتح الباري مع تعليقات الإمام ابن باز.
  • تواصله مع العلماء والدعاة السلفيين وتشجيعهم، ومن ذلك رسالته للشيخ الألباني كما في مقدمة «آداب الزفاف».
وفاته:
بعد ثلاث وثمانين سنة قضاها في البحث، والتحرير، والتأليف، ضد المستشرقين، والمبشرين، والشيعه، والعلمانيين توفي يوم 22 شوال سنة 1389 هـ, الموافق 30 ديسمبر من عام 1969م, بمستشفى الكاتب بالدقي في مصر بعد إجراء عمليَّة جراحيَّة, وبعد أن أمضى حياة مليئة بالعمل والنَّشاط.
آثاره العلميّة:

بعد أن ترك آثاراً عظيمة تدل على عبقريّته وموسوعيّته كما قال أنور الجندي: «وبالجملة فإنّ السيد محب الدين الخطيب وآثاره تعد رصيداً ضخماً في تراثنا العربي، وفكرنا الإسلامي، وقد أضاف إضافات بناءة، وقدم إجابات عميقة، وزوايا جديدة لمفاهيم الثقافة العربيّة وقيمها الأساسيّة»، منها:
  • توضيح الجامع الصحيح للإمام البخاري، شرح صغير.
  • الحديقة، 14 جزء، مختارات في الأدب الإسلامي في مختلف العصور وفي مختلف الموضوعات.
  • الخطوط العريضة التي قام عليها دين الشيعة الاثنى عشريّة.
  • البهائية.
  • مع الرعيل الأول، عرض وتحليل لحياة الرسول مع أصحابه.
  • حملة رسالة الإسلام الأولون.
  • رسالة الجيل المثالي.
  • من الإسلام إلى الإيمان، حقائق عن الفرقة الصوفيّة التيجانيّة.
  • اتجاه الموجات البشرية في جزيرة العرب.
  • الإسلام دعوة الحقّ والخير.
  • ذو النورين عثمان بن عفان.
  • مراسلات بينه وبين الأمير شكيب أرسلان، بلغ ألف رسالة.
  • الغارة على العالم الإسلامي - ترجمة -.
  • تاريخ مدينة الزهراء.
  • الأزهر ماضيه وحاضره.
وله تعليقات قيمة على كتب عديدة منها:
  • تعليقاته الرائعة على كتاب العواصم من القواصم لابن العربي المالكي وهي أكبر وأهم من الكتاب.
  • تعليقات على كتاب المنتقى من منهاج الاعتدال للذهبي.
  • تعليقات على مختصر التحفة الاثني عشرية للألوسي.
  • تعليقات مفيدة على كتاب الإكليل للهمداني.
وقد طبع كتاب الأدب المفرد للبخاري مع تخريج أحاديثه, وكذلك طبع فتح الباري بشرح البخاري لابن حجر مع الإشارة إلى الأبواب التي تفرقت فيها الأحاديث بالتعاون مع محمد فؤاد عبد الباقي. وما نشر كتابا إلا وكتب مقدمة علمية عن المؤلف وعن الكتاب ثم هناك مئات من المقالات التي كتبها في موضوعات شتى خلال عمره المديد في الزهراء والفتح والأزهر وغيرها من الصحف والمجلات.
وكان يجيد اللغات العربية والتركية والفارسية والفرنسية.