عرض مشاركة واحدة
قديم 05-11-2016, 01:00 PM
المشاركة 68
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شكرا استاذة ناريمان على مساعدتك لي بدفعي للكتابة حول سيرتي الذاتية.
اتصور انني سوف احصل في النهاية على رواية جميلة من نمط السيرة الذاتية ولك الفضل في ذلك، لكن بعد اعادة الكتابة واخذ ملاحظات بعض المطلعين والخبراء في المجال.
قرأت خلال الايام القليلة الماضية السيرة الذاتية لكل من فدوى طوقان ووجدتها ملخصة جميلة رشيقة وجريئة جدا تخوض في قضايا ما كنت اتوقع ان تخوض فيها انثى عاشت في مثل ذلك الزمن واظن ان هذا ما اعطاها قيمة مضافة، وروايتها تعالج اهم الاحداث في حياتها وتغطي فترة زمنية طويلة من 1917 وحتى حرب ال 67.
وبدأت اقرأ السيرة للكاتب التلحمي جبرا ابراهيم جبرا ووجدته يطيل الشرح والتفصيل ووجدت رواية فدوى طوقان اكثر رشاقة وتشويق رغم ان في تفصايل روايته شي جميل ايضا لكنني شعرت ببعض الملل وانا اقرأ ولم اكن مندفعا كما حصل معي وانا اقرأ سيرة فدوى طوقان حتى انني ككنت افضل القراءة على النوم..
ساحاول الاستفادة مما كتباه حول السيرة الذاتية في مقدمتي روايتيهما وآخذ بملاحظاتك المهمة اضفى الى التغذية الراجعة من كل من يطلع عليها لاتمكن من اخراج نسخة مكثفة ومؤثرة تعالج قضايا الالم والمعاناة على رأيك والجوانب المهمة في حياتي والاحداث الفاصلة ، اضافة الي تلك الجوانب التي تضفي على النص الجو السردي الجميل، وتجعله مشوقا مؤثرا...


س- كلنا نعرف أن أي كاتب يكتب سطراً في حياته يكون قد تعرض لأمر دفعه لذلك ولكل كاتب حافز ودافع ومسبب لكي يكتب فما هي الأمور التي تدفعك للكتابة ؟؟ وبأي موضوع تجد نفسك كاتباً ؟


-بعيدا عن النظريات التي تحاول تقديم تفسير للحافز الابداعي اتصور ان مصدر رغبتي في الكتابة له علاقة بيتمي واظن ان اليتم يتسبب في ارتفاع منسوب الطاقة الذهنية وعندما تترتفع هذه الطاقة تبدأ تتفلت وتخرج على شكل ابداع اذا ما امتلك الانسان ادوات الابداع التي لا بد ان يمتلكها من خلال التجربة والتكرار والمطالعة والتقليد بداية ثم يكتشف طريقه ليعبر عن نفسه باسلوبه الخاص ونهجه المميز.

كنت اظن بداية ان الكتابة الابداعية بحث عن الاكتمال Search for fulfillment , وهذا يعني ان شعورا بالنقص يؤدي بالانسان ان يتحرك في بحثه عن الاكتمال ويملأ النقص الذي يشعر به لكنني عدلت عن هذه الفكرة لاحقا وملت الي الاعتقاد بأن الموضوع مرتبط بنسبة الطاقة التي تتفاعال في الدماغ فكلما زادت الطاقة كلما وجدت الحاجة للتعبر الابداعي...

اما ما هي الدوافع المباشرة فاظن ان محاولاتي في مجال الكتابة الشعرية والتي صبغت بداياتي الابداعية كانت نتيجة للحظات انفعال تترجم عقليا الى منتج ابداعي...لكن في مرحلة لاحقة يبدأ الانسان وبعد ان يمتليء بالمعرفة يدفع نفسه للكتابة بصورة عقلية واعية، ولو ان العقل الباطن ما يلبث ان يتولى العمل ومتابعة عملية توليد النص الابداعي.

واميل كثيرا الى الاعتقاد بأن الابداع يحقق نوع من التوازن من خلال تفريغ المنسوب العالي للطاقة في الدماغ فيكون العمل الابداعي مثل الولادة، ويجد الانسان نفسه مرهقا بعد كل عملية ابداعية وكان طاقته نضبت ، لكن الطاقة تعود فيرتفع منسوبها من جديد وكأن في الدماغ مولد للطاقة الدماغية ويتسارع عمل هذا المولد بالاحداث المؤلمة والمأسي والمواقف الصعبة والمؤثرة فترتفع نسبة الطاقة من جديد وهكذا تصبح العملية الابداعية عملية مستمرة وتحقق نوع من الرضا والتوازن خاصة اذا ما لقيت من يرحب بها ويصفق لها...