عرض مشاركة واحدة
قديم 04-10-2016, 12:27 PM
المشاركة 64
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع...ذكريات سنوات الطفولة المبكرة...سنوات من الميلاد الي ما قبل المدرسة:

كما كان هناك في طفولتي ثلاثة نساء رائعات، على الرغم انني ظننتهن غريبات ولا تربطني فيهن صلة قرابة كباقي النساء الاخريات من خالاتي وعماتي، وكانت هذه النساء الثلاثة تغمرنني بالحب، والعطف، والحنان إذا ما حدث والتقيت بهن بمحض الصدفة، وغالبا ما كان ذلك يحدث في الطريق العام، فلم أكن اذهب الي منزلهم بهدف الزيارة او لرابط القرابة ابدا وكما كنت افعل مع خالاتي وعماتي، وهؤلاء النشوة من عائلة واحدة، ام كبيرة في السن لها هيئة الجدات، واسمها الحاجة عفيفة، وكانت متزوجة من شخص من عائلة البوزية، وابنتاها الكبرى وهي ايضا متزوجة من شخص من عائلة البوزية ام نعيم، وابنة أخرى واسمها عقول، ظلت عزباء ووحيدة بعد وفاة ابويها لفترة طويلة لتصبح، لاحقا وبعد ان فاتها قطار الزواج المثمر والمبكر، أصبحت فجأة الزوجة الثالثة لرجل عجوز طلب يدها بعد ان ماتت زوجته الثانية...لكن زواجها هذا أثمر ابنة وحيدة رغم عاديات الزمن...

ولم أكن في البدايات اعرف طبيعة ذلك الرابط القوي الذي كان يجعل تلك النسوة يندفع نحوي بكل ذلك الحنان، ويبدأن بضمي، وتقبيلي وانا طفل صغير، وكان ذلك تصرفا نادرا ومستغربا، ومحرجا بالنسبة لي، وقد ظللن على تلك العادة حتى بعد ان تجاوزت مرحلة الطفولة المبكرة، لأعرف بعد ان أصبحت اعي ما يدور حولي بان تلك المرأة الحاجة عفيفة انما هي في الواقع خالة امي... واخت جدتي من ناحية الام، والاخريات ابنتيها، وان تصرفهما كان يأتي من حبهما لأمي، ومن دافع الحنان، والشفقة على انا، ابنها اليتم الذي فقد امه وهو صغير والذي يبدو انه كان يذكرهن بأيام خوالي...

وفي وقت لاحق وخلال سنوات الطفولة المتأخرة اذكر انني زرت بيت الحاجة عفيفة بضعة مرات وكانت تلك زيارات عابرة لدقائق قليلة فقط في أيام الأعياد برفقة بعضا من اخوتي الذين كانوا يحرصون على عيادتها في مثل تلك الأيام المباركة وضمن طقوس صلة الرحم وتبادل التهاني بالعيد...

وما لبثت تلك الحاجة ان ماتت ولو انني لا اذكر متى وما ظروف موتها، وانقطعت صلتي بابنتيها، ولو انني إذا ما صادفتهما نتبادل أطراف الحديث المجامل...لكن ذلك الحنان الذي منحني إياه في طفولتي مطبوع في أعماق الذاكرة واظنه ظل طوال سنوات حياتي مصدرا من مصادر السعادة والهناء ولو انه كان في جانب منه محرجا بالنسبة لي...


يتبع،،