الموضوع: قصة *شهد العسل*
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
1536
 
عبد الرزاق مربح
من آل منابر ثقافية

عبد الرزاق مربح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
133

+التقييم
0.11

تاريخ التسجيل
Dec 2020

الاقامة
الجزائر

رقم العضوية
16529
01-03-2021, 10:54 AM
المشاركة 1
01-03-2021, 10:54 AM
المشاركة 1
افتراضي قصة *شهد العسل*
قصة *شهد العسل*

بلا رحمة، قسمت عقارب الزمن الساعة العتيقة المعلقة على جدار الغرفة إلى نصفين، معلنة تمام السادسة، موعد نهوض محمود ..كعادته يتناول فطوره و يتوجه إلى الحقل..يحدث نفسه ..الحمد لله..على الإنتاج الوفير من العنب و الموسم الناجح من هذه الكروم و الجنان الخضراء.. و فجأة يكسر الصمت صوت آت من الأرجاء..محمود..محمود..هناك من يطلبك..من؟..انه علي الحداد أتى لقضاء العطلة و عند مروره بالجوار أعجبته عناقيد العنب المتدلية من الشجيرات و أراد قطف البعض منها..

نزل من سيارته و نزلت ابنته ياه..ما ذلك التألق الذي ينبعث من وجه تلك الصهباء التي ترتدي التنورة المطرزة بألوان الفرح..يا أهلا و سهلَين و ثلاث مراحب..ما هذه الأناقة.. ما هذه الرشاقة.. ما هذه البشاشة..يا إلهي هل حقا ينتمي هذا الكائن إلى هذه الأرض التي نسير عليها.. أعتقد بأنه حصل خطأ جغرافي.. إنه حدث خرافي..إنها *شهد* ابنة الحداد.

محمود..سنأخذ عنقود عنب و نغادر فنحن في عجلة من أمرنا..
ماذا قلت؟ ..عنقود عنب فقط!..يا عم الحقل كله لك و لابنتك خذ ما شئت ولا أريد نقودك إنها هدية مني..ودعته شهد بلغة فرنسية جميلة..ميغسي مون شيغي..ياه..يا للباقة و عذب الكلام..أخذت شهد قلب محمود كان حبا من أول نظرة..

في صباح اليوم التالي توجه محمود رأسا صوب بيت الحداد..أراد أن يقطف اللؤلؤة من صدفتها قبل أن ترصدها أعين منافسة و تطير فرصة العمر من بين يديه..
يا عم أريد ابنتك زوجة لي..فورا و في الحال..

-محمود يا ولدي أنت تعجبني لنبلك و أخلاقك و عملك المتفاني ولكن كيف ترضى أن أزوج ابنتي شهد العسل بمن لا يملك شيئا؟

كيف لا أملك يا عم..و تلك الكروم المترامية الأطراف ألم ترها؟!

-إنها ملك الحاج رابح..جدك..
و لكنها ستعود لي عاجلا أم آجلا..
-لن تعود لك يا ولدي فأبوك مات قبل جدك و لن ترثه أنت بل هم أعمامك اعلم يا ابني أني لست بالطماع لكني لا أريد أن أرى ابنتي ذات يوم و هي تطرد من بيتها.
هل هذا الأمر صحيح..كيف لم أدرك الحقيقة.. كيف فاتني ذلك؟
توجه محمود إلى عمه..وجد الصدمة في انتظاره..يا محمود هل حقا كنت تطمع بأنك ستستأثر بكل الحقل لنفسك؟
تملك عنقود عنب يا سلام..بل أنت لا تملك معنا حتى حبة عنب.. أنا و أعمامك ننتظر وفاة جدك لنطردك من الحقل ومن بيت أبيك أنت و أمك..

احمرت عيون محمود من الغضب...و تمادى عمه في الشماتة به..
-ماذا أصاب عينك؟..هل هي أنفلونزا الحشرات و الطفيليات التي تصادفها أثناء عملك في الحقل!
لم يعانده و توجه إلى بيت أبيه و الألم يعتصر فؤاده..
هل اغضب من عمي أم من جدي الذي استغلني بعد موت أبي..كيف استطاع أن يخدعني.. كنت اعمل في حقله مثل الثور دون مقابل.. كنت احمله فوق كتفي إلى الطبيب ليعالج..كنت آتيه بكل ما لذ و طاب..لم اترك حديقة جميلة إلا و أخذته يتنزه فيها..

افتقد الحاج رابح حفيده و طلبه إليه..جاء محمود..لم يسلم على جده..كيف يسلم على عدوه الأكبر في الأرض..و يوم العرض..
روى محمود لجده الحكاية..علم جده كيف ان اولاده أرادوا التخلص من محمود بهذه البساطة..
جمع الرجل أولاده.. تعالوا يا بَني الم تقرؤوا قوله تعالى : ( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى° وَالْيَتَامَى° وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا ) آتوني بالكاتب حالا..اكتب ربع أملاكي من نصيب محمود و بيت أبيه كذلك..

كان جده رجلا شهما..انه الحاج رابح..زوج حفيده بشهد العسل و عاش محمود معها شهر العسل ..بل هو عمر العسل..

تحياتي..