عرض مشاركة واحدة
قديم 08-17-2017, 11:23 PM
المشاركة 4
زهرة الروسان
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
وصية
الخالة : لقد تأخر الطبيب عند والدك ... أنا قلقة جدا .
شهد: لا بأس سيكون بخير .لا تقلقي .
فداء: شهد منذ متى وانت لطيفة مع أمي هكذا ... لست على طبيعتك .
شهد: هلا كففت عن السخرية فوضعنا حرج الآن .
فداء: أمي حين ينتهي الطبيب من فحص أبي دعيه يتفقد عقل شهد فيبدو أنها نسيته على الوسادة حين نهضت صباحا .
شهد: قد نطلب منه فحص ذكائك فعلى ما يبدو أنك تزدادين حماقة كل يوم .
خرج جود مع الطبيب و قد غمر وجهه الهم ... أوصل الطبيب لباب المنزل وعاد ليجلس الى والدته يطوقها بذراعيه محاولا كتمان حزنه ... نظرت شهد إليه وقد أدركت صعوبة حال والدها، فجلست بجانبهما تربت على كتف اخيها وتمسك بيد خالتها مواسية لها .
جود :قال الطبيب أن وجوده في المشفى لن يغير الوضع، فمن الأفضل له أن يقضي أيامه الأخيرة بين أحبائه.
انهارت الأم بين يدي ولدها الذي احتضن أمه وشهد ليخفف عنهما.
فداء: أخي... ماذا بشأن جامعتك تخرجك قريب ماذا ستفعل؟
جود : أظنني سأنسى أمره هذا العام... فأبي أهم من كل شيء... سأكلم المدير و أشرح له حالنا و أنظر ماذا يقول.
الخالة: فداء، هل لك أن تطعمي أخويك الصغيرين... فقد تأخرت عن إطعامهم .
فداء: حاضر يا أمي سأطعمهم و آخذهم الى السرير . جود يبدو أن أبي يناديك .
اتجه الجميع مسرعين الى والوالد الذي راح يوصي أبنائه طالبا من الفداء احضار الطفلين التوأمين.
الوالد: فداء ... ابنتي أنت فتاة جيدة أعلم أنك كذلك... اهتمي بإخوتك فأنت الأخت الكبرى وذات القلب الطيب...شهد، صغيرتي لا أدري ما أقول... فأنت تعلمين كم أحبك... أحب أخويك كرم و بهاء كما أحببت جود وعلميهما كما علمته... أخبريهما عن والدهما كما كنت تخبرين جود عن والدتك أخبريهما أنني تمنيت لو كبرا قبل رحيلي كم حلمت برؤيتهما شابين كما رأيت جود كم اردت أخذهما في نزهات كما كنت آخذك في الماضي... هل تذكرين... حبيبتي هل تعلمين؟ لقد صرت تشبهين أمك كثيرا أراها كلما نظرت اليك... هناء، اعتني بالأطفال لأجل أحلامنا التي حلمناها معا لأجل المستقبل الذي رسمناه لهم ... أنت سيدة رائعة حقا ...
هناء: ارجوك توقف.
الوالد: كرم بهاء، لو أنكما تفهمان ما أقول لأوصيتكما وصايا لا حصر لها لكنكما لا تزالان غير مدركين... اهتما بأمكما لأجلي... هناء، خذي أبنائك و اتركي لي جود أريده بشيء بيني وبينه.
جود: هل رأيت ما حصل وأنا أكلم شهد.....
فداء: لقد تأخر جود عند أبي... ماذا يفعل كل هذا الوقت.
خرج جود من الغرفة وهو عاجز عن التعبير، جلس على الأرض وهو يتأمل أخويه الصغيرين... و دون مقدمات بكى و تبعته هناء وابنتها في لحظات من الحزن غمرت المنزل... فلم يكن للكلام داع .
مسحت شهد دموع أخيها برفق وجلست بجانبه فنظر إليها بحزن ونظرة حيرة تغمر عيناه .
شهد: ما بك حائر... ماذا قال لك أبي؟
تردد كثيرا قبل أن يجيب ، لكنه رد أخيرا.
جود: كان يحدثني عنك وعن أمي... قال أنه سعيد لأنه حصل على فرصة لتكوني ابنته ... وأخبرني... كم أنا أشبهه... حين كان... شابا... و أن من يقول أنني أشبه خالتي... هو فقط... يجامل... كما قلت انت.
شهد: عزيز، هل اقتنعت الآن؟
هز جود رأسه موافقا بتثاقل شديد وانفجر باكيا بحرقة بين يدي أخته وصوته يهز جدران المنزل كما لو عاد طفلا صغيرا يبكي ألما لا يملك سبيلا للبوح به.