عرض مشاركة واحدة
قديم 07-31-2017, 03:35 PM
المشاركة 3
زهرة الروسان
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
حلم الطفولة
مسرعا إلى غرفة شهد حمل جود ذو العشر سنوات مجموعة من القصص المصورة ... قفز إلى فراشها و راح يشد ثوبها لتحكي له ما تبقى من قصة الغموض التي بدأت بقصها عليه سابقا ... راحت تقصها عليه وهو متشوق لما يحدث... يحاول التنبؤ بالأحداث بشغف كبير و هو يتجول في الانحاء يحلل الأحداث و يقترح حلولا منطقية.
شهد: لقد أصبح أسلوبك في حل الغموض أكثر تعمقا و بدأت ترى التفاصيل الصغيرة ... أحسنت يا أخي أنا فخورة بك.
جود : هل تعتقدين أنني سأصبح محققا جيدا حين أكبر؟
-لا .
-لم لا ؟هل أنا سيء لهذه الدرجة؟
-لا ؛ لأنك محقق جيد الآن ... حين تكبر ستصبح محققا رائعا . لكن لماذا تريد أن تصبح محققا ؟
- ممممم أولا لأن المحققين رائعون و حياتهم مملوءة بالإثارة ،ثم إنني أشعر أن هناك غموضا يلف حياتنا بالكامل ... ولن أتمكن من حله بقدراتي هذه.
-أي غموض هذا؟؟
-كل شيء ، خلافك الدائم مع فداء و مع خالتي ... اصرارك على مناداتها أمي وليس خالتي مع أنك لا تفعلين ...أبي ،الذي لا أشبهه بأي شكل من الأشكال... كل تلك الأمور غامضة جدا .
-ألم أجبك عن كل تلك التساؤلات سابقا؟
-لا ... قلت لي أنت تتوهم و حسب . لكني لا أتوهم .
-خلافي مع فداء هو شيء خاص بالفتيات لا شأن لك به ... خالتك أرضعتك لذا أصبحت والدتك لكنها لم ترضعني فقد كنت كبيرة لذا هي ليست أمي هذا كل شيء .
-مجرد كلام ... وأبي؟
-أنت تشبهه جدا ... أنت تحمل ملامحه .
-أجل تماما اخدعي هذا الطفل الصغير.
-أنت تعترف أنك طفل، سأسجل هذا للمستقبل... يا فتى لم أنت عابس ؟!
-لقد كنت أسير مرة مع خالتي في السوق حين قابنا أحدى السيدات ... أخبرتها خالتي بأنني ولدها بعد أن ذكرت لها السيدة مدى الشبه الكبير بيننا ... لم أنا أشبه خالتي التي لم تلدني ولا تربطني بها صلة دم ،بينما لا أشبه والدي الذي أنا أبنه من دمه؟
-غدا ستأتي مجموعة سيدات لزيارة خالتي ،هن لم يزرنها من قبل ولا يعلمن بشأن زواجها من أبيك ... سأثبت لك أن هذه الأمور مجرد مجاملات، لن يقول أحد لسيدة أن ابنها لا يشبهها .
-أختي أخبريني ... هل أستطيع تحقيق حلمي ؟ أعني قد أكون أحلم بشيء مستحيل .
-طبعا تستطيع ... المهم أن تثق بنفسك وأن تتوكل على الله ...لما تقول كلام كهذا لا شيء مستحيل.
-ماذا كان حلمك حين كنت صغيرة ؟
-كنت أحلم بأن أكون كاتبة معروفة و مميزة .
-لكنك لم تفعلي .
-أنا أسعى لذلك لازلت في العشرين من عمري لم اصبح عجوزا على تحقيق أحلامي .
-هل تعتقدين أن فداء لديها حلم ؟
-أجل أخبرتني به يوما محاولة التقرب مني.
وقفت شهد وهي تجمع كفيها و تنظر الى الأرض كأنها فتاة مسكينة كما تفعل فداء و حاولت تقليد صوتها بسخرية : لطالما حلمت أنني شخصية سندريلا و حلمت بأمير على فرس أبيض يأخذني بعيدا عن هذا العالم المؤلم أعيش معه بسعادة بعيدا جدا ... تمني لي أن يتحقق هذا الحلم ... عندها سأترك لك المنزل فعلى الرغم من كونكم عائلتي ألا أنني لا أشعر بحبكم لي خاصة أنت .
-المسكينة.
-أجل مسكينة تظن أن هناك أحدا في العالم سيقبل بفتاة مخادعة .
-لم أقصد هذا ... و هي ليست مخادعة .
-لا أحد يعرفها مثلي أبدا ... دعك من هذا الآن.
-هل سندريلا هي حلم كل الفتيات ؟ أعني ألم تتمني أن تكوني سندريلا ؟
-طبعا لا ... أنا يا جود لست كسندريلا أبدا ... أنا لست لطيفة، لست طيبة القلب ،ولا أسامح أبدا أبدا .
-أنت مخيفة جدا ،أنت كالساحرة الشريرة.
راحت تداعبه وهو يتضاحك بصوت عال ملأ أرجاء المنزل حتى تجمع الأهل على صوتهما وقد شعر الوالد بسرور كبير فقد رأى صغيرته كبرت وقد عادت لها ابتسامتها الجميلة. قفد أقلقه سكونها المريب و امتناعها عن اخراج مشاعرها و إلحاح زوجته عليه بضرورة عرض حالتها على طبيب نفسي .
وفي صباح اليوم التالي، استعدت شهد لمقابلة الضيوف بعد أن اتفقت مع جود على التظاهر بأنهما أبناء زوجة والدهما. وصلت سيدتان أنيقتان إلى المنزل كن صديقات السيدة منذ ايام المدرسة وكن لم يراسلنها إلا قليلا .خرج الوالد من المنزل بينما جلس الضيوف الى السيدة يسألن عن حالها بعد كل تلك السنين.
آمال: هناء عزيزتي عرفينا على أسرتك .
مها :أجل أنا متشوقة لرؤية ابنائك.
دخلت شهد وجود أولا كما خططا فقالت آمال: هل هذه ابنتك المتبناة...إنها جميلة جدا.
ارتعشت الخالة قبل الإجابة ثم ردت بتلعثم : ليس تماما في الواقع...
قاطعتها شهد قائلة :لا أنا ابنتها فداء وهذا أخي جود .
مها :حقا ... كم تشبهينها. هناء، أنت لم تخبرينا أنك أنجبت طفلة.
آمال: أذكر أن آخر ما وصلني أنك تزوجت رجلا لديه طفلة وأنك حبلى بمولود من زوجك الجديد... لكن هذا لا يشبه ما قلته.
هناء: ما قلته صحيح لكن أمورا كثيرة حدثت بعد ذلك سأخبركم به لاحقا .
دخلت فداء الغرفة لتقدم العصير فقالت مها: إذن أنت المتبناة ...هي لطيفة جدا .
آمال : لكن المتبناة تبدو أكثر سمرة .
مها: أجل تماما و ابنتك الحقيقية تفوقها طولا.
هناء : عذرا هل من الممكن التوقف عن قول كلمة متبناة . شهد فداء، خذا جود وعودا الى غرفكما .
خرجت فداء بهدوء فردت شهد: حاضر يا...أمي.
التفتت الى السيدتين وقالت :لا بأس فشهد حساسة بشأن التبني.
مها : أظنها تشبه سندريلا فهي لم تنطق بكلة منذ ان دخلت و كأنها مهضومة الحق ،هناء أنت لا تعذبينها كخالة سندريلا صحيح .
هناء : هاذا يكفي .شهد عودي الى غرفتك.
شهد :حاضرة...أمي ... هل تريدين مني شيء ...أمي .
هناء :هلا توقفت عن قول أمي في كل جملة.
شهد :حاضر أمي مع أنني أظنك تحبين سماعها .
خرجت شهد لتتحدث الى جود... اعتذرت الخالة عما بدر من شهد وشرحت للسيدتين حقيقة الأمر. بعد أن أخبرتها شهد عن سبب تصرفها بهذا الشكل أمام الضيوف ... وأن ما حصل هو لإقناع جود بحقيقة الشبه بينه وبين خالته.