عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
17

المشاهدات
6156
 
زهرة الروسان
من آل منابر ثقافية

زهرة الروسان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
146

+التقييم
0.05

تاريخ التسجيل
Nov 2015

الاقامة
الأردن

رقم العضوية
14295
07-31-2017, 03:27 PM
المشاركة 1
07-31-2017, 03:27 PM
المشاركة 1
افتراضي روايتي الاولى - ليست كسندريلا - تابع لمسابقة الراوية
بسم الله الرحمن الرحيم

أول رواية أكتبها كاملة واقتنع بها... أرجو أن تكون في مستوى النشر
مؤكد تحتوي أخطاء مطبعية وغير مطبعية لم أنتبه لها فأرجوكم ساعدوني في تصحيحها.
بسم الله
ليست كسندريلا

عاشت شهد سعيدة في كنف والديها ، فوالدها مع كونه لم يكن والدها الحقيقي الا أنه أحبها كوالد حقيقي ، كان يأخذها معه الى عمله ويخرجها في نزهات كثيرة ...عرفت بحدة الذكاء من صغرها فلم تواجه صعوبات في النطق والمشي وغير ذلك حتى انها احبت العاب التركيب و تفوقت على من هم في مثل سنها... كانت تعاقب من يغضبها من موظفي والدها و أحيانا تعاقب والدها بإخفاء أوراق عمله المهمة...كبرت بسعادة غامرة فهي صغيرة أمها و مدللة أبيها، تحصل على ما تريد إذا ما لاحت الدموع في عينيها الواسعتين الجميلتين ...فوالدها لا يقاوم دموعها ووالدتها سخية الدمع تباشر الهطول إذا ما اشتد بكاء احد ما حتى لو كان طفلا صغيرا ...طفلا كشهد تدرك نقطة ضعف والديها وتجيد الاستفادة منها ،هذا ما جعل حياتها حلما لا تريد الصحوة منه .لكن ذلك لم يستمر طويلا ، حلمها الذهبي انقلب كابوس مريرا... فوالدتها كانت سيدة ولودا، ومع ذلك لم تحظ شهد بأي أخوة؛ فكلما أنجبت الأم طفلا ، فارق الحياة بعد ساعات من ولادته. استمر الوضع كذلك الى أن بلغت شهد العاشرة من عمرها … كان يوما صيفيا شديد الحرارة حين أنجبت والدة شهد طفلا صغيرا لم تتضح ملامحه؛ فقد كان لا يزال كومة من اللحم الأحمر… خافت الأم من أن يموت الصغير بين يديها كما كان يحدث في كل مرة؛ فآثرت النوم حتى لا ترى الطفل الميت على أمل أن يأخذوه إن فارق الحياة قبل أن تستفيق.
بعد مدة من الزمن استيقظت على صوت بكاء الطفل، نظرت إليه ودموعها منسابة على وجهها الضعيف تحمد الله لكونه لايزال حيا. نهضت لتحمله فشعرت بضعف شديد في جسدها فهي بالكاد تستطيع النهوض، التفتت جانبا لترى صغيرتها تمسك بذراعها وهي نائمة بعمق، حملت الأم الطفل و أرضعته حتى استسلم للنوم فقد لا تتمكن من إرضاعه لاحقا لأنها شعرت بأن أجلها قد اقترب... وضعته بجانبها و خلدت الى النوم… نوم لا يقظة بعده.
أعلم الأطباء الزوج بوفاة زوجته فسارع لإبعاد ابنته خوفا على مشاعرها. شعر الأب بحجم الكارثة التي حلت به بعد فقدان زوجته، تلك لم تكن المأساة الوحيدة ذلك اليوم … ففي الغرفة المجاورة كانت هناك سيدة فقدت صغيرها الذي كان قد ولد قبل ساعات... مرت ساعات والوالد منشغل بإعلام العائلة بمصابه... يضم صغيرته حينا و يحمل المولود أحيانا أخرى ...كان لا بد للمولود أن يجوع فراح يبكي ليملأ أرجاء المشفى معلنا نهاية الحلم السعيد و بداية آلام يمكن للقاصي و الداني التنبؤ بها . راح الوالد بفكر بحل لذلك ، فاقترح عليه الطبيب أخذ الطفل لتلك السيدة التي فقدت طفلها؛ فمن الضروري لكل من الطفل والأم إرضاع الصغير بشكل طبيعي دون اللجوء إلى الحليب المخصص للرضع، غير أن تلك الأم ثكلى وتحتاج لطفل و هذا الطفل بحاجة الى أم ترعاه... فكر الأب مليا فذلك لن يكون بالأمر البسيط لكنه وافق أخيرا فربما لن يجد حلا أفضل . ذهب الى تلك السيدة برفقة الطبيب لمواساتها بصغيرها . وجدها شابة في ذروة شبابها وبجانبها فتاة في الخامس عشرة من عمرها تبدو غير مدركة بطبيعة حال أمها . استأذن الوالد وشرح للسيدة ظروفه ،وطلب منها إرضاع طفله الذي لم يكف عن البكاء .
وافقة السيدة وارضعت الطفل كما لو كان طفلها، مما أثار ذلك مواجع الوالد حين أدرك أنه قد زاد ألمها فرؤية السعادة التي تعلو وجهها لم يكن بالأمر الصعب و التنبؤ بصعوبة ابعاد الصغير عنها يدركها كل من يراها ، غير أن الفتاة راحت تداعب يدا الطفل بسعادة وتنظر إلى الرجل كما لوانها تستدر عطفه . بدا الأمر و كأنه معضلة ؛ فقلبه المكسور لا ينقصه ألم ، ومجرد التفكير بما قد يحدث عند أخذ الصغير يثقل كاهله ويزيد همه لأنه لن يكون قد هون على السيدة بل سيرى نفسه رجلا جاحدا أنانيا لا تهمه مشاعر الآخرين ... اسود وجه الرجل من شدة الهم الذي حمله وراح يحتضن ابنته بشدة محاولا منع دموعه من الجريان ؛ فكونه رجلا لا يعطيه الحق بالبكاء أمام المجتمع الذي سيصفه بالضعف و الهوان وأمام الطفلة التي تحتاج لمن يقوي عزمها ويشد أزرها في مصابها ... فقلقه على الفتاة هم آخر؛ فهي و على الرغم من إدراكها التام بفقدان والدتها و ما يترتب على هذا الأمر من تبعات إلا أنها لم تذرف ولا حتى دمعة واحدة بل راحت تطبطب على كتف والدها لتقليل حزنه ... شعرت احدا الممرضات بما يمر به الرجل من معاناة فتوجهت نحوه لتعطيه الحل الأمثل ، فقد أخبرته أن تلك الثكلى هي أيضا أرملة منذ خمسة أشهر ؛ وبولادتها هذه تكون عدتها قد انتهت ويمكنه التقدم لخطبتها لتكون أما لأطفاله. فكر الرجل كثيرا فالأمر صعب ؛ فزوجته قد توفيت توا حتى أنه لم يدفنها بعد ، لكن أطفاله بحاجة لأم ترعاهم … غير أن ذلك سيكون صعبا عليه وعلى شهد ، التي كانت متعلقة بوالدتها وسيصعب عليها تقبل الأمر بالرغم من صغر سنها ، فهي فتاة ذكية تدرك كل ما بدور حولها .وبعد تعمق في التفكير و استشارة أهله و أهل زوجته التي تتكون من والدتها العجوز وخاليها اللذان يظهران في خلفيات المناسبات الخاصة جدا ، وافق بشرط رضاها التام وتزوجا بعد شهرين من ذلك اليوم يربي ابنتها وهي تربي ولديه و بذلك التأم جرحها العميق بتربية طفلين كما لو أنهما أطفالها .