الموضوع: الفلسفة
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-26-2017, 11:22 PM
المشاركة 2
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله

هل الفلسفة مذهب أم الفلسفة أسلوب تفكير ، لا أعتقد أن الفلسفة تسعى إلى إعتماد و فرض رؤية و إلا لما كانت فلسفة ، الفلسفة باختصار شديد هي رؤية إنسانية بكل معاني الكلمة ، أي رؤية الإنسان للعالم أو حتى لظاهرة معينة ، خذ مثلا الغزالي أوتي من العلم الكثير و ما منعه ذلك من دخول تجربته الذاتية ، إنه نوع من التفلسف ، حتى و هو لا يريد أن يكون متفلسفا ، وأشاد بالمنطق و لو أنه ليس عقلانيا ، و لنأخذ بدلا عنه ابن رشد ، ذي النزعة العقلانية ، لم يجد حرجا أن يتبنى المدرسة الأرسطية و هو أيضا له باع في الدين والقضاء و ما وجد في الفلسفة كأسلوب تفكير ما يحرج و ما يضر .

ليس عيبا أن تكون هناك تعدّدية في القراءة ، و كلّ يقرأ الحدث و الشيء من زاوية معينة كلّ هذا يساعد على الفهم أكثر ، و يوسع من مدارك الفرد و أنماط معالجته للحدث واتخاذ الموقف ، هل هناك دائما حل واحد لكل القضايا ، تعلمك الفلسفة أن الطرق إلى بلوغ الهدف متعددة ، وكل يختار التي تناسب قدراته وسأعطيك بعض الأمثلة التبسيطية .

خذ مثلا نظرية المعرفة ، التي مهّدت لظهور علوم التربية الغربية التي بدورها وضعت قوانين التعلم والمعرفة ، فهذا التعدد الذي تشير إليه على أنه مهلكة هو الذي أنتج تعدد البيداغوجيات وتعدد المدارس التربوية التي بدورها تقدم مقترحات تساعد على عقلنة الفعل التربوي أو على الأقل التعلمي .

وهذه التعددية هي التي أنتجت تعدد الذكاءات ، و وضعت طرائق لمعالجة الفروق الفردية ، كل هذا ناجم عن رؤى فلسفية و حتى إن كانت النظريات الفلسفية لا تقدم الحلول الجزئية فهي على الأقل تقوم بنقد هذه العلوم فيتم الحديث عن فلسفة التاريخ و فلسفة التربية و فلسفة اللّغة . وكل نظرية نقدية تبحث عن موطن الضعف والخلل في سابقتها وتحاول إعطاء نماذج حلول هذا ما يتيح التقدم وتدارك مواطن النقص .

من السهل أن تنتقد الفلسفة كنسق معرفي واعتبار اجتهاد معين أيديولوجية أو مذهب ، لكن يظل التفكير الفلسفي له أهمّيته على الدّوام .

شكرا على الموضوع