عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
9

المشاهدات
3780
 
غادة قويدر
أديـبة وشـاعرة سـوريـة

اوسمتي


غادة قويدر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
733

+التقييم
0.14

تاريخ التسجيل
May 2010

الاقامة
Syria

رقم العضوية
9194
10-31-2011, 03:05 AM
المشاركة 1
10-31-2011, 03:05 AM
المشاركة 1
افتراضي ضوضاء عند حاجز التفتيش
ضوضاءٌ عندَ حاجز التفتيشِ
هنا زحامُ الشوقِ يكسر ُ انبهار المسافة
ويعدو طفلكَ الصغيرُ خلفَ قضبانِ مخيلتي
يثورُ بكلِّ مجالاتي
يحمِّلُ قلبي المتآكلِ وزرَ الأشياءِ
وتتبلورُ بنا حمى وصدى لهاثْ
ودفءُ صوتكَ يجرجرُ صمتي
ها هو وجهكَ المستديرُ كأوجاعي
يصيدُ كبرياءَ الغيمِ في شفتي
وتبخسني ظنوني
إلا من مطرٍ يأوي هربا من عطشِ عيوني
وتتسربلُ بالشوقِ لهفتي
تسكنني رعشةٌ هادئة
فأناديكَ بأعلى همسي
وأذوّبُ كل متاهاتِ الجدالِ
وتتحولُ قصائدي زفرةً تتقوسُ بعمقٍ
ونبالٌ تتراشقني
وعبقُ النرجسُ يخطفني بعيدا
وبعيدا يستباحُ أفقي المهاجرِ إليكَ
دهشةً
وتغازلني نسماتٌ من قريتي
تحملُ رائحة الخبزِ والطيبةِ
والعرقِ المتساقطِ على وجناتٍ حمرٍ
وتنورٌ مسافرُ الزوايا والعجينُ
يحتفظُ بكلّ الهمسِ وبأصابعِ أمي
وبكل الضحكاتِ والسواليف الحائرة
يخزّنها على دفاترِ الصباحِ
ويسافرُ البوحُ ممشوقًا كالنخيلِ
حيثُ يستطيلُ الحزنُ بي
كغيمةٍ رقطاءَ يبددني
وتلتحفني عيون المارةِ كضبابٍ
يسوّرَني ويسوّرني
لأنتهي بينَ يديكَ كقطرةِ نبيذٍ ظامئة
فيا شفاه تشردي في دفء أناقتي
وتجمّلي باللامبالاة يا عباءتي
فهنا في جناتِ الأمصارِ تُغتالُ فراشاتُ الربيعِ
وهنا على حواجز التفتيشِ تنبشُ الأسرارُ
وتلفحُ الشمسُ الوجوهَ
وتتغيرُ معالمُ النهارِ
هنا ضوضاءٌ وافتراءٌ
وهنا تُجبرُ الغيوم على الإمطار ِ
وهنا تشهدُ الأصابعُ على أخواتها
وان عَصَتْ تُقطعُ في وضحِ النهارِ

* * * *


ياسمين الشام