عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-2012, 02:48 PM
المشاركة 786
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
حسن حميد …. أصبح الأدباء الفلسطينيون أيتاماً..!

عندما تتحدث عن فلسطين كأنك تحمل عارك معك» بهذه العبارة الدامية حتى النزيف والعارية حتى الحقيقة والموجعة حتى الألم، والمتزامنة أيضاً مع «الربيع العربي» يصف القاص والروائي الفلسطيني د. حسن حميد حال الكتاب والمثقفين الفلسطينيين حيث «أصبح الأدباء الفلسطينيون أيتاماً» ولا أحد يلتفت إلى نتاجاتهم وإن حدث فعلى «خجل واستحياء» وعليه- يعقب د. حميد- فإن تجد أدباء وكتاباً فلسطينيين مستمرون في الكتابة فهذا يسجل لهم لأن الوضع اليوم وصل إلى «المرمطة» وإلى درجة «الخراب».
تلقف.. و«ريحة فلسطين»!!

كلام صاحب «دوي الموتى» الذي يتداخل فيه «الثقافي» مع «السياسي» جاء ضمن حديث مفتوح عن الأدب الفلسطيني دعت إليه جمعية نادي الإحياء العربي بدمشق وفيه أكد صاحب «تعالي نطيّر أوراق الخريف» أن الكثير من دور النشر التي أُسست في لبنان مثلاً بعد «أيلول الأسود» أسست بسبب القضية الفلسطينية وكان هناك من يتلقف النص الفلسطيني حتى للصغار – مقابل أموال- وتدفع به إلى النشر والترجمة وكانت الصحف والدوريات العربية لا تخلو من الموضوع الفلسطيني الذي كان يعد «رتبة عالية» في مجمل الحراك الثقافي ليبدأ التراجع في مرحلة ما بعد الـ82، وما بعد «الطفرة النفطية» حتى وصل الأمر بالصحف العربية الممولة خليجياً أو «الصحف المهاجرة» أنها «إذا شمت ريحة فلسطين في رواية مثلاً لا تكتب عنها سطرين» ويتساءل صاحب «السواد» ماذا فعلت تلك الصحف للقضية الفلسطينية؟! هي فقط «ترجّع الفلسطيني إلى الوراء» غامزاً من قناة تلك الصحف بالإشارة إلى أنها تفعل ذلك «ربما من باب اعرف عدوك»!!

عشب.. جفاف.. «طبطبة» و«خرمشة»

د. حميد الكاتب الفلسطيني صاحب «قرنفل أحمر.. لأجلها» الذي يعرف نفسه بأنه من بلاد «ترابها تبر وحجرها كحل وماؤها عسل ونساؤها أقمار» يؤكد في الحديث عن «الارتباط بالأرض» أو عن الأدباء والشعراء أنه ما من أحد من العرب فعل للفلسطينيين ما فعلته سورية فالسوري «يعتبر فلسطين حقه الشخصي» ويندر أن تجد فناناً أو كاتباً سورياً إلا و«مرّ» بفلسطين حتى العشاق في الطرق والحدائق العامة فإن فلسطين «تمر بهم» كذلك فإن العشب في فلسطين «يهتز» عندما يشعر أن «جفافاً» يطول بقعة في الجولان أو في الجزيرة أو في أي بقعة سورية، مشيراً إلى أن عرباً كثراً «طبطبت» سورية على أكتافهم حتى «عرضت» ولحاهم «طالت» وكذلك أظفارهم فبدؤوا في «الخرمشة» مضيفاً إن كثيراً ممن «شربوا من مية الشام وأكلوا من خبزها أداروا لها ظهورهم».

«مناددة» و«نهوض»

ويلفت صاحب «مدينة الله» إلى أنه عندما يتحدث عن فلسطين فإنه لا يقصد الحدود «السايكسبيكية» إنما فلسطين «مملكة البر والبحر» فلسطين الشام والعروبة والمدونات والكتابات والأديرة والتكايا والزوايا والجوامع وهنا فإن العقل الفلسطيني كان في حالة «مناددة» و«عصف» مع العقل الشامي والعقل المصري حيث يمكن الحديث على صعيد الحراك والأدب الفلسطيني والثقافة مثلما يمكن الحديث عن هذا الحراك في سورية والعراق ومصر حيث قام نهوض الأدب على ركائز ثلاث: الصحف والمجلات التي كانت تغلي حتى في البلدات، والأحزاب نشوءاً وحراكاً، والحضور اللساني حيث تعددت الألسنة لأسباب وجود الكنيسة الشرقية «الروسية» فنهضت الترجمات من الأدب الروسي (بوشكين، تولستوي، تشيخوف، غوغول، دستويفسكي) وخاصة أيضاً عندما بدأ الحزب السوري الشيوعي بالتحالف مع اللبناني بالسهر على مثل هذه الترجمات.

«ارتجافة».. «جارحة»

ويرى صاحب «بنات جسر يعقوب» أنه لا يصح الاجتزاء لتاريخ الأدب الفلسطيني بالنظر إلى عام 48 ذلك أن الأدب الفلسطيني موجود منذ ثلاثمئة عام وهناك أعلام فلسطينيون كبار في الأدب العربي معتبراً أن الـ48 «ارتجافة» داخل المجتمع لذلك ظهر فيما بعد كتابات عاطفية وأخرى تتحدث عن الهامشي والخيم والمعاشات بمعنى – يوضح حميد- أن الأدب الفلسطيني ليس مربوطاً بكفاح مسلح أو أيلول الأسود أو اجتياح 82 هذه تواريخ فاصلة وجارحة وأن الروح الوطنية تفرض نفسها على الأدب.

تهميش.. تقزيم وإقصاء

ويصف صاحب «أنين القصب» الحالة الفلسطينية بـ«المأزومة» وأن «الجميع بات في جزر معزولة وكل راض بهزيمته»!! إذ لا تجد أنواعاً من «التواصل» أو «المشتركات» بين الأدباء والكتاب سواء أكان في «المهجر» أم حتى على صعيد «الأردن» لافتاً إلى أن هناك «حراسة مشددة على الثقافة» إلى جانب «التهميش» و«الإقصاء» و«التقزيم» ذلك أن أسماء كبيرة في الأدب الفلسطيني لها علاقة بـ«القيمة الإبداعية» ولها وجوه في «النضال وأهمية الحضور» إلا أن نتاجها أقصي وهُمش. ويورد د. حميد الأمثلة: محمد علي طه، أحمد حسين، محمد نفاع، جمال حمدان وغيرهم عشرات الأسماء لا أحد يسمع بها.

جوائز.. محفوظ.. وصيحات الأمهات!

وفي إطار الإهمال الذي يلاقيه الفلسطينيون في جوانب كبيرة من حيواتهم في العقود الأخيرة يقول صاحب «كائنات الوحشة»: إن «أبو نوبل محفوظ لم يكتب حرفاً عن فلسطين وأخذ نوبل في وقت تصل إلى مسامعه صيحات الأمهات الفلسطينيات الثكالى» وحتى جائزة نجيب محفوظ للرواية بات اليوم يُطبَّل ويزمَّر لها بعدما صارت تابعة للجامعة الأميركية مشيراً في هذا الإطار أيضاً إلى «بوكر العربية» ويطالب صاحب «طار الحمام» بأن يكون لبلاد الشام جوائزها الخاصة وإذا كانت «بوكر» بـ50 ألف دولار فلنعمد نحن جائزة بـ50 ألف دولار ونص لافتاً إلى ضرورة أن نوجد آلياتنا بأيدينا ونتعلم الاحتراف بحب الوطن بكل شيء حتى في «شرب القهوة».

بأس.. خزي «عربدة وأفاع»!!

على صعيد تداخل «السياسي» بـ«الثقافي» أو «السياسي» والحالة الفلسطينية عامة فإن د. حميد يقول «إن السياسي يمتلك المال والقرار وبينك وبينه صحراء تعج بالعطشى والأفاعي» كإشارة هنا إلى حالة الشروخات الكبيرة والمأزومة على الصعيد الفلسطيني لدرجة أنك كفلسطيني «ترى سياسياً فلسطينياً يعربد لدرجة تشعرك بالخجل» لافتاً هنا إلى أن السياسيين لن يذكروا وأن الأيدي سوف ترتجف عندما تذكر أسماءهم عندما يتعلق الحديث على مستوى فلسطين مشيراً أيضاً إلى وضع المخيمات التي تعاني على الأصعدة كافة لدرجة الخزي.

ويختم د. حسن حميد صاحب «مطر وأحزان وفراش ملون» بالتأكيد أن «المآلات» ستبقى «لأن حراس الثقافة الفلسطينية أصحاب عصب وحضور وبأس لا يستسلمون وهم ورثة المسيح».

حراس الثقافة لا يستسلمون

أبو «نوبل» محفوظ لم يكتب حرفاً عن فلسطين

لم يقدم أحد لفلسطين ما قدمته سورية

صحف عربية إذا شمت «ريحة» فلسطين في رواية تتجاهلها