الموضوع: الأدب الإفريقي
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-17-2011, 11:02 PM
المشاركة 12
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي






الفن الإفريقي البدائي في إفريقية الجنوبية وإفريقية الشرقية



زامبيا Zambie وزمبابوي Zimbabwé:

كان في المنطقتين المسماتين اليوم زامبيا وزمبابوي امبراطورية واسعة عرف حاكمها باسم أو لقب مونوموتابا Monomotapa، وقد علم مرافقو فاسكو دا غاما Vasco Da Gama بوجودها عام 1498، وأقام البرتغاليون علاقات معها منذ القرن السادس عشر، ولكن هذه الامبراطورية ضعفت ثم زالت في القرن السادس عشر.


فقد ذكر الرحالة البرتغالي باربوسا Barbosa عام 1517 أن الزعيم مونوموتابا سيّد بلاد واسعة تمتد كثيراً في الداخل، حتى رأس الرجاء الصالح (بحسب تعبير جان لود).
وكان اسم مونوموتابا يفيد معنى سيد المناجم. وكانت هذه المنطقة قبل مجيء البرتغاليين غنية بالحديد والذهب والنحاس، وكانت هذه الثروة المعدنية ملك الملك.


ويعدّ مابونغوبوي Mapoungouboué أحد أقدم مواقعها وأهمها، اكتشفت فيه عام 1933ـ 1935 قبور تحوي صفائح ذهبية محززة بدقة وأساور وخرزات، وذخائر غيرها نسبت إلى الفينيقيين أو العرب أو إلى أسطورة أوفير Ophir.

ولكن الفرضية المعاصرة تذكر أهمية استخدام الحديد والزراعة في الألف الأول قبل الميلاد بعد انتقالهما من النوبة بوساطة أجداد «البانتو». وقد اختلطت جماعات «البانتو» القدماء وتصاهرت مع سكان المنطقة، وشيد أحفادهم زمبابوي الكبيرة وأبراجها المنيعة، ودفن زعماؤهم وأبطالهم في تلال مابونغوبوي. وبفضل الشاطئ الشرقي الإفريقي انفتحت البلاد على الشرق وتجارته، مما يفسر وجود النقود العربية والخرز الهندي والخزف الصيني الذي يعود إلى القرن الحادي عشر حتى القرن الثالث عشر.



ومن أهم الآثار:

ـ منحوتة زمبابوي الكبيرة ذات الشكل الإهليلجي المتميزة بعمارتها وجدرانها التي يبلغ ارتفاعها ثلاثين متراً وأحجارها الضخمة المتشابكة من دون إسمنت أو ملاط، وعلى الواجهة شارة كبيرة فسرها ديغوس De Goes وديباروس De Barros بأنها كتابة.

ـ تمثال النسر الصياد.

ـ تمثال شخص واقف وعلى ظهره خطوط شاقولية عريضة وعميقة.

ـ أقنعة متنوعة.

ـ أوان حجرية مزينة بوحدات زخرفية هندسية وحيوانية.




تنزانيا (تانغانيقة Tanganiqa وزنجبار Zanzibar):

إن اكتشاف «إنسان تانغانيقة» دل على قدم استقرار الإنسان في هذه المنطقة المهمة من إفريقيا الشرقية. وقد توارثت الأجيال المتعاقبة التقاليد الفنية والخبرات المهنية التي ساعدت الفنانين في إبداع روائع مختلفة، متأثرة بحضارة نوك وبنين.


يضاف إلى ذلك المنحوتات الخشبية الصغيرة التي تمثل الأجداد. وهناك رسوم جدارية مختلفة تمثل موضوعات من الحياة اليومية بينها مروضو الأفاعي والثعابين، تبدو فيها أشكال آدمية ونماذج رمزية، وتلاحظ في الجنوب حضارة راقية تعتمد على فنون الرسم بالخرز وأعمال مختلفة من الحديد والفخار والريش والجلد والقش.




3ـ معنى الفن الإفريقي البدائي وخصائصه المشتركة


الفن الإفريقي البدائي هو ثمرة المواهب الإنسانية الإفريقية منذ أقدم العصور، وقد كان هدفه تلبية متطلبات المجتمع الإفريقي، وتوارثته الأجيال المتعاقبة فأسهمت في إغنائه فكرياً وتشكيلياً بعفوية وصدق وذكاء الأمر الذي منحه خصائص متميزة جعلته أحد الفنون العالمية، وله تأثيره الجمالي الخاص، ويقدّره كل من يتمتع بحس حضاري.


أما أهم خصائصه المشتركة فهي:

ـ قدم هذا الفن واستمرار إبداعه عبر العصور.

ـ تمسك الفنان الإفريقي بالتقاليد الفنية والتزامه تلبية متطلبات مجتمعه المختلفة.

ـ حسن إفادة الفنان الإفريقي من المواد الأولية المتوافرة في بيئته كالغضار والخشب والمعادن والأحجار والعاج وغيرها.

ـ حسن تقدير المجتمع الإفريقي للفنان ومواهبه وإبداعه.

ـ الاهتمام بالأقنعة مع تنوعها وبالتماثيل وموضوعاتها المنسجمة مع الفكر الإفريقي وشروط البيئة.

ـ تفوق الفنان الإفريقي في ميادين فن النحت الخشبي والرقص والغناء والزخارف المتميزة بالمفردات الرمزية والإيحاءات الذكية.

ـ صدق الفن الإفريقي وعفويته وبساطته وأصالته وبراءته ولغته الجمالية وتأثيراته الروحية.

ـ عدم تفريق الفن الإفريقي البدائي بين الفنون الجميلة والفنون التطبيقية، وعدم اهتمامه بالمنظور والنسب التشريحية والتفاصيل.

ـ زهد الفنان الإفريقي في تخليد اسمه الشخصي.

ـ نجاح الفنان الإفريقي في إبداع روائع فنية بأدوات بسيطة من صنعه.

ـ إسهام المرأة الإفريقية في الإبداع وخاصة في ميادين الفخار والنسيج وغيرها.

ـ الفن الإفريقي هو مرآة المجتمع الإفريقي في مزاياه الخلقية ونظرته الفلسفية ومعاناته اليومية.

ـ يبدو الفن الإفريقي رحلة في آفاق الفكر والبحث عن الحقيقة الإيقاعية في هذا الكون الغامض والصاخب.

ـ في الفن الإفريقي تعبير عن وحدة الكون والصلات بين الكائنات، وتقدير ذكريات الأجداد ينابيع حكمة وقوة معنوية.

ـ في الفن الإفريقي تقدير للأرض والشجرة، وتعبير عن مخاوف الإنسان وتطلعاته.

ـ يعبر الفن الإفريقي عن الرغبة في إرضاء العالم العلوي بالفن الذي يعدّ من وحي الخالق.

ـ يعبر الفن الإفريقي عن فضيلة العمل والاعتزاز الوطني والرغبة في الاستمرار الحضاري.



ويبدو من كل ماسبق أن الفن الإفريقي البدائي هو أحد الفنون العالمية، وأن له خصائصه وجماليته وارتباطه الوثيق بالمجتمع الإفريقي، وقد مثل محاولات الإنسان في سعيه وراء المعرفة والبحث عن الحقيقة الكونية.


وقد تسربت روائعه إلى الكثير من قصور الأغنياء ومتاحف العالم فأثرت في ذوق الفنانين الباحثين عن الجمال، مما أسهم في ظهور مدارس فنية عالمية متأثرة بالفن الإفريقي. يضاف إلى ذلك أن الفن الإفريقي أسهم في تأكيد الهوية الحضارية لشعوب إفريقية.




بشير زهدي



الموسوعة العربية









هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)