عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-2014, 04:17 PM
المشاركة 27
أحمد سليم بكر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي الحلقة السادسة عشر
الحلقة السادسة عشر
السكوت و الوحدة و العزلة التى تجعل الفرد منا يسافر فى عوالم من إختراعه هو ، و يعيش فيها هو فقط ، هذه المشاعر التى تنتج عن التخبط و عن عدم إدراك كل المعطيات حيث أن جميعنا فى هذه المواقف يحتاج إلى قليل من التفكير ، قليلا من العزله ، قليلا من صفاء الزهن ...
صديقنا جالس فى مكان ما خاوى تظهر على البساطه ،و أمامه النيل ،و مطبق يديه حول ساقيه ،و مريح زقنه على ركبتيه ،يفكر و يفكر يا لجمال المنظر ، السفن الشراعية و الأخرى التى تجعل النيل مليئ بالأنوار و تجعله يتنحى عن سكونه لما بها من صخب و أهازيج ...
أرى طارق واقف فى وسط أرض خاوية من أى شئ و يأتى له من خلفه شخص ما ، يرتدى جلباب و يظهر عليه الهيبة ،و يحدث طارق بأن السور سيبنى فى خلال يوم و لكن سيزيد الزمن قليلا ،أجابه طارق لا يهم المال الأهم هو التوقيت ، فقال له الرجل غدا مساءا سترى كل شئ جاهز ...
لا أعلم ما الذى يفعله طارق ، و لكن أعتقد أنه وصل لبعض الحلول ...
طارق يدخل المكتب فى مقر الشركة الرئيسى و يجد هدى جالسه ،فيطلب منها جمع كل مديرين التسويق و كل الموظفين الذين يعملون كمندوبين للشركة فى الأسواق ،فتسأله لماذا كل هذا ؟، فيبدى لها أنها ستعلم كل شئ فى وقته ...
قد جمع الجمع و جلس الجميع فى غرفة الإجتماعات و كان العدد كبير بجميع كل المندبون حيث أن أعداد كبيرة ظلت واقفة ،و عندما أبلغت السكرتارية أن الأجتماع قد تهيئ نهض طارق و كادت أن تنهض هدى فطلب منها ألا تأتى لحضور هذا الإجتماع و عندما يحين الوقت سيسرد لها كل شئ ، فتعجبت و أرادت أن تناقشة فى قراره و لكنه قد طلب منها ألا تفعل و أن لا يوجد أى وقت حتى يضيع ...
دخل طارق إلى الغرفة و قد أغلق الباب خلفه ،و أنا .. أننى أريد الدخول ،لا سيفوتنى هذا الإجتماع ،و لكن يجب أن أعلم بكل ما حدث فيه ،يجب أن أعلم ...
كريم جالس أمام علياء على كرسى موضوع بجوار سريرها التى ترقد عليه ، و يحدثها بأن تخبره عما ستفعل تجاه صديقتها التى لازالت تظنها على قيد الحياة بعد أن هاتفتها منذ أيام ،فتخبره بأنها ستفعل كل ما فى وسعها حتى تستطيع أن تجدها ،و لكنه تريد أن تستطيع أن تتمالك نفسها بسرعه ،و حينها يبدى لها أنه يستطيع أن يساعدها إن أرادت ،و لكن هل صديقتها قد تم إختطافها من قبل من تهجموا عليها فى الطريق ،وضغطوا على عفاف أن تتصل بهدى حتى يصلوا إلى الحقيبة ،وما بها من ملفات ،و فى نفس الوقت يخرسوا هدى و يخيفوها حتى لا تتحدث بشأن أى شئ ....
كل هذه التفسيرات منطقية ،و بما إن عفاف أتصلت فعلا بهدى على حد قولها ،لذلك تعد هذه التفسيرات هى الأقرب للصواب ...
طارق يعود إلى البيت و معه هدى ،و هى تركب بجواره فى سيارته ،و السائق يقود سيارتها من خلفهما ،و يصلوا إلى المنزل و تنزل من السيارة و يظل هو فى مكانه ،و تسأله عن سبب بقاءه ،فيخبرها بأنه ذاهب ليقضى شيئا ما ،فتطلب منه ألا يغامر بنفسه فى شئ ما و أن من الممكن حل الأمور المعقده كلها بدون أى متاعب ،فيهز رأسه دون أن يتكلم ،فتنزل من السيارة و يستدير هو و هى تقف بعد أن صعدت الدرج الصغير المكون من بضع درجات مستديرة قليلا لتكسبها هذه الإستدارة شكلا جماليا ،و تنظر للسيارة و هى تتحرك نحو الخارج و تبتعد ثم تقف على بوابة القصر حتى يفتح البواب باب القصر الكبير ليخرج و يغلق الباب من خلفة ، و هى لازالت واقفة تتنهد بصوت متحشرج و فى عينيها احساس كبير من الخوف ...
طارق فى مكتب المحامى ،جالس و أمامه المحامى ،فيتحدث طارق بأنه قد أعد كل شئ و ما باقى سوى المكان و أن الرد حيال ذلك قد تأخر ، فأجابه المحامى بأن الأمر قد تم و ينتظر مكالمة هاتفية للتأكيد ،و ما هى إلا دقائق إلا و قد أتت المكالمة و قد تم إنجاز مخزن كبير لتخزين البضاعة ،وهنا قد أعطى الرجل لطارق عنوان المخزن و هنا أستأذن الفتى ليعد الأمر ، و هنا قد توقف الفتى بعد أن فتح باب المكتب ليخرج ، و حدث الرجل بأن يومين و تخزن البضاعة بالكامل و فى اليوم الثالث سنبدأ فى التجهيز للسفر ...
و خرج طارق و أتصل ببعض من مديرين التسويق الذين قد أجتمع بهم صباحا ،و أجتمع بهم فى أحد المقاهى فى وسط المدينه و بعد الإتفاق على العديد من الأمور الهامة ،قد أعطاهم مهلة ثلاثة أيام ليعطوا له النتائج الإيجابية و أبدى لهم أن الأموال متوفرة بصورة كبيرة و أنه سيتقبل أراهم إن كانت فى عكس أراه و سيتم مناقشتها و أتخاذ ما هو أفضل لتطبيقه ...
و عندها نهض الجميع سواه ، ظل جالسا قيلا و أركز مفصليه على المنضده التى أمامه ،و أرتخى بذقنه على قبضة يده بعد مسك قبضة أحدى يديه بالأخرى ، و ظل يفكر فى الأمر ،ثم نهض و من كثرة ما يشغل باله ترك على المنضدة مائة جنية دون أن يدرى رغم أم الطلبات التى طلبوها جميعا لم تتجاوز العشرون جنهينا ...
فى المنزل كانت هدى جالسه على الأريكة أمام حوض السباحه و لا تكاد تسيطر على نفسها فتغفل بعينها قليلا ثم تعود لتستيقظ عندما تميل برأسها على أحدى الناحيتين ،و فى أنحاء الليل الداكنة ،قد سمعت صوت السيارة قادمة ،و عندها علمت أنه قد أتى و كانت الساعه قد تجاوزت الثانية صباحا ،أى غياب أكثر من أربعة ساعات منذ أن أتى بها للمنزل ،و عندما دخل وجدها واقفة فى وسط قاعة الأستقبال ،فسألها عما جعلها مستيقظة لهذا الوقت من الليل ،فأجابته أنها كانت قلقة عليه ، فأخبرها بألا تقلق ،و بعد أن توقف هنيهه تحرك و صعد الدرج حيث غرفته فى الأعلى و تركها واقفة مكانها ،فنظرت له بشئ من الدهشة ،و لكنه لم ينظر لها و أكمل سيره ،و دخل غرفته و أرتمى على السرير فنام دون أن يدرى بملابسه على نفس هيئته ...
فى الصباح بعد أن أستيقظ و أرتدى ثيابا غير التى تهالكت على جسده ليلة أمس ،نزل فوجد هدى واقفة فى أحدى قاعات الأستقبال ،و عندها ألقى عليها السلا و سألها إن كانت ستذهب أم لا ،فأجابته نعم ،و خرجا سويا و دخلا سيارته و كذلك السائق دخل سيارتها منفردا ، و تحركت السيارة الأولى ثم السائق بالأخرى ،و فى حين هو يقود السيارة مدت هى يدها نحو راديو السيارة ،لتضغط علي مفتاحه فيعمل و ينطق بأغنية رومانسية ما ،فأنا لا أتذكر هذا الأمر الأن ،و لكن ردة فعله هو أن مد يده كذلك فطفئه ،و عندها نظرت له بغيظ و فتحته مرة أخره و لكنه قد فعل نفس ردة الفعل و فعلتها ثالثا و فعلها كذلك ،وعندها ألتفت ناحية النافذه و لم تحدثه ،و عندما وصلا إلى الشركة نزلت وحدها و سارت مسرعه دون أن تحدثه ،و رغم شخصيته التى لا تستطيع تفسيرها إلا أنه أبتسم بسمة غريبة تنم عن الحنين و الموائمة ...
أحدكم يسألنى كيف أنا ككاتب لهذه الأحداث لم أرثى مبادئ الحب بين هى و طارق ، و لكن هذا ما قد تعرفوا سبله فيما هو أت ...
الهدوء الذى يسير بين الناس فى أوقاتهم العصيبة حيث يمتنع الجميع عن الكلام ،أو بمعنى أصوب لا يعرف أحد بماذا يتكلم ؟، فنبدأ بالنظر ،كلا منا ينظر إلى الأخر ،كلا منا يريد أن يختذ موقفه فى نظرة دهشة متهجمه على محياه و لكنها ليست كافية ....
طارق .. هدى .. كريم .. حسام .. علياء .. عفاف .. على .. زهرة .. خالد .. المحامى .. كلا منهم دائرة خاصة تتقاطع مع الأخرين فى مساحات مشتركة تنتج عن كل تلك الدوائر قصة تنسج نسيج من الإنسانية التى يدرك فيها المرء نفسه و كيف من الممكن أن تتغير الدنيا بحدث قد يحدث من قبيل الصدفة ،أو الخطأ و لكن الله أدرى بكل أمر و هو أعلى و أعلم بكل نفوسنا ، لازالنا فى منتصف الطريق ،و لا تزالوا أنتم كذلك...