عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2011, 06:49 PM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
قرءاه نقدية مغايرة ومعمقة لقصة "الظل" لكاتبها مباركالحمود ومحاولة لفكفكة الغموض في القصة واستخراج عناصر الجمالمنها

يعود القاص مبارك الحمود في الفقرة الثانية ليتحدث عن (الظل) الذي يجعله شخصية محورية في القصة، ولذلك نجده وهو يصفه على السنة الشخصيات الثانوية ويرسم ملامحه لاستكمال بناء صورة تلك الشخصية في ذهن المتلقي. ونجد كما في الكثير من قصص مبارك الحمود انه وعلى الرغم من وجود حبكة فيها أحداث صاعدة تساند بعضها بعضا، أي انها قصة سردية، لكننا نجد هذه القصة تتمحور حول شخصية الظل التي تكاد تصبح حية مع تطور الحدث، ونحن نراها تتحرك ونسمعها وهي تهمهم، وهي حتما شخصية ديناميكية متطورة، لنجد أنها وفي نهاية النص أصبحت شخصية مستديرة round character ، وهي حتما مصدر للأحداث في القصة ككل.

ونجد في هذه الفقرة أيضا الكثير من عناصر الجمال التي تجعل النص مؤثرا:

كان الصغار هم أكثر من رآه عن قرب, فقد رآه أحد أبناء الرافلي على مقربة 5 أقدام منه, بملامحه الشديدة القتامة, و حاول وقتها أن يحضر الكرة التي سقطت علىمقربة من الظل الذي ظهر فجأة, ونظر له مرعوبا, فولى الظل هاربا من أمامه عندما بدأ بالبكاء, قال الصغير أنه سمع همهمة الظل الغير واضحة, رغم أن فمه كان مقفل بغراء, وأنه مد يده لخطفه فبكى.. لقد كان أطول منه بقليل, يبدو شعره القصير مسترسلا, وبقية ملامحه غير واضحة أبدا, لقد كان ظلا فعلا, و انتشر بين الكل أنه كان بذلك يحاولسحرَ الصبي, ولكنه خاب.. وغلّق أهل المدينة على صغارهم الأبواب, و أصبحوا بسبب ذلك يبكرون في الانتهاء من أعمالهم.

ونجد أن القاص يستثير في المتلقي حواسه من خلال حشده عدد كبير من الكلمات الدالة على الحواس أو المرتبطة معها فنجده يكرر حاسة البصر في أكثر من 5 مواقع ( رآه + رآه+ ونظر+بكاء+ فبكى) كما ذكر حاسة السمع ( سمع همهمة الظل) وذكر الفم أيضا ( رغم أن فمه كان مقفل بغراء) وحاسة اللمس ( وانه مد يده ).

ونجد في الفقرة استخدام للأرقام، والأرقام لغة كودية لها سحر خاص( على مقربة 5 أقدام منه). وهي حتما مليئة بالحركة والنشاط ( حاول وقتها أن يحضر الكرة+ التي سقطت على مقربة من الظل+ ظهر فجأة+ فولى هاربا + مدي يده + وغلق). كذلك هناك تسخير للتضاد من خلال استخدام كلمات ( أطول + القصير). وقد أجاد القاص إذ اختار شخصية طفل ليعرفنا على ملامح الظل المخيفة التي هي أشبه بصفات الشخصية الأسطورية للغول ثالث المستحيلات، وذلك في تسخير حاد للتضاد ( طفل+ الظل) مما ضاعف من هالة، ووقع ملامح الظل المخيفة أصلا في نفس المتلقي.

والقاص بوصفه التفصيلي لشخصية الظل يكاد يجعلنا نراه، حيث أتقن رسم ملامحه، وقدم شخصنه وجعله اقرب إلى شخصية إنسان عادي، رغم اختلاف وغرابة ملامحه... فهو ذو ملامح قاتمة، وقد ولى هاربا عندما أحس بالخطر كنتيجة لبكاء الطفل، ابن الرافلي، ورغم أن فمه مقفل بما يشبه الغراء، لكنه يصدر همهمة غير واضحة، كما أن له يد مدها ليخطف الطفل، وهو يقوم بأعمال ما؟ أشبه ما تكون بعمل السحر كما أن بقية ملامحه غير واضحة (ملامحه شديدة القتامه+ يظهر فجأة+ ولى هاربا+ وله همهمة غير واضحة+ فمه كان مقفل بغراء+ مد يده+ حاول سحر الصبي_ بقية ملامحه غير واضحة). ونجد أن هذا الوصف يكون له بالغ الأثر على مشاعر المتلقي، لأنها تستثير فيه مخاوفه.

كما نجد أن القاص يلمح في هذه الفقرة إلى قانون السببية وذلك من خلال وصفه لما أصبح الناس يقومون به من حيث غلق الأبواب، ويبكرون في الانتهاء من أعمالهم كنتيجة لوجود الظل.

يتبع،،