عرض مشاركة واحدة
قديم 11-24-2016, 12:44 AM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الجزء الثاني

وما أن تولى ضرغام الحكم حتى انشغل في أمور مملكته وأعباء الحكم، لكن اهتمامه الأول انصب وتمحور حول معرفة ذلك الشيء الذي يهدد الحياة على الكوكب ودفن سره بموت والده الملك المؤسس.

ومع الايام أسس الملك ضرغام مجلسا من العلماء وقادة الجيش والخبراء وصار يجتمع معهم بصورة دورية ومحور نقاشهم مخصص لذلك الشئ ، وطلب منهم أن يشيروا عليه؟!
فتداول الحشد الأمر لأيام وأيام، بل ولسنوات طوال. وأخيرا أشاروا عليه ببناء جيش عظيم، وتوفير السلاح له، والاستعداد للحرب، لعل ذلك الشيء يكون خطرا ياتي عليهم من السماء، او من باطن الارض ، فيقاتلون بكل قوتهم .

كما واشاروا عليه ببناء فلك طائر عظيم، حتى إذا ما فشلت جهودهم في محاربة ذلك الشيء، وتبين انه لا قدرة لهم على حربه، وأصبح خطر انهيار كوكبهم ماثلا، والدمار محتوما ركبوا فلكهم وطاروا هاربين إلى كوكب آخر..فاريين باحثين عن النجاة.

وهكذا وحيث ان الاهتمام ظل مصبوبا على ذلك الشيء والخطر الذي يمثله على وجود المملكة الغربية ، بل وربما على كوكب نيسان، اصدر الملك ضرغام ملك المملكة الغربية أوامره بتسخير كل مصادر مملكته للاستعداد لليوم الموعود، يوم بروز ذلك الخطر الرهيب...وبينما اهتم قادة الجيوش بالاستعداد للحرب وتوفير السلاح، ركز العلماء على بناء ذلك الفلك الطائر العظيم...

وأصبح جميع سكان المملكة الغربية كبيرهم وصغيرهم، يعملون ليلا نهار، يبنون المصانع، ويسخرون كل إمكاناتهم وموجداتهم للمجهود الحربي، وبناء ذلك الفلك الطائر العظيم لعله يكون خلاصهم إذا ما فشلوا في هزيمة ذلك الشيء الموعود.

وفي سبيل تحقيق غايتهم المنشودة، أهمل سكان المملكة الغربية الأرض، وعزفوا عن الزراعة والأشجار، واقبلوا بنهم على بناء المصانع والعمل في التصنيع، وتحولت أنهارهم إلى مكبات للنفايات، القوا فيها مخلفات مصانعهم السامة، فتحولت الحدائق الغناء الى ارض جرداء، حتى ان الحيوانات والطيور كادت تنقرض وتختفي من مملكتهم تماماً.

تلوث المكان بمخلفات مصانعهم، حتى أنهم لم يعودا قادرين على الشرب من مياه أنهارهم التي ظلت عذبة رقراقة على مدى السنين الماضية، وتراكمت سحب الدخان الأسود في سماء المملكة، وامتدت إلى خارج حدودها بكثير، وأصبحت الغيوم مع الأيام تمطر مطرا اسودا يحرق الأشجار والمزروعات.

كادت ينابيعهم تجف، وأصبحت شمسهم تختفي خلف تلك الغيوم السوداء لساعات طوال، تسود فيها العتمة والظلام في عز ساعات النهار. استفحلت فيهم الأمراض، ولم يعد الناس يلحظون جمال أرضهم وسحر طبيعتهم، ولم يعد احد ينتظر لحظات الغروب كما كان يفعل الأجداد وهم ينعمون بحياة مستقرة في ظل حكم الوالد المؤسس.

*