عرض مشاركة واحدة
قديم 09-30-2013, 10:47 PM
المشاركة 4
أميرة الشمري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مرضها..

منذ عام 1948 غدا عبد الاله شديد القلق على شقيقته عالية التي بدت حالتها الصحية تسوء من وقت لاخر فلقد كان يجدها مرة او مرتين مضطجعة في منتصف النهار وحين كان يدخل عليها كانت تنهض جالسة وتقول له انها تشكو من شيء..لقد كنت متعبة نوعا ما.. وانني اشعر الان بالتحسن نتيجة الراحة وكان يامل ان لاتكون مصابة بمرض وبيل ولكن القدر كان يخفي عكس ما كان يامله الامير عبد الاله..

وقد امضت الملكة عالية معظم عام 1949 وعام 1950 في انكلترا في منزل لها على مقربة من ستينس في لندن مع ولدها فيصل الثاني الذي كان يدرس انذاك في كلية هارو واخذ وضعها الصحي يبعث على القلق واجريت لها عمليتان جراحيتان خلال العام 1950 ولكن العمليتين لم تحققا أي امل في الشفاء وثبت للاطباء ان مرضها هو السرطان الداخلي.. ولم يقع في وسع الاطباء الا استعمال الحقن لتسهيل الالم التي يثيرها ذلك المرض الخبيث فلا دواء ولا وسيلة اخرى لايقاف انتشاره وما يفعله من مضاعفات مميتة تنتشر في اجهزة الجسم.

وتقرر ان يكون في رعاية الملكة عالية المريضة الدكتور دكسن فرث والدكتور كمال السامرائي وان يسكنا في قصر الزهور ليكونا بالقرب منها وبخدمتها طوال الوقت ويقول الدكتور كمال السامرائي.. لا اتذكر ان الملكة اشارت في يوم من الايام الى طبيعة مرضها او استفهمت عنه بشيء فتعبر عن مصيبتها بالاستغفار من الله والحمد له كما لا اذكر انها خرجت يوما عن شخصيتها المالوفة حتى في اشد نوبتها وكانت المسكنات في ايامها الاخيرة فقدت مفعولها..

وفي يوم الاربعاء 20 كانون الاول عام 1950 اشتدت وطاة المرض على الملكة عالية.. وهنا طلبت والدتها وشقيقاتها وقالت لهن (لي ثلاث امانات لديكن.. ارجوا ان تحتفظن بها كل الاحتفاظ.. اولاها الاهتمام براحة اخي عبد الاله والتمسك به كل التمسك وثانيتها فلذة كبدي وهو امانتي عندكن جميعا وثالثتها ان تكن في خدمة هذا الشعب العراقي ما وسعتكن الخدمة ثم تطلب اخاها وتخبره بما قالت لهن وتوصيه بدوره بنفس الوصية ويطمنها الجميع بشتى انواع التطمين..


"الشمس أجمل في بلادي من سواها
والظلام
حتى الظلام هناك أجمل
فهو يحتضن العراق"

السياب