عرض مشاركة واحدة
قديم 02-27-2011, 11:58 PM
المشاركة 8
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




الفطر




في الليل، بالكثير من


البياض، بحذر، بهدوء شديد


أصابع أقدامنا، أنوفنا


تتكامش فوق الطفّال الرملي


تقبض على الهواء


لا أحد يرانا، لا أحد يوقفنا، لا أحد يخوننا


الحبوب الصغيرة تفسح لنا مكاناً


القبضات الناعمة تصر على


رفع الإبر


رفع الفراش المورق


حتى حجارة الرصف


مطارقنا، مدكاتنا


التي لا آذان لها ولا عيون


والتي لا صوت لها بتاتاً


توسع الشقوق


تتدافع عبر الثقوب.. اتبعنا


حمية على الماء


على فتات الظل


لطفاءً، نسأل


القليل أو لا شيء


العديد منا!


العديد منا!

نحن رفوف، نحن


طاولات، نحن طيبون


صالحون للأكل


مثيرو انتباه ودافعون


بالرغم عنا


يتكاثر جنسنا


في الصباح


سنرث الأرض


قدمنا في الباب


أغنية الصباح

الحب يجعلك تمضي

مثل سمكة (غولد فيش) سمينة


صفعتْ ربة المنزل أخمصي قدميك

وصرختك الصلعاء


أخذت مكانها بين العناصر


أصواتنا ترجع الصدى

تعظم وصولك.. تمثال جديد


في متحف تمهيدي، عريك


يظلل سلامتنا.. نقف دون ملامح كالجدران


لست أمك بعد اليوم


لست أكثر من غيمة تقطّر مرآة لتعكس


انمحاءها البطيء على يد الريح


طوال الليل رائحة فمك الكريهة


ترفرف بين الورود الزهرية المنبسطة


أستيقظ لأسمع:


بحر بعيد يتحرك في أذني


صرخة واحدة، وأصحو متعثرة من الفراش


ثقيلة كبقرة ومهتمة بالورد


في ثياب النوم الفيكتورية


فمك ينفتح مثل فم القطة.. مربع النافذة


يبيضّ ويبتلع نجومه البليدة..

والآن جرب حفنتك من النغمات


حروف العلة الواضحة ترتفع مثل البوالين






هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)